A+ A-

(إيسيسكو): مشروع تعليم اللغة العربية بجنوب شرق آسيا يسهم في دعم المنظومة التعليمية

من عبدالله بوقس كوالا كانغسار (ماليزيا) 14 - 10 (كونا) -- أكد مسؤول بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) اليوم الثلاثاء أن المشروع الذي أطلقته لتعليم اللغة العربية في جنوب شرق آسيا يمثل خطوة عملية تسهم في دعم المنظومة التعليمية وتطوير بنيتها وسط جهود محلية ودولية لتجاوز التحديات التعليمية والثقافية التي تواجه هذا المجال.
جاء ذلك في تصريح أدلى به رئيس مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها في منظمة (إيسيسكو) الأستاذ الدكتور مجدي إبراهيم لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش المؤتمر الدولي الثاني لتعليم اللغة العربية وآدابها المنعقد في ماليزيا.
وقال إبراهيم إن منهج مشروع (الانغماس اللغوي لمتعلمي اللغة العربية في جنوبي شرق آسيا) يهدف إلى نقل المتعلم من التلقي النظري إلى الممارسة اليومية للغة من خلال خلق بيئة حية تحفز الاستخدام الطبيعي وتشجع على التفاعل داخل الفصول الدراسية وخارجها.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى من المشروع نفذت في ماليزيا وإندونيسيا وكمبوديا بالتعاون مع وزارات التعليم ومؤسسات أكاديمية محلية وشملت برامج تدريبية ميدانية تضمنت أنشطة صفية وغير صفية مثل المحادثات الموجهة والرحلات التعليمية والمسرحيات التفاعلية إلى جانب ورش عمل لتأهيل المعلمين وتطوير أدواتهم بما يتماشى مع مقاربة الانغماس.
وأضاف أن المشروع يهدف أيضا إلى بناء شبكات تعاون إقليمية مستدامة تعزز استمرارية برامجه وتوسع نطاقها مؤكدا أن هذه الرؤية تتكامل مع الحاجة الملحة لإصلاح واقع تعليم العربية في المنطقة حيث لا يزال حضور اللغة محدودا في الحياة العامة للمجتمعات غير الناطقة بها وينحصر إلى حد كبير في المجال الديني رغم توفر المدارس والمعاهد المتخصصة.
وشدد على ضرورة تبني رؤى واستراتيجيات جديدة تقوم على الاستدامة والانفتاح والتجديد والاستفادة من التحولات العالمية والابتكارات التكنولوجية في تطوير المناهج داعيا إلى الانتقال من النماذج التقليدية إلى "مدرسة الغد" التي توظف التعليم الافتراضي والأدوات الرقمية لتنمية الكفايات اللغوية.
وأوضح أن منظمة (إيسيسكو) استنادا إلى خبرتها الواسعة وضعت مواردها التربوية الحديثة في متناول الدول الأعضاء غير الناطقة بالعربية والمؤسسات الإسلامية خارج العالم العربي لدعم تطوير المناهج وتسريع التحول الرقمي والانفتاح باللغة على جميع الفئات بما يعزز جسور الحوار والتفاهم بين الشعوب.
وأكد الدكتور إبراهيم أن تمكين اللغة العربية داخل العالم الإسلامي وخارجه مسؤولية جماعية تتطلب مضاعفة الجهود وتعزيز التعاون المؤسسي لضمان نهضة لغوية مستدامة.
وانطلقت اليوم الثلاثاء أعمال المؤتمر الدولي الثاني لتعليم اللغة العربية وآدابها في جامعة (السلطان أزلن شاه) بمدينة (كوالا كانغسار) الماليزية وتستمر مدة يومين بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين من دول جنوب شرق آسيا والعالم تحت شعار (آفاق تعليم اللغة العربية وآدابها في جنوب شرق آسيا: تجارب محلية ونماذج ملهمة). (النهاية) ع ا ب / غ ع