LOC19:12
16:12 GMT
لوحات وشموع مضاءة أمام صور عشرات الصحفيين الفلسطينيين لتوثيق جرائم الاحتلال وإحياء ذاكرتهم في قلب كوالالمبور
من عبدالله بوقس
كوالالمبور - 16 - 8 (كونا) -- شارك العشرات من الصحفيين والناشطين الماليزيين مساء اليوم السبت في وقفة تضامنية بساحة (الاستقلال) وسط العاصمة كوالالمبور إحياء لذكرى الصحفي الفلسطيني أنس الشريف وجميع الصحفيين الذين استشهدوا أثناء تغطيتهم لعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم ما يسمى مبادرة "هزة" (قيقار) المنظمة لهذه الوقفة كمال عارف في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن الوقفة نظمت بمشاركة متطوعين من حملة (مقاطعة إسرائيل في ماليزيا) وناشطين وصحفيين ماليزيين من أجل فلسطين إلى جانب عدد من المواطنين الماليزيين والمقيمين في ماليزيا وذلك تضامنا مع الشهيد أنس الشريف وسائر الشهداء في غزة.
وأوضح عارف أن الفعالية التي حملت شعار (جنوب شرق آسيا موحدة من أجل فلسطين) جاءت استجابة لدعوات مدنية وإعلامية واسعة للتضامن مع الصحفيين الفلسطينيين الذين تعرضوا للاستهداف خلال قيامهم بنقل حقيقة ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف أن "فلسطين رغم بعدها الجغرافي تبقى قضية قريبة من قلوبنا في ماليزيا وفي أنحاء العالم كافة" مؤكدا أن الوقفة تهدف إلى "إظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وسائر الأراضي الفلسطينية والشرق الأوسط عموما حيث يتعرض الفلسطينيون لإبادة جماعية وجرائم مستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي".
وشدد على أن "واجبنا ونحن في ماليزيا أن نحمل أصوات الشهداء ونبقي روايتهم حية وأن نثبت للاحتلال الإسرائيلي وداعميه أنهم لن يتمكنوا من إسكاتنا وسنواصل الحديث والدفاع عن القضية الفلسطينية".
وأشار إلى رفض المنظمة للسردية "الاستعمارية" التي يفرضها الخطاب الغربي حول فلسطين موضحا أن ما يجري في غزة "ليس حربا كما يصور لنا بل إبادة جماعية تستهدف حياة وتاريخ وثقافة وتراث الشعب الفلسطيني".
من جهته قال الناشط الماليزي محمد حكيم في تصريح مماثل ل (كونا) إن الوقفة جاءت "لإحياء ذكرى الأبطال من الصحفيين الفلسطينيين الذين ضحوا بحياتهم لنقل الحقيقة إلى العالم وكشف الجرائم التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين".
وأضاف حكيم أن "العالم ما كان ليعرف معاناة الفلسطينيين لولا جهود هؤلاء الصحفيين ووجودنا اليوم دليل على أن رسالتهم وصلت" واصفا مقتل أكثر من 270 صحفيا منذ عام ونصف العام بأنه "جريمة حرب تتطلب موقفا حازما من المجتمع الدولي" واصفا استشهاد هذا الكم من الصحفيين بأنه "سابقة لم يشهدها التاريخ الحديث".
وأكد أن "الوقت قد حان ليقول العالم كفى وأن يتحول الخطاب من بيانات بلاغية إلى إجراءات فعلية توقف قتل الأطفال والنساء والرجال في غزة".
ورفع المشاركون لافتات باللغتين الإنجليزية والماليزية تقول "لا مزيد من القتلى" وتدعو إلى "حماية الصحافة من الاستهداف خلال النزاعات" إضافة إلى شعارات من بينها "التحرير مفتاح فلسطين نحو الاستقلال" و"تسقط إسرائيل" و"ليلة أنس الشريف وجميع الصحفيين" و"نحن في جنوب شرق آسيا نشهد جرائم إسرائيل" و"الصحافة تفضح جرائم الحرب".
كما ارتدى معظم الحاضرين ملابس سوداء رمزا للحداد تضامنا مع أهالي الشهداء من الصحفيين.
وقرأت إحدى منظمات الحملة وصية الصحفي الراحل أنس الشريف أمام الحضور بصوت مرتفع وهي الوصية التي دونها قبل استشهاده وأكد فيها تمسكه بواجب توثيق الحقيقة مهما كان الثمن وقد لاقت كلماتها تفاعلا كبيرا من الحاضرين.
وحسب الجهة المنظمة فإن "وقفة كوالالمبور" جاءت ضمن سلسلة فعاليات مشابهة أقيمت في عدد من دول جنوب شرق آسيا مثل تايلاند وإندونيسيا وفيتنام وكمبوديا بهدف إيصال "صوت موحد" يطالب بإيقاف استهداف الصحفيين الفلسطينيين وإحالة مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة الدولية. (النهاية)
ع ا ب / م م ج