A+ A-

رئيس الأركان الفرنسي يتهم روسيا بشن "حرب معلومات" تستهدف باريس وحلفاءها

رئيس هيئة الأركان الفرنسية الجنرال تييري بوركارد
رئيس هيئة الأركان الفرنسية الجنرال تييري بوركارد
باريس - 11 - 7 (كونا) -- اتهم رئيس هيئة الأركان الفرنسية الجنرال تييري بوركارد اليوم الجمعة روسيا بشن "حرب معلومات منظمة" ضد باريس وحلفائها مؤكدا أن هذا النهج يعد جزءا من استراتيجية "حرب هجينة متعددة الجبهات" تشمل الفضاء السيبراني والمجال الإعلامي.
وقال بوركارد خلال مؤتمر صحفي في باريس إن "روسيا تستهدف دولا نتواجد فيها عسكريا عبر حملات تضليل وتشويه" مضيفا أن "هذه الهجمات المعلوماتية تسعى إلى التأثير في الرأي العام المحلي والدولي".
وأشار إلى أن "الفضاء الإعلامي الفرنسي أصبح مسرحا لحملات منسقة" مستشهدا بحوادث شغلت الرأي العام مؤخرا فيما أكد أن "هذه الحملات تغرق الفضاء العام وتؤثر في صورته ولا يمكن إنكار فعاليتها".
وأوضح أن "التهديد الروسي لم يعد يقتصر على الأرض" بل يمتد إلى السماء والبحار والفضاء والمجال السيبراني مؤكدا أن "الروس يتقدمون بخطى متخفية" في إطار خطة تهدف إلى "إضعاف أوروبا وتفكيك حلف شمال الأطلسي (ناتو)".
وأضاف أن من بين أبرز المؤشرات على ذلك النشاط "المقلق" للغواصات الروسية بالإضافة إلى وجود "رغبة واضحة في عسكرة الفضاء" من خلال إدخال أقمار صناعية ذات قدرات عسكرية متقدمة.
وعن الشأن الداخلي أوضح بوركارد أن "التهديد الإرهابي لا يزال قائما على الأراضي الوطنية" رغم التقدم الكبير الذي أحرزته الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التي أصبحت أكثر قدرة على إحباط الهجمات قبل وقوعها.
كما حذر من المخاطر المتزايدة المرتبطة بتغير المناخ مشيرا إلى أن "آثاره قد تكون محفزا للفوضى" وأن تداعياته باتت ملموسة داخل فرنسا وتستنزف موارد الدولة بشكل متزايد.
وفيما يخص العلاقة الدفاعية مع الولايات المتحدة قال بوركارد إنه "لا يخشى انسحابا أمريكيا كاملا من أوروبا" مشددا على أن "ذلك لا يصب في مصلحة واشنطن".
ودعا المسؤول العسكري الفرنسي إلى "ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية" مؤكدا أن "الاعتماد المفرط على الحلفاء لم يعد خيارا استراتيجيا قابلا للاستمرار على المدى الطويل".
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وقبل يومين من خطاب مرتقب للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتضمن قرارات دفاعية رئيسة في ضوء مراجعة استراتيجية وطنية أطلقت في وقت سابق من العام الحالي. (النهاية) م ع / ط م ا