LOC15:27
12:27 GMT
بروكسل - 8 - 7 (كونا) -- أكدت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الثلاثاء أن "حجم العلاقات مع الصين بات يتطلب مقاربة جديدة تقوم على المصالح المتبادلة" داعية إلى الحد من القيود على دخول المنتجات الأوروبية إلى السوق الصينية.
وقالت فون دير لاين في كلمة أمام الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي بمدينة (ستراسبورغ) خلال نقاش مشترك حول العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين إن "الاتحاد الأوروبي والصين يمثلان اثنتين من أكبر القوى الاقتصادية والتجارية في العالم إلا أن حجم التبادل التجاري اليومي بينهما لا يتجاوز ضعف ما يتم تداوله مع سويسرا وهو ما يعكس وجود قيود فعلية على دخول المنتجات الأوروبية إلى السوق الصينية".
وأضافت أن المفوضية الأوروبية ملتزمة بنهج قائم على النتائج مع بكين وتعمل على "تقليل المخاطر" بدلا من "الانفصال الاقتصادي الكامل".
وأشارت إلى أن الشركات الأوروبية تواجه تمييزا ممنهجا في السوق الصينية خاصة في مجال المشتريات العامة بسبب سياسة (اشترِ الصين) التي تمنح المنتجات المحلية أفضلية سعرية تلقائية بنسبة 20 في المئة واصفة ذلك ب"النظام المختل وغير العادل".
وفيما يتعلق بالفائض التجاري ذكرت فون دير لاين أن الصين سجلت أكبر فائض تجاري في التاريخ مشيرة إلى أن فائضها مع الاتحاد الأوروبي تجاوز 300 مليار يورو في عام 2024.
وأفادت بأنه "على الصين أن تعالج فائض قدرتها الإنتاجية داخليا لا أن تغرق به الأسواق العالمية".
وتطرقت في هذا المجال الى أولوية "تقليل المخاطر" في القطاعات الاستراتيجية مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي بدأ بإتخاذ خطوات فعلية لتنويع سلاسل التوريد وتقليل الاعتماد على الصين خاصة في مجالات الطاقة النظيفة والمعادن النادرة.
وأضافت المسؤولة الاوروبية "لقد تعلمنا الدرس من الأزمات السابقة والآن نعمل على تعزيز استقلاليتنا التقنية والاقتصادية".
وفي الشأن الجيوسياسي أكدت فون دير لاين أن دعم الصين لروسيا في حربها ضد أوكرانيا يشكل مصدر قلق بالغ للاتحاد الاوروبي مشددة على أن استمرار بكين في دعم ما أسمته "اقتصاد الحرب الروسي" ستكون له تداعيات مباشرة على مستقبل العلاقات بين الطرفين.
وقالت إن الصين "إذا كانت تدعي الدفاع عن النظام الدولي القائم على القواعد فعليها أن تدين بوضوح انتهاك روسيا لسيادة أوكرانيا" مضيفة أن "احترام المبادئ الدولية يجب أن يكون فعليا لا انتقائيا".
أما على صعيد المناخ فأكدت فون دير لاين أن الصين رغم كونها أكبر مصدر لانبعاثات الكربون في العالم إلا أنها تستثمر بكثافة في التقنيات النظيفة داعية إلى تعزيز التعاون بين الجانبين في هذا المجال.
وأضافت "اننا بحاجة الى شراكة فعالة لمواجهة التحديات المناخية ونتطلع إلى نتائج طموحة خلال قمة المناخ المقبلة في مدينة بيليم بالبرازيل".
وشددت على أن "أوروبا مستعدة لبناء علاقة أكثر توازنا واستقرارا مع الصين على أساس الانفتاح والاحترام المتبادل" مضيفة أن "المرحلة المقبلة يجب أن تركز على تقليل المخاطر وتحقيق الشفافية وضمان المعاملة العادلة للشركات الأوروبية في الأسواق الصينية". (النهاية)
أرن / ع س