A+ A-

أمين (الجامعة العربية): (أجندة بطرس غالي للسلام) رؤية متكاملة لتعزيز الدبلوماسية الوقائية

حفل إطلاق جائزة بطرس بطرس غالي  بالجامعة العربية
حفل إطلاق جائزة بطرس بطرس غالي بالجامعة العربية
القاهرة - 1 - 6 (كونا) -- قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن الوثيقة التي أطلقها الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة المصري بطرس غالي (أجندة للسلام) تمثل "رؤية متكاملة" لتعزيز الدبلوماسية الوقائية واستعادة السلام والحفاظ عليه.
جاء ذلك في كلمة أبو الغيط التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال في الجامعة العربية السفير أحمد خطابي في احتفالية أقيمت بمقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة اليوم الأحد بمناسبة إطلاق (جائزة بطرس بطرس - غالي للدبلوماسية والسلام والتنمية).
وأكد أن وثيقة (أجندة للسلام) التي أطلقها بطرس غالي الذي ارتحل عن عمر ناهز 93 عاما في 2016 كانت تقترح وسائل مختلفة "لزيادة فعالية" منظومة الأمم المتحدة.
ووصف في هذا الإطار بطرس غالي بأنه كان "رجل دولة ومفكرا سياسيا وأكاديميا" إلى جانب كونه مؤلفا لأكثر من 100 مؤلف مشيرا إلى أنه كان أول عربي وإفريقي يشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة (1992 - 1996) وذلك خلال فترة ما بعد الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي ونهاية الثنائية القطبية.
وأضاف أن الراحل وبصفته أمينا عاما للأمم المتحدة عقد اجتماعا لأعضاء مجلس الأمن للمرة الأولى على مستوى رؤساء الدول والحكومات لإصدار إعلان دولي من أجل "عالم مستقر ومنصف يحترم حقوق الإنسان الأساسية".
وأوضح أنه عرض في كتابه (خمس سنوات في بيت من زجاج) رؤيته بشكل معمق مستندا إلى أربعة مفاهيم رئيسة لبناء السلام.
وأكد في هذا الصدد الحاجة إلى "الدبلوماسية الوقائية" باعتبار الحفاظ على السلام لا ينحصر في إرساء السلام فحسب بل يتطلب ترسيخه وتعزيزه وأيضا التنمية المستدامة بمختلف أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وإصلاح الأمم المتحدة باعتبار كل ذلك "ضرورة ملحة لتلبية احتياجات الإنسانية المتزايدة" إلى جانب الحاجة أيضا إلى "إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية".
من جانبه قال نائب وزير الخارجية المصري السفير أبو بكر حفني في كلمته خلال الفعالية إن بطرس غالي تولى منصبه أمينا عاما للأمم المتحدة في لحظة تاريخية اتسمت بانهيار الاتحاد السوفيتي وصعود الولايات المتحدة بصفتها "قوة عظمى وحيدة".
وأشار حفني إلى أنه "سعى بجرأة نادرة إلى تعزيز استقلالية الأمم المتحدة" معتبرا أن المنظمة يجب أن تكون "صوتا للجماعة الدولية وليس أداة لسياسات القوى الكبرى".
وأضاف أن بطرس غالي أطلق وثيقة تاريخية بعنوان (أجندة للسلام) طرح فيها رؤية شاملة لإصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ودعا فيها إلى تبني مقاربة استباقية لمنع النزاعات عوضا عن سياسات رد الفعل كما آمن بأن الأمم المتحدة يجب أن تكون "المنصة المركزية" لصنع القرار الدولي.
ولفت إلى أن الراحل سعى أيضا إلى تعزيز شرعيتها وكان يرى أن "الاستقلالية المؤسسية" هي "الضمانة الوحيدة" لفعالية المنظمة.
ولآوضح أن بطرس غالي كان من أوائل من طرحوا مفهوم "الدبلوماسية الوقائية" وقاد المنظمة خلال انتقالها من دورها التقليدي خلال الحرب الباردة إلى أدوار أكثر تعقيدا في إدارة النزاعات الداخلية وحماية المدنيين "رغم بعض الإخفاقات التي لم تكن المنظمة مسؤولة عنها بأي حال من الأحوال".
وشهدت الاحتفالية عقد عدد من الجلسات الحوارية حول (أجندة بطرس - غالي للدبلوماسية والسلام والتنمية) وعرض شهادات لبعض الشخصيات حول شخصيته إلى جانب عرض للجائزة التي تحمل اسمه. (النهاية) م ف م / م ع ع