A+ A-

الرئيس الفرنسي يؤكد من سنغافورة أهمية رفض المعايير المزدوجة في القضايا الدولية

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطابه في القمة الأمنية الآسيوية لملتقى (حوار شانغريلا) بسنغافورة
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطابه في القمة الأمنية الآسيوية لملتقى (حوار شانغريلا) بسنغافورة
كوالالمبور - 30 - 5 (كونا) -- أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أهمية رفض المعايير المزدوجة في القضايا الدولية لا سيما في التعامل مع النزاع بين الجانب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي مشددا على أن "التخلي عن غزة يدمر مصداقية الغرب في باقي أنحاء العالم".
وقال ماكرون في الخطاب الرئيس للقمة الأمنية الآسيوية لملتقى (حوار شانغريلا) التي انطلقت أعمالها في سنغافورة اليوم الجمعة إن "الأولوية الآن هي الاستجابة الإنسانية وإيقاف إطلاق النار".
وأشاد بجهود الولايات المتحدة ومصر وقطر والأردن لإطلاق سراح الأسرى وتحقيق التهدئة معتبرا أن "بناء أمن إقليمي دائم لا يمكن أن يتحقق دون الاعتراف المتبادل وإقامة دولة فلسطينية".
وأضاف أن العالم يشهد خطرا متزايدا من ازدواجية المعايير مشيرا إلى أن "رفض الاحتلال الروسي لأوكرانيا يجب أن يقابله أيضا موقف واضح" من عدوان الاحتلال الإسرائيلي في غزة لافتا إلى أن صمت الدول الغربية عن أفعال الاحتلال يقوض مصداقيتها أمام شعوب الخليج وإفريقيا وآسيا.
وفي سياق متصل شدد الرئيس الفرنسي على التزام بلاده بنهج "الاستقلالية الاستراتيجية" موضحا أن فرنسا "حليفة للولايات المتحدة وصديقة للصين لكنها لا تقبل التبعية لأي طرف".
ودعا ماكرون في هذا الإطار إلى نموذج شراكة يحمي حرية الملاحة واحترام السيادة من دون الانجرار إلى مواجهات.
وقال ماكرون إن فرنسا ترى في أوروبا وآسيا "شركاء طبيعيين" موضحا أن "التهديدات المشتركة من الإرهاب إلى الأسلحة النووية تتطلب تحالفا متجددا يعيد صياغة النظام العالمي على أساس احترام السيادة ورفض الإكراه الجغرافي".
وحذر الرئيس الفرنسي من "تآكل التحالفات التقليدية وفقدان المصداقية" معتبرا أن "استقرار العالم اليوم يتطلب تحالفا جديدا يستند إلى القواعد لا القوة".
وأشار إلى أن الموقف من إيران وكوريا الشمالية وأوكرانيا يشكل اختبارا لمدى انسجام المجتمع الدولي في الدفاع عن الأمن الجماعي.
وفي حديثه عن التحديات المستقبلية شدد ماكرون على أهمية امتلاك "الحجم التكنولوجي" في الذكاء الاصطناعي والفضاء محذرا من "الانجراف وراء السياسات التجارية غير المتوقعة وتفكك النظام التجاري القائم على القواعد" وداعيا إلى تكامل أوروبي آسيوي لمواجهة الحروب السيبرانية والمعلومات المضللة.
كما أشار إلى أن فرنسا تعمل على تحديث استراتيجيتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بالتوازي مع استراتيجية الاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى تعزيز الشراكة مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر المحيط الهادئ مؤكدا أهمية توقيع اتفاقيات تجارية جديدة "تعكس القيم المشتركة والمعايير البيئية والاجتماعية".
واختتم ماكرون خطابه بالدعوة إلى "تحالف من أجل الاستقلال" يضم دولا "ترفض الخضوع والتهديد وتتوحد لحماية سيادتها وتكسب سباق التكنولوجيا وتحافظ على استقرار النظام العالمي" مشيرا إلى أن هذا التحالف "يجب أن يعيد التوازن في عالم مضطرب وأن يؤمن بإمكانية مواجهة المشاعر السلبية بقيم عالمية مشتركة".
وتعد القمة الأمنية الآسيوية لملتقى (حوار شانغريلا) التي تعقد سنويا منذ عام 2002 إحدى أهم المنصات الدولية لمناقشة قضايا الأمن والدفاع في آسيا والعالم وينظمها (المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية) ومقره لندن. (النهاية) ع ا ب / م ع ع