الكويت - 22 - 5 (كونا) -- أكدت الهيئة العامة للبيئة اليوم الخميس أن حماية التنوع البيولوجي مسؤولية مشتركة وواجب أخلاقي وإنساني يتطلبان تضافر الجهود لحاضر مزدهر ومستقبل آمن ومستدام للأجيال القادمة.
وقالت المدير العام للهيئة بالتكليف نوف بهبهاني في كلمتها خلال احتفال الهيئة وشركة ناقلات النفط الكويتية واللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة باليوم العالمي للتنوع البيولوجي (22 مايو كل عام) إن هذا الاحتفال يتزامن مع الذكرى السنوية لاعتماد اتفاقية التنوع البيولوجي خلال (قمة الأرض) التاريخية التي عقدت في ريو دي جانيرو العام 1992.
وأضافت بهبهاني أن قمة ريو دي جانيرو شكلت نقطة تحول عالمية بإقرارها ثلاث اتفاقيات رئيسية هي اتفاقية التنوع البيولوجي واتفاقية الأمم المتحدة الاطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر وهي في مجملها تشكل الإطار العالمي لتحقيق الاستدامة البيئية الشاملة.
وأوضحت أن اليوم العالمي للتنوع البيولوجي هذا العام يأتي تحت شعار (الانسجام مع الطبيعة والتنمية المستدامة) تأكيدا على أهمية التوازن بين البيئة والإنسان والحاجة إلى إعادة صياغة علاقتنا مع البيئة والاعتراف بأن حماية التنوع البيولوجي ركيزة أساسية لضمان استدامة الموارد الطبيعية التي يقوم عليها الأمن الغذائي والمائي وتحقيق الاستقرار المناخي وتعزيز صحة الإنسان.
وذكرت في هذا السياق أن حملة هذا العام ترتكز على أربعة محاور رئيسية الأول تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التنوع البيولوجي فيما يعنى الثاني بتحديث الاستراتيجيات الوطنية للتنوع البيولوجي بما ينسجم مع الأطر العالمية الحديثة.
وأفادت بأن المحور الثالث يركز على تعزيز التعاون بين كل القطاعات لتنفيذ الالتزامات الواردة في الاتفاقيات الدولية المعنية بالمحافظة على البيئة بينما يعنى الأخير بتشجيع المبادرات التنموية التي تهتم بحماية البيئة بما يساهم في الحفاظ على مواردنا الطبيعية وضمان استدامتها للأجيال المقبلة.
من جانبه أكد مدير مجموعة الصحة والسلامة والبيئة بالوكالة في شركة ناقلات النفط الكويتية محمد ميرزا ممثلا الرئيس التنفيذي للشركة بالوكالة الشيخ خالد أحمد المالك الصباح حرص الشركة منذ تأسيسها على أداء دور محوري في المحافظة على البيئة ودعم المبادرات التي تعزز مفاهيم الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة.
وقال ميرزا إن مشاركة (الناقلات) في هذا الاحتفال اليوم يأتي تأكيدا على المسؤولية البيئية والمجتمعية للشركة وإيمانها الراسخ بأن الحفاظ على التنوع البيولوجي أساسي لمواجهة تحديات التنمية المستدامة ويحقق الاستدامة في مختلف جوانب الحياة.
وأعرب عن فخره بشركة الناقلات التي تعد من أولى الشركات التي اتخذت خطوات عملية للحفاظ على البيئة من خلال التشغيل الكامل لفرع تعبئة الغاز المسال في منطقتي (الشعيبة وأم العيش) بالطاقة الشمسية.
وأوضح أن امتثال أسطول ناقلات الشركة للمعايير والمتطلبات البيئية والقوانين الدولية والعالمية في المجال البحري كتطبيق نظام معالجة مياه الاتزان والحد من الانبعاثات الضارة للبيئة يعكس التزام الشركة التام برؤية دولة الكويت لتحقيق الحياد الكربوني وتقليل الانبعاثات.
وأضاف أن الشركة تشارك أيضا بمبادرات بيئية متنوعة منها حملات تنظيف الشواطئ وحملات التوعية البيئية وغرس الأشجار ومواجهة آثار تغير المناخ والحد منها وإعادة الاستخدام والتدوير.
بدورها قالت رئيس اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة ورئيس الجمعية الكويتية لحماية البيئة الدكتورة وجدان العقاب في كلمتها إن الكويت صادقت على اتفاقية التنوع البيولوجي وأعدت تقاريرها الوطنية مما يعكس التزامها العالمي بالحفاظ على التنوع البيولوجي.
وأضافت العقاب أن الوضع البيئي في البلاد يستدعي وقفة جادة وإعادة النظر في طبيعة علاقة الإنسان مع النظم البيئية وتحقيق التوازن والانتقال من منطق الاستغلال إلى الشراكة.
وأشارت إلى جهود هيئة البيئة كجهاز تنفيذي رقابي تطبق القوانين والاشتراطات البيئية ومتابعة الاتفاقيات الدولية كما أن معهد الكويت للأبحاث العلمية قدم أبحاثا ودراسات ومقارنات علمية بهذا الشأن إلى جانب جهود مؤسسات المجتمع المدني ورسائله المتنوعة لزيادة الوعي البيئي.
ولفتت إلى الدور الريادي للجمعية الكويتية لحماية البيئة في التوعية البيئية من خلال السلسلة الوثائقية البيئية المعتمدة عربيا مثل (كل يوم طير) و(كل يوم نبتة) التي وثقت الحياة الفطرية في الكويت بشكل غير مسبوق وأصبحت مرجعا بيئيا للدول العربية ورافدا علميا مساندا للمنهج التربوي في مدارس الكويت. (النهاية) ز ه ر