LOC16:43
13:43 GMT
جانب من مسيرة العودة في ذكرى مرور 77 عاما على بداية نكبة الشعب الفلسطيني التي نظمت في رام الله
من نجود القاسم (تقرير إخباري)
رام الله - 14 - 5 (كونا) -- يقاوم الفلسطينيون منذ بداية "النكبة" التي حلت بهم عام 1948 وحتى اليوم محاولات شطب وجودهم وترحيلهم من أرضهم فهم يرون أن "النكبة" كحدث لم ينته بل ما زال مستمرا.
فالفلسطينيون يعيشون منذ 77 عاما أحداث "النكبة" بدءا من البيوت التي تهدم على رؤوس أصحابها مرورا بالقتل والتشريد واللجوء وصولا إلى مشاريع إعادة التوطين ومصادرة الأرض وإقامة المستوطنات وشق الطرق الالتفافية وتهويد القدس وتغيير أسماء الشوارع والقرى والبلدات وحرب الإبادة وتدمير المخيمات.
وتحت هذا المعنى أطلقت الفعاليات الشعبية لهذا العام في إطار إحياء ذكرى النكبة التي تصادف ال15 من مايو حيث وجه الفلسطينيون في "مسيرة العودة المركزية" التي نظمت في مدينة (رام الله) اليوم الأربعاء بدعوة من اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة رسائل إلى العالم لكي يلتفت إلى جريمة مستمرة على أرضهم ومحاولات طمس تاريخهم وهويتهم ودفعهم نحو مغادرة أراضيهم.
ورفع المشاركون الذين حضروا من مختلف المدن والبلدات أعلام فلسطين ولافتات سوداء رسم عليها "المفتاح" الذي تحول إلى رمز لعودتهم إلى البيوت التي هجروا منها قسرا وما زالوا يحتفظون بمفاتيحها وبخرائط وصور قراهم التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي وزرع المستوطنات على أنقاضها لتغيير ملامحها العربية.
وتقدم طلبة المدارس المسيرة وهم يرتدون لباس طبع عليه خريطة فلسطين التاريخية ومفتاح العودة وحملوا لوحات كتبت عليها أسماء القرى التي دمرتها العصابات الصهيونية في الأراضي المحتلة عام 1948 وحولت الفلسطيني إلى لاجئ في وطنه وخارجه.
وانطلقت المسيرة من ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ووصلت إلى وسط مدينة (رام الله) حيث أقيم مهرجان خطابي ألقيت فيه كلمات وقدمت فقرات فنية أكدت تمسك الفلسطيني بأرضه وحقوقه.
وقال نائب رئيس حركة (فتح) محمود العالول في كلمة ألقاها ممثلا عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في هذه الفعاليات إن "اليوم ذكرى أكبر جريمة في التاريخ ارتكبها العالم ضد الشعب الفلسطيني" موضحا أن "مذابح ارتكبت وقرى أبيدت وجزءا كبيرا من الشعب هجر وتم ذلك بفعل الرعب والمذابح المرتكبة".
وأشار إلى مرور 77 عاما من المعاناة والتضحيات الدائمة للشعب الفلسطيني الذي رفض التنازل عن حقوقه متمسكا بأرضه وحقوقه ومناضلا من أجل العودة واستعادة وطنه.
وأضاف العالول "ونحن نحيي ذكرى النكبة هناك نكبة جديدة أكثر قسوة وألما" في غزة مشيرا إلى أن القطاع يشهد "إبادة جماعية غير مسبوقة" في حين "تمتد المذابح إلى الضفة الغربية بتدمير المخيمات وعبث المستوطنين" إضافة إلى "المذبحة بحق الأسرى في سجون الاحتلال".
من جهته أكد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد أبو هولي في كلمته خلال الفعاليات حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعودة إلى أرضه واصفا هذا الحق بأنه "غير قابل للتصرف ولا يسقطه الاحتلال".
ودعا أبو هولي المجتمع الدولي وأحرار العالم إلى الضغط من أجل إيقاف حرب الإبادة والتجويع والتعطيش في قطاع غزة وإيقاف الاعتداءات على مخيمات اللاجئين شمال الضفة الغربية مجددا "الموقف الثابت الرافض" لكل محاولات التهجير وتفكيك الوحدة الجغرافية والديمغرافية لدولة فلسطين.
وبعد انتصاف نهار فلسطين بنصف ساعة توقفت الحركة 77 ثانية عند إطلاق صافرات الحداد التي بثتها المساجد والإذاعات المحلية وقرعت أجراس الكنائس وعم الصمت تعبيرا عن الألم الذي يوحد الفلسطينيين.
وجاءت الفعاليات تحت شعار "لن نرحل.. فلسطين للفلسطينيين" و"ما جرى هو ليس مجرد ذكرى بل هو جرح نازف ومستمر في جسد الوطن".
وقال القيادي الفلسطيني عمر عساف في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أثناء مشاركته في المسيرة إن شعار الفعاليات هذا العام مشتق من الواقع حيث يحاول الاحتلال أن يهجر أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة.
وأضاف عساف أن هذا يضاف إلى ما يجري في الضفة الغربية حيث جرى ترحيل وتهجير حوالي 50 ألفا من مخيمات (طولكرم) و(نور شمس) و(جنين) شمال الضفة في محاولة لتصفية قضية اللاجئين.
وأشار إلى ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي تجاه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بإغلاق مدارسها وحظر عملها في قطاع غزة في ظل العدوان واعتبارها جسما غير مرغوب فيه في ظل تضييق الإدارة الأمريكية على تمويلها وإعادة تعريف اللاجئ في الكونغرس الأمريكي مؤكدا أن هذا يشير إلى أن الاحتلال يحاول إلغاء القرار 194 الخاص بعودة اللاجئين إلى ديارهم وتهجير ما تبقى من الفلسطينيين.
وشدد عساف على أن محاولات الاحتلال تصفية الحقوق الفلسطينية فشلت أمام المقاومة المستمرة في قطاع غزة موضحا أن الاحتلال ينتقم من الشعب الفلسطيني ومن النساء والأطفال والشيوخ لأنه لا يستطيع حتى الآن أن يقضي على المقاومة التي تلحق به الخسائر يوميا.
من جهته تحدث المنسق العام للجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة محمد عليان في تصريح مماثل ل(كونا) خلال مشاركته في المسيرة عن تدمير الاحتلال الإسرائيلي المخيمات في الضفة وغزة مشيرا إلى محاولة الاحتلال أيضا إلغاء جغرافيا المخيم من خلال هدم المئات من البيوت في (جنين) و(طولكرم) بعد أن هجر الاحتلال أهلها إلى البلدات المجاورة.
وتابع حديثه "يريدون أن يجعلوا هذه المخيمات التي هي شاهد من الشواهد على الجريمة الأولى عام 1948 بأن تكون أحياء داخل المدينة هم يحاولون تصفية قضية اللاجئين ويحاولون إلغاء الذاكرة الجمعية الفلسطينية".
وأكد عليان التصدي لكل هذه المحاولات من خلال برامج يقومون بها مع مختلف الفئات العمرية في كل مدارس الوطن من بينها الفعاليات والنشرات بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومشاركة الطلبة من مختلف الأعمار في الفعاليات.
وقال عليان "نحن نعمل من أجل إبقاء الذاكرة الوطنية الفلسطينية حية ونعمل من أجل الدفاع عن حقوقنا الوطنية وحق العودة الأساس وفي المقدمة ونعمل من خلال العديد من النشاطات على بناء ذاكرة الأجيال الجديدة والتصدي لمحاولات فرض الأمر الواقع".
وشدد على أن الفعاليات الشعبية في ذكرى بداية النكبة عام 1948 تحمل رسائل للاحتلال الإسرائيلي وللعالم بأن الشعب الفلسطيني بكل فئاته العمرية متمسك بحقوقه وأن رهان الاحتلال على نسيان الصغار بعد موت الكبار هو رهان فاشل والفلسطينيون يتمسكون بأرضهم رغم جرائم الإبادة الجماعية.
وأوضح عليان أن الفعاليات لا تقتصر على الضفة الغربية التي ستشهد فعاليات متعددة خلال الأيام المقبلة وإنما تمتد في مختلف مناطق الوجود الفلسطيني في مخيمات اللجوء خارج الوطن وفي قطاع غزة الجريح. (النهاية)
ن ق / م ع ع