A+ A-

إضراب أكثر من 50 ألف عامل بالموانىء الأمريكية يهدد بخسارة مليارات الدولارات

واشنطن - 1 - 10 (كونا) -- بدأ أكثر من 50 ألف عامل بالموانئ الدولية الأمريكية (أي ال ايه) في الساحل الشرقي للولايات المتحدة وساحل الخليج إضرابا عن العمل اليوم الثلاثاء ما تسبب بخسارة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
ووفقا لشبكة (ان اس بي سي) الإخبارية الأمريكية شمل الإضراب حتى الآن 14 ميناء رئيسيا خاضعا لعقد مع تحالف الولايات المتحدة البحري (يو اس ام اكس) انتهت صلاحيته في منتصف الليلة الماضية بعد أن فشلت النقابة ومجموعة مالكي الموانئ في التوصل إلى اتفاق بشأن عقد جديد في معركة مطولة بشأن زيادات الأجور واستخدام التشغيل الآلي.
وفي محاولة أخيرة جرت أمس لتجنب الإضراب الذي من شأنه أن يسبب ضررا كبيرا للاقتصاد الأمريكي إذا طال أمده خاصة وأن رابطة عمال الموانئ الدولية تعتبر أكبر نقابة من نوعها في أمريكا الشمالية إذ يبلغ عدد أعضائها 85 ألفا حيث عرضت (يو اس ام اكس) زيادة في الأجور بنسبة 50 بالمئة تقريبا على مدى ست سنوات الا ان الرابطة رفضت العرض وفقا لما نقلت الشبكة الإخبارية عن مصدر قريب من المفاوضات.
من جهتها أعربت مجموعة مالكي الموانئ عن أملها بأن يؤدي العرض الذي قدمته إلى استئناف المفاوضات مع النقابة وهو ما من شأنه تجنب خسارات يومية بمئات الملايين من الدولارات في أكبر الموانئ الدولية مثل (نيويورك - نيوجيرسي).
وتضم الموانئ ال14 التي شملها الاضراب موانىء (بوسطن) و(نيويورك - نيوجيرسي) و(فيلادلفيا) و(ويلمنغتون) في (كارولينا الشمالية) و(بالتيمور) في ولاية (ميريلاند) ونورفولك (في فيرجينيا) و(تشارلستون) في (كارولينا الجنوبية) و(سافانا) في (جورجيا) و(جاكسونفيل) و(تامبا) و(ميامي) في (فلوريدا) و(نيو أورليانز) و(هيوستن) في (تكساس) و(موبايل) في (ألاباما).
وقالت حاكمة ولاية (نيويورك) كاثي هوشول في بيان صدر بعد منتصف ليل أمس الاثنين إن أول إضراب واسع النطاق لعمال الموانئ في الشرق منذ 47 عاما بدأ في الموانئ من ولاية (مين) إلى ولاية (تكساس).
وأكدت أنه استعدادا للاضراب عملت سلطات (نيويورك) على مدار الساعة لضمان حصول متاجر البقالة والمرافق الطبية لدينا على المنتجات الأساسية التي تحتاجها.
من جانبه قال رئيس النقابة هارولد داجيت للأعضاء الذين صوتوا بالإجماع على تفويض الإضراب في رسالة شديدة اللهجة عبر الفيديو "سنسحقهم".
وقال داجيت الذي كان عضوا في النقابة إبان آخر إضراب لها في عام 1977 في مقطع فيديو نشر على حساب (أي ال ايه) على منصة (انستغرام) "ما نفعله هنا سيسجل في التاريخ" مضيفا "لا يمكنهم الصمود لفترة طويلة" بالإشارة إلى مجموعة مالكي الموانئ (آي ايه ام اس).
ووسط القلق الشديد الذي سيطر على الشركات الأمريكية في الفترة الأخيرة التي سبقت الاضراب أرسلت أكثر من 200 مجموعة أعمال رسالة إلى البيت الأبيض الأسبوع الماضي طلبت فيها من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التدخل لمنعه.
وقالت في رسالتها إن البلاد تعتمد على نقل الواردات والصادرات عبر هذه الموانئ و"آخر شيء تحتاجه سلسلة التوريد والشركات والموظفين .. هو إضراب أو اضطرابات أخرى بسبب مفاوضات العمل الجارية".
بدورها أرسلت غرفة التجارة الأمريكية خطاب متابعة أمس الاثنين حثت فيه بايدن على ممارسة الصلاحيات بموجب ما يعرف بقانون (تافت - هارتلي) الذي أقر في عام 1947 لإبقاء الموانئ مفتوحة وعمال الموانئ في وظائفهم.
كما طبقه الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش في عام 2002 لوقف إغلاق لمدة 11 يوما لأعضاء النقابات في موانئ الساحل الغربي.
وفي هذا الصدد قال بايدن للصحفيين يوم الأحد الماضي إنه لا ينوي استخدام الصلاحيات التي يتمتع بها بموجب قانون (تافت - هارتلي) وذلك لأنه يؤمن ب"المساومة الجماعية" التي تم تطبيقها إبان اضراب نقابة عمال السيارات في سبتمبر 2023 مضيفا "أنا لا أؤمن بقانون (تافت - هارتلي)".
ونقلت شبكة (سي ان ان) عن (بانك اوف أمريكا) وهو أحد أكبر المصارف بالولايات المتحدة اعتقاده بأن أمد الاضراب لن يكون طويلا على الرغم من الفجوة الواسعة في المفاوضات بين النقابة وشركات الشحن.
وأرسل المصرف مذكرة لعملائه توقع فيها ألا "يستمر أكثر من بضعة أيام أو أسابيع قبل الاستعانة بقانون (تافت - هارتلي) لإعادة فتح الموانئ".
وقال إن الرئيس الأمريكي "بحاجة إلى الموازنة بين الحاجة إلى الظهور بمظهر مؤيد للعمال وداعم لهم في مفاوضاتهم ولكنه أيضا بحاجة إلى مراقبة سلاسل التوريد والاقتصاد التي قد تتعطل بسبب إضرابات الموانئ المطولة".
وفيما يتعلق بتداعيات الإضراب على إيصال المساعدات للمتضررين من إعصار (هيلين) طلب عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن (كارولينا الجنوبية) تيم سكوت أخذ الكارثة الناجمة عن الاعصار بعين الاعتبار مستشهدا بأضرار وتأجيل الاضراب.
وقال الرئيس التنفيذي لاتحاد التجزئة الوطني ماثيو شاي أمس في مقابلة مع (سي ان ان) "خاصة مع ما يحدث في الجنوب الشرقي مع الإعصار فإن أسوأ وقت ممكن لإغلاق هذه الموانئ على الساحل الشرقي هو عندما يكون هؤلاء الناس في ظروف مزرية ويحتاجون إلى الإغاثة".
إلا أن الشبكة أوضحت أن القليل من إمدادات الإغاثة ستصل إلى الجنوب الشرقي الذي ضربه الإعصار عبر السفن إذ أن السفن التجارية الوحيدة التي ترسو في الموانئ الشرقية أو موانئ الخليج تحمل بضائع من دول أخرى وليس من مدن أمريكية. (النهاية) ر س ر / ر س