LOC12:45
09:45 GMT
من مصطفى المريني (تقرير.إخباري)
الرباط - 17 - 9 (كونا) -- في إطار خططها للتوسع في شبكة علاقاتها الخارجية حققت الصين إنجازات كبيرة مع دول القارة السمراء على صعيد تعزيز روابطها الاقتصادية والتجارية ولا سيما بعد التغيرات السريعة التي حدثت في دول القارة لجذب الاستثمار الخارجي.
وفي سياق التنافس الدولي على النفوذ والموارد أصبح عدد من دول القارة الأفريقية ساحة مهمة للتنافس بين قوى دولية مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين نظرا لموقعها الاستراتيجي ومواردها الهائلة الأمر الذي دفع الصين وغيرها من الدول إلى بناء شراكات قوية من أجل تأمين الحصول على المواد الأولية لتغذية صناعاتها.
ومن أجل تأمين وصولها إلى الأسواق الأفريقية وتعزيز مكانتها إقليميا ودوليا اتفقت الصين مع عدد من دول القارة الأفريقية على تأسيس منتدى التعاون الصيني - الأفريقي (فوكاك) عام 2000 بالإضافة إلى إطلاق مبادرة (الحزام والطريق) بهدف تعزيز نفوذها الاقتصادي في القارة الأفريقية وتحقيق أهدافها الجيوسياسية في هذه القارة الغنية بالمعادن والموارد والفرص والإمكانات.
ويركز منتدى التعاون الصيني - الأفريقي الذي يعقد مرة كل ثلاث سنوات على الاستثمار في مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبنية التحتية والطاقة للنهوض بأوضاع التنمية المستدامة في دول القارة السمراء وصولا إلى تحقيق رؤية 2035 للتعاون الصيني - الافريقي والتي تنص على "العمل المشترك لإيجاد النمو الأخضر وترسيخ نموذج تنموي يتلاءم والمتطلبات البيئية وتحقيق الازدهار للشعوب الصينية والافريقية بما يتوافق مع أهداف وأولويات أجندة افريقيا 2063 ومبادرة الحزام والطريق".
وحقق المنتدى منذ تأسيسه إنجازات كبيرة على طريق ترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين الصين وافريقيا حتى بات نموذجا رائدا للتعاون انعكس صداه الإيجابي على عدد من المؤشرات منها مؤشر التبادل التجاري الذي شهد تطورا كبيرا وفقا لأرقام مؤشر التجارة الصيني - الافريقي الذي صدر للمرة الأولى عام 2023 بعدما ارتفع حجم التبادل التجاري بين الجانبين من نحو 14 مليار دولار عام 2000 إلى نحو 263 مليار دولار عام 2022 ليتخطى حجم التجارة بين الجانبين 282 مليار دولار عام 2023.
أما حجم الاستثمار الصيني في افريقيا فوصل إلى 40 مليار دولار وكان موجها لتمويل مشروعات التنمية المحلية وهو ما جعل الصين أكبر شريك تجاري لافريقيا والمستثمر الأول.
وأكدت الصين في الدورة الأخيرة لمنتدى التعاون التي عقدت بالعاصمة بكين في سبتمبر الجاري الأهمية الكبيرة التي توليها لتعزيز شراكتها مع افريقيا وتعزيز حضورها في دول القارة بما يؤدي إلى بناء مجتمع صيني - افريقي ورسم مستقبل مشترك.
وتأكيدا على اهتمام بلاده القوي بالقارة السمراء ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة أمام المنتدى أكد فيها ضرورة العمل معا على التحديث والتنمية متعهدا أمام قادة الدول الافريقية بزيادة دعم القارة ب 50 مليار دولار بالإضافة إلى حزمة من الإجراءات لتعزيز التعاون مع هذه الدول خلال السنوات الثلاث المقبلة لاسيما في مجال البنى التحتية.
ويرى مراقبون أن الصين مصممة على المضي قدما في تعزيز حضورها في القارة الأفريقية وتأكيد مكانتها كفاعل أساس في أكبر ساحة تنافس بين القوى الدولية وذلك من خلال دعم المشروعات الاقتصادية والتنموية وتقديم المساعدات والقروض لتطوير البنية التحتية في افريقيا.
هذا التوجه الصيني الجاد واستثمارها غير المشروط دفع قادة الدول الأفريقية إلى الشراكة معها مقدرين جهودها في المساهمة بتنمية القارة بمنأى عن أي املاء سياسي يتعلق بالإصلاح السياسي الداخلي.
وهذا ما عبر عنه رئيس الاتحاد الافريقي الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في كلمة له خلال افتتاح اعمال المنتدى الصيني - الافريقي بالقول "إن الشراكة الأفريقية - الصينية تعد اليوم نموذجا للتعاون الجنوبي - الجنوبي بفضل ما أتاحه من بناء مسارات جديدة للتضامن والتعاون وتسريع التنمية المشتركة للطرفين مرتكزا في ذلك على أسس الصداقة والاحترام والمنفعة المتبادلة".
وأكد أن غاية الصين والدول الأفريقية هي الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى المستوى الاستراتيجي والعمل معا على بناء مجتمع صيني - افريقي يتطلع إلى مستقبل مشترك.(النهاية)
م ر ي / ا ب خ