بيروت - 13 - 9 (كونا) -- أكدت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (اسكوا) اليوم الجمعة أهمية وضع سياسات تجارية "استشرافية" وضرورة التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات القائمة والاستفادة من الفرص المستقبلية اضافة الى ضرورة تحسين الصمود التجاري للحفاظ على التنافسية في "سوق عالمية دائمة التطور".
جاء ذلك في بيان أصدرته (اسكوا) بمناسبة اطلاق تقرير حمل عنوان (التجارة العربية في عام 2023: اتجاهاتها وملامحها الرئيسية) بشأن أهم الاتجاهات والتحديات والفرص في قطاع التجارة في المنطقة.
وحث التقرير على اهمية وضع استراتيجيات تجارية أفضل في كافة أنحاء المنطقة مشيرا الى تراجع بنسبة 5ر11 بالمئة من قيمة إجمالي صادرات السلع العربية التي بلغت نحو 4ر1 تريليون دولار في عام 2023.
وأظهر اعتماد الدول العربية بشكل كبير على عدد محدود من المنتجات التي تصدرها ومجموعة ضيقة من الأسواق التي تصدر إليها محذرا من تركز الأسواق الذي يؤدي الى " مخاطر كبيرة ويعرض الاقتصادات إلى تقلبات الأسواق العالمية" بشكل اكثر.
وسلط التقرير الضوء على "الأهمية المتزايدة للتجارة بين بلدان المنطقة التي تلعب دورا محوريا في دعم أهم القطاعات الاقتصادية" مشيرا الى ان حصة الدول العربية من أسواق صادرات بعض الصناعات المحلية تفوق نسبة 75 بالمئة في هذا المجال.
ودعا الى توسيع منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ونطاقها الامر الذي يساعد في "الوصول الى اسواق أكبر ويحفز بشكل أكثر التكامل التجاري الإقليمي".
واعتبر ان الامن الغذائي يعد "تحديا مستمرا في المنطقة العربية" لافتا الى اهمية تحفيز المزارعين المحليين وتشجيع زراعة المحاصيل الرئيسية للتخفيف من الاعتماد الكبير على الواردات.
ونقل البيان عن المسؤول عن فريق إعداد التقرير في (اسكوا) ماجد حمودة تشديده على ضرورة اعتماد الدول العربية "استراتيجيات تجارية تشجع على تنويع الصادرات والأسواق المستهدفة" معتبرا ان توسيع نطاق المنتجات واستكشاف أسواق جديدة امر "أساسي ليصمد قطاع التجارة على المدى البعيد".
ودعا حمودة حكومات المنطقة العربية إلى تنويع مصادر وارداتها لكي تحقق استقرارا في الإمدادات الغذائية مشددا على ان هذه الاستراتيجية أساسية "لإحلال استقرار غذائي طويل المدى في منطقة تتأثر أكثر فأكثر بالضغوط المناخية والجيوسياسية".
وذكر بيان (اسكوا) انه على الرغم من التحديات التي يواجهها قطاع التجارة في المنطقة فإن التقرير يعرض "للفرصة الذهبية الكامنة في عولمة التصنيع بالنسبة للاقتصادات العربية وتحديدا للقطاعات الناشئة مثل التكنولوجيا الخضراء".
وأشار التقرير الى ان "الشراكات الدولية الاستراتيجية بإمكانها أن تفتح المجال للوصول إلى التكنولوجيات المتقدمة مثل المركبات الكهربائية والبطاريات المتقدمة من الجيل التالي ومعدات الطاقة الشمسية".
وقال "متى توافقت الاستراتيجيات التجارية العربية مع الاتجاهات الصناعية العالمية يمكنها عندئذ تفعيل قدرتها التنافسية والانتقال نحو نماذج اقتصادية أكثر استدامة". (النهاية) ا ي ب / ط م ا