A+ A-

جامعة الدول العربية: معالجة مأساة غزة لن تتم إلا بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي

جانب من اجتماع هيئة مجموعة السلام العربي
جانب من اجتماع هيئة مجموعة السلام العربي
القاهرة - 29 - 4 (كونا) -— أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم الاثنين أن معالجة مأساة اهالي قطاع غزة ومنع تكرارها يتطلب حلا جذريا لمسببات اشتعالها وهو انهاء الاحتلال الاسرائيلي وفتح افق سياسي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو 1967.
وذكرت الامانة العامة لجامعة الدول العربية أن ذلك جاء في كلمة ابو الغيط أمام اجتماع هيئة مجموعة السلام العربي الذي عقد بمقر الأمانة العامة للجامعة وألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد رئيس قطاع شؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية السفير الدكتور سعيد ابو علي.
وقال ابو الغيط إن "فتح الأفق السياسي والطريق الى حل الدولتين يحتاج إرادة دولية حاسمة لتحويله إلى واقع بأسرع وقت ممكن من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية عبر مؤتمر دولي يرسم مسارا وخارطة طريق محددة بأفق زمني واضح ينهي الاحتلال ويمكن دولة فلسطين من ممارسة حقها في السيادة والاستقلال.
وأضاف أن هذا الامر تعبر عنه الأغلبية الساحقة من دول العالم وشعوبه سواء في قاعات الامم المتحدة ومنظماتها او بشوارع العواصم العالمية وجامعاتها وتجليات الرأي العام العالمي المطالب بايقاف حرب الإبادة وبحرية فلسطين ورفض المعايير المزدوجة ما يدعو الى التقدير والاحترام.
وأكد ابو الغيط أن القضية الفلسطينية تمر بظروف مصيرية وذلك في إطار مواجهة حرب الاحتلال الاسرائيلي التدميرية على قطاع غزة وفلسطين والتصدي لجريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بقطاع غزة على امتداد سبعة أشهر بكل ضراوة ووحشية.
وأوضح أن "العدوان الاسرائيلي الممنهج ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بما فيها القدس قتلا واعتقالا وتدميرا وتهجيرا واستيطانا وتهويدا بصورة غير مسبوقة ووحشية يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية التي تواجه مرحلة اشد خطورة ومصيرية".
وأشار ابو الغيط إلى الحرب المعلنة التي تشنها قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين المسلحة التي تمارس الارهاب الرسمي المنظم وتفرض مختلف صنوف الاضطهاد والفصل العنصري والتطهير العرقي في تأكيد مطلق لارتكاب جرائم الحرب والابادة والجرائم ضد الانسانية المكتملة الأركان.
وذكر أن جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين ممتدة طوال عقود الصراع مستنكرا عجز المجتمع الدولي عن لجم عدوان الاحتلال على غزة ووقف حرب الابادة والتهجير والتصفية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومنحه حقوقه الوطنية المشروعة بالحرية والاستقلال.
وأعرب ابو الغيط عن الأسف إزاء عجز مجلس الأمن عن إصدار قرار يمكن دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة نتيجة استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض (الفيتو) لإعاقة إرادة دولية واضحة بالموافقة على انضمام فلسطين عضوا كاملا في الامم المتحدة.
وثمن في الوقت ذاته مواقف الدول ال12 التي دعمت حصول فلسطين على هذه العضوية الكاملة في الأمم المتحدة قائلا إن "كل جهد دبلوماسي وعمل سياسي نبذله في مختلف الأروقة الدبلوماسية والمحافل الدولية من أجل وقف الحرب الوحشية في قطاع غزة لن يرقى بالطبع لمرتبة الجرم المرتكب لكنه يظل جهدا ضروريا وعملا مطلوبا ينبغي أن يتواصل ويتصاعد حتى تتوقف هذه المقتلة المستمرة".
وأكد ابو الغيط أهمية تنفيذ القرارات الدولية على الأرض ووقف العمليات العسكرية والعدوان الإسرائيلي بشكل فوري وكامل وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية عبر الطرق البرية المعتادة بما يخفف من كارثية الوضع الإنساني المتدهور في غزة ويجنب أهلها خطر المجاعة المحدقة.
وقال إن الحرب الاحتلال على غزة أوقعت أكثر من 120 ألفا بين شهيد وجريح ومفقود فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام الذي يتطلب 14 عاما لازالته ووفقا للتقارير الأممية.
ولفت ابو الغيط الى أن المواقف العالمية تغيرت وتحركت بالتدريج ناحية الموقف العربي الذي اتخذناه وهو ما يتجسد في قرار مجلس الأمن الأخير 2728 الذي طالب لأول مرة بايقاف فوري لإطلاق النار معتبرا أنها استفاقة متأخرة لا تعفي الصمت عن اجتراء الاحتلال على الدم الفلسطيني.
ودعا ابو الغيط مجموعة السلام العربي إلى تكثيف انشطتها لمواجهة حرب الافناء وفضح جرائم الإحتلال وتقديم مرتكبيها للعدالة الدولية ولمواجهة حرب اعلامية الاحتلال المضللة المدعومة من حلفاء الاحتلال.
وأكد أهمية دور الاعلام في التأثير على صعيد الرأي العام لضحد كافة الادعاءات والأكاذيب الاحتلال الممنهجة وكشف المدى الوحشي الذي بلغته تلك الجرائم وتأكيد حقيقة العدوان الفظيعة وأهدافه الصريحة والضمنية لتصفية القضية الفلسطينية.
كما أكد أهمية الدور والمسؤولية التي تتطلع بها سائر مكونات العدالة الدولية من منظمات وهيئات مختصة او ذات صلة بحقوق الإنسان دولية أو إقليمية ومؤسسات المجتمع المدني عامة او وطنية بلحظة استحقاق تاريخية فارقة يتكثف عبرها الصراع على الرواية والوعي.
يذكر أن مجموعة السلام العربي تأسست عام 2018 من قبل شخصيات عربية سياسية فكرية واجتماعية بهدف بناء السلام العربي والعمل على بذل مساع استباقية تعزز ثقافة السلام وتقي من حدوث الأزمات والعمل على تسوية النزاعات القائمة عبر الحوار والطرق السلمية واحترام حقوق الإنسان.(النهاية) م ف م / م خ