A+ A-

الأمم المتحدة تحذر من استخدام سوريا "ساحة مفتوحة" لتصفية الحسابات

واشنطن - 25 - 4 (كونا) -- أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون اليوم الخميس عن قلقه الشديد إزاء "الدوامة الخطيرة والتصعيدية" في المنطقة مكررا تحذيره من استخدام سوريا "كساحة مفتوحة للجميع لتصفية الحسابات".
وشدد بيدرسون في كلمة أمام مجلس الأمن الخميس على ضرورة وقف التصعيد الإقليمي بدءا بوقف إنساني فوري لإطلاق النار في غزة والعمل على وقف إطلاق النار على مستوى البلاد في سوريا وفقا للقرار 2254.
وقال "في الواقع سيكون من الخطأ تجاهل أو مجرد احتواء الصراع السوري. هذا ليس صراعا مجمدا ولا تقتصر آثاره في سوريا فقط. في الواقع لا توجد علامات على الهدوء في أي من ساحات القتال في سوريا. هناك فقط صراعات لم يتم حلها وعنف متصاعد واندلاعات حادة للأعمال العدائية ويمكن أن تكون أي منها الشرارة التي تشعل حريقا جديدا".
كما شدد المبعوث الخاص على أن الوضع الاقتصادي في سوريا "لا يزال محفوفا بالمخاطر" بعد أن وصل سعر صرف الليرة إلى 15 ألفا مقابل الدولار. وكان سعر الدولار قد بلغ في مطلع عام 2020 نحو ألف ليرة سورية.
وقال بيدرسون "لايزال زملائي على الأرض يشهدون بما في ذلك في حمص مؤخرا وضعا اقتصاديا أصبح الآن أسوأ مما كان عليه في ذروة الصراع".
واضاف ان "المزيد من الناس يريدون مغادرة سوريا والدول المجاورة ويخاطرون بحياتهم على طرق محفوفة بالمخاطر لتحقيق ذلك" مذكرا اعضاء المجلس بالعبء غير المتناسب الذي لا تزال الدول المجاورة تتحمله والمخاطر التي قد يواجهها اللاجئون السوريون في بعض الأحيان وسط ظروف الضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وشدد على أن جميع المسارات "تتحرك بشكل مطرد في اتجاه مثير للقلق" مضيفا أن وقف تصعيد العنف واستئناف اللجنة الدستورية وإجراءات بناء الثقة كلها نقاط دخول إلى الحل لكنها لا تستطيع في حد ذاتها حل النزاع".
ودعا المبعوث الخاص إلى استكشاف نهج شامل جديد يتناول مجموعة كاملة من القضايا بما في ذلك التطلعات المشروعة للشعب السوري والحاجة إلى استعادة سيادة البلاد.
وقال إن هذا النهج يجب أن يشرك جميع أصحاب المصلحة الأساسيين بشكل كامل لأن إبعاد أي منهم سيؤدي إلى انسداد معتبرا انه على الرغم من العقبات الإقليمية والعالمية الرئيسية التي تحول دون عقد جميع هذه الأطراف المعنية الآن فانه يجب العمل الآن للتحضير لوقت يصبح فيه العمل الدبلوماسي ممكنا.
من جانبه قال مدير شعبة التنسيق في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) راميش راجاسينغام إن الاحتياجات الإنسانية في سوريا بلغت بالفعل مستويات قياسية محذرا من ان القدرة على المساعدة في التخفيف من آثارها "تتآكل بشكل مطرد بسبب النقص المثير للقلق في التمويل".
وأشار راجاسينغام إلى مقتل وإصابة مدنيين في مجموعة من الهجمات في جميع أنحاء البلاد الشهر الماضي بما في ذلك الأطفال وعضو في فريق تابع لمنظمة الصحة العالمية.
وأضاف أن عدد الضحايا المدنيين بسبب الألغام ومخلفات الحرب والعبوات الناسفة في سوريا المبلغ عنه العام الماضي كان "أكثر من أي دولة أخرى".
وعلى الرغم من زيادة الاحتياجات أشار راجاسينغام إلى خفض النداء الإنساني لعام 2024 بشكل كبير عن العام الماضي ويستهدف النداء 8ر10 مليون شخص من اجمالي 7ر16 مليون بحاجة إلى المساعدة في سوريا.(النهاية) ا م م / ه س ص