LOC01:11
22:11 GMT
القاهرة - 21 - 2 (كونا) -— اكد باحث كويتي اليوم الأربعاء أن مهنة (الغوص على اللؤلؤ) تعد صفحة من صفحات التاريخ الخليجي التي تعكس صورة جلية لكفاح الأجداد الأوائل.
وقال المؤرخ الكويتي عضو رابطة الادباء الكويتية طلال الرميضي في ندوة بعنوان (تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت) ان مهنة الغوص عريقة في المجتمعات الخليجية وتعد من أقدم المهن في تاريخ دولة الكويت وكان يعتاش عليها أغلبية السكان على ساحل الخليج العربي.
وأوضح الرميضي خلال الندوة التي عقدت بالمعهد الفرنسي للاثار الشرقية أن مهنة (الغوص) كانت تعد المصدر الرئيسي للدخل في منطقة الخليج العربي وسط بيئة صعبة قبل اكتشاف دول الخليج العربي للنفط وتغيير خريطتها الاقتصادية.
واضاف أن الكويتيين مارسوا هذه الحرفة الشاقة على الرغم من صعوبتها والمخاطر التي تواجههم من قبل الأسماك المفترسة في منطقة الخليج العربي التي تعج بالعديد من تلك النوعيات من الأسماك الفتاكة.
وأشار الى أن مهنة الغوص توقفت منذ عقود طويلة بعد اكتشاف اللؤلؤ الصناعي الذي تم استزراعه في اليابان لأول مرة عام 1895 وانتشر في الأسواق العالمية أواخر العشرينيات من القرن الماضي.
واكد أن هذا الامر تسبب بخسائر فادحة لتجار اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي وأثر سلبا على الأهالي الذين يعتمدون على مواسم الغوص لكسب معيشتهم منها مضيفا أن اكتشاف البترول في الخليج العربي وحفر حقوله قضى على هذه المهنة القاسية وغيرها من المهن خلال الحقبة الماضية.
وكشف الرميضي عن أنه كان للعاملين بمهنة الغوص والبحث على اللؤلؤ مواسم معروفة يمارسون خلالها نشاطهم بالبحر وكانت مألوفة عند الكويتيين ويعرفون بداية كل موسم ونهايته علما أن فترة الغوص بنحو ستة أشهر في السنة الواحدة.
وذكر أن للغوص مواسم بعضها رسمي والآخر غير رسمي وان كل موسم له نظامه وأعرافه الخاصة مضيفا أن موسم الغوص الرسمي عرف باسم (الغوص الكبير) يحدد الحاكم وقت بدايته وانتهائه.
وتابع أن موسم الغوص كان يبدأ عادة في شهر مايو ويستمر حتى أواخر شهر سبتمبر من كل عام ويلتزم به كافة العاملين بالغوص حتى غلبت عليه الصبغة الرسمية حيث يعرف العاملون فيه اليوم الذي يعلن الحاكم نهاية موسم الغوص الكبير.
وذكر بأن الأرشيفات العالمية سجلت الكثير من الوثائق عن ممارسة أهل الخليج لمهنة الغوص منها الأرشيف الفرنسي الذي أوضح أن الصحفي الفرنسي ألبير لوندر صحب سفن شراعية أثناء موسم الغوص عام 1930.
وأضاف ان الصحفي الفرنسي سجل وقائع رحلته ونشرها في صحيفة (لو بتي باريسيان) الفرنسية في سلسلة من المقالات ثم جمعها عام 1931 في كتاب تحت عنوان (في البلدان الحارة لصائدي اللؤلؤ). (النهاية)
م م / ر ج