A+ A-

بعد عام على الزلزال المدمر.. تركيا تلملم جراحها لإعادة الإعمار وإيواء المتضررين

من أسامة السعيد (تقرير اخباري)

أنقرة - 6 - 2 (كونا) -- بعد مرور عام على الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وخلف أكثر من 50 الف ضحية وشرد الالاف فضلا عن خسائر مادية هائلة لاتزال الجهود الحكومية والشعبية مستمرة للملمة الجراح لإعادة الإعمار وإيواء من تدمرت منازلهم.
ففي السادس من فبراير 2023 وتحديدا فجر هذا اليوم ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7ر7 درجة على مقياس ريختر أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 6ر7 درجة ومئات الهزات الارتدادية العنيفة.
وفي ذكرى الزلزال الأولى تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء بمواصلة حكومته جهود ومساعي إعادة إعمار المناطق المنكوبة.
وفي تدوينة نشرها اليوم بحلول الذكرى السنوية الأولى للزلزال المدمر استذكر اردوغان ضحايا الزلزال معزيا ذويهم والشعب التركي عموما فيما تمنى السلامة للمصابين والشفاء العاجل لمن يواصلون تلقي العلاج.
وأكد أن الكوارث الضخمة كهذه تمثل تحديا واختبارا في الوقت نفسه "لوحدة وأخوة وقوة الشعوب" مشيدا بموقف الشعب التركي حيال "الكارثة" التي قال إن الشعب قدم خلالها "موقفا تاريخيا".
وشدد على أن الحكومة التركية تواصل جهودها بعزم وإصرار لتنفيذ الالتزامات والتعهدات التي قطعتها للشعب.
وأشار أردوغان إلى استمرار أعمال إعادة إعمار وإحياء المناطق المتضررة مؤكدا أنها ستتواصل حتى "تأمين مأوى آمن لكل مواطن انهار منزله بسبب الكارثة".
وشملت آثار الزلزال 124 قضاء و6 آلاف و929 قرية ضمن 11 ولاية تركية بينما بلغ عدد المتضررين منه 14 مليون شخص في تركيا وحدها.
ورفعت السلطات التركية إثر الكارثة حالة الإنذار إلى المستوى الرابع الذي يشمل طلب المساعدة الدولية لتستقبل البلاد بعدها مساعدات من 93 دولة.
وإلى جانب ولاية كهرمان مرعش مركز الزلزال تأثرت أيضا ولايات هطاي وعثمانية وأدي يمان وديار بكر وشانلي أورفة وغازي عنتاب وكيليس وأضنة وملاطية وإيلازيغ ما دفع الحكومة حينها لإعلان حداد وطني 7 أيام في البلاد قبل إعلان حالة الطوارئ بالمناطق المنكوبة.
وضرب الزلزال مساحة قدرها 120 ألف متر مربع وأودى بحياة 53 ألفا و537 شخصا بينما أصيب 107 آلاف و213 آخرون بسببه.
وبمجرد وصول أنباء وقوع الزلزال استنفرت جميع المؤسسات الحكومية والبلديات ومنظمات المجتمع المدني من أجل إيصال المياه والمواد الغذائية والأدوية والملابس وغيرها من المستلزمات الأساسية إلى المناطق المنكوبة.
وشهد 38 ألفا و901 مبنى أعمال بحث في حين قامت الفرق المختصة بأعمال إنقاذ في 26 ألف مبنى تلقت مؤشرات على وجود أحياء فيها.
وشارك في أعمال البحث والإنقاذ 650 ألف عنصر بينهم 11 ألفا و488 عنصرا جاؤوا من دول أخرى.
وفي مسعى لتأمين المأوى الأولي لمنكوبي الزلزال تم نصب 645 ألف خيمة ضمن 350 منطقة متضررة من الزلزال بينما تم بناء 215 ألفا و224 منزلا مسبق الصنع للغرض نفسه.
وخلال العام الأول من وقوع الزلزال المدمر تم تقديم مساعدات إيواء بقيمة 14 مليارا و453 مليون ليرة (الدولار الواحد يعادل قرابة 30 ليرة) ل349 ألف أسرة.
ومع إضافة المساعدات الأخرى بلغ إجمالي المساعدات المقدمة للمنكوبين في مناطق الزلزال 106 مليارات و728 مليون ليرة.
وشاركت دولة الكويت بدورها في حملة (الكويت بجانبكم) الرسمية حيث تم جمع تبرعات بقيمة 6ر42 مليون دولار في الساعات الست الأولى من انطلاقها لدعم ضحايا الزلزال.
وجاءت الحملة تنفيذا لتوجيهات سمو أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه وولي العهد حينها سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه لمساندة الشعبين التركي والسوري بأقصى سرعة وبكافة الإمكانات المتاحة.
وتجاوزت حصيلة تبرعات الحملة 13 مليون دينار كويتي (نحو 6ر42 مليون دولار) من متبرعين تجاوز عددهم 65 ألفا.
وبدأت الحملة عبر بث مباشر على تلفزيون دولة الكويت الساعة 12 ظهرا بالتوقيت المحلي على أن تنتهي في منتصف الليل.
وانطلقت الحملة ب"التعاون بين وزارات الخارجية والإعلام والشؤون الاجتماعية توحيدا للجهود المبذولة إثر الزلزال المدمر".
وفي إطار المسح الذي أجرته السلطات لتقييم الخسائر تم تحديد أضرار في 6 ملايين و227 وحدة سكنية.
واستمرت أعمال انتشال أنقاض المباني المهدمة جراء الزلزال عدة أشهر إلى أن استكمل منها حتى اليوم 91 بالمئة.
وضمن جهود إعادة إعمار المناطق المنكوبة باشرت الحكومة أعمال بناء 307 آلاف وحدة سكنية في مراكز المدن والقرى التي ضربها الزلزال.
ولتسريع أعمال إعادة الإعمار أعلنت الحكومة مشروعا عمرانيا يقوم على تقديم هبات وقروض سهلة الدفع للمواطنين الراغبين في إعادة تشييد منازلهم بأنفسهم. (النهاية) ا ع س / ط م ا