LOC11:16
08:16 GMT
من عبدالله بدران (تقرير.إخباري)
الكويت – 5 – 2 (كونا) -- لطالما كانت العلاقات الكويتية - العمانية الضاربة بجذورها عميقا في ذاكرة البلدين والشعبين الشقيقين مثالا يحتذى لعلاقات بلدين جمعت بينهما أواصر كثيرة أهمها اللغة والدين والتاريخ ورسخها حرص قيادتيهما على تعزيزها وتطويرها.
ولم تكن العلاقات بين البلدين وليدة عقود قليلة سابقة بل تعود بجذورها إلى تاريخ وجود الشعبين الشقيقين قبل قرون عديدة كل في أرضه ودياره ولاسيما ما يتصل بالعلاقات التجارية البحرية التي جمعت بين تجار البلدين.
وإضافة إلى تلك العلاقات التاريخية يرتبط البلدان بعلاقات سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية تشهد تطورا مستمرا بفضل توجيهات القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين وحرصهما على تعزيزها في شتى المجالات والدفع بتلك العلاقات نحو آفاق أوسع وأرحب.
ولا شك أن هذه العلاقات سوف تزداد رسوخا مع الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها غدا الثلاثاء سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح والوفد الرسمي المرافق لسموه إلى سلطنة عمان الشقيقة وذلك في زيارة دولة ويشمل سموه وأخوه السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان برعايتهما وحضورهما حفل افتتاح (مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية) بعد غد الأربعاء بولاية الدقم.
وتتجلى مواقف سلطنة عمان المبدئية والمشرفة تجاه قضايا الكويت بأبهى صورها إبان محنتها عام 1990 خلال غزو النظام العراقي حينما وقفت السلطنة مع الحق الكويتي وساهمت في حرب تحرير الكويت في فبراير 1991 واحتضنت عددا كبيرا من مواطنيها أثناء فترة الاحتلال وقدمت لهم كل التسهيلات.
وعلى الصعيد السياسي شهدت العقود الثلاثة الماضية تطورا مطردا في العلاقات الثنائية وتعزيزا للصلات التاريخية القديمة وتعاونا مشتركا في القضايا الإقليمية والعالمية وتوجت ذلك كله الزيارات المتبادلة التي كان تقوم بها قيادات البلدين الشقيقين.
ففي 18 سبتمبر عام 1991 زار أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه سلطنة عمان والتقى خلالها المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد حيث قدم شكر الكويت للسلطنة على مواقفها المؤيدة للحق الكويتي خلال محنة الغزو العراقي.
وفي 23 ديسمبر عام 1991 زار السلطان قابوس بن سعيد الكويت للمشاركة في القمة الخليجية الـ12 لدول مجلس التعاون الخليجي والتقى خلالها الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه.
وفي 20 مايو عام 2002 زار السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله الكويت والتقى الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد حينها للاطمئنان عليه وعلى صحته بعد أن من الله تعالى عليه بالشفاء وعودته سالما معافى إلى البلاد.
وخلال الزيارة عقد الجانبان محادثات رسمية تناولت العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تطويرها في جميع المجالات إضافة إلى التنسيق المشترك حيال مختلف القضايا والأمور التي تهم البلدين والأمتين العربية والإسلامية.
وفي السابع من يونيو 2005 زار السلطان قابوس الكويت حيث التقى الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه وكان حينها نائبا للأمير ووليا للعهد وبحث معه عددا من المستجدات في المنطقة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا محل الاهتمام المشترك.
وفي 28 ديسمبر 2009 قلد أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه السلطان قابوس (قلادة مبارك الكبير) خلال زيارته إلى الكويت فيما قلد السلطان قابوس الأمير الراحل (وسام عمان المدني) من الدرجة الأولى.
وفي تلك الزيارة بحث الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد مع السلطان قابوس العلاقات الأخوية وأوجه التعاون القائم بين البلدين لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول الأمور التي تهم الجانبين.
وفي 17 يونيو عام 2010 زار السلطان قابوس الكويت والتقى الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه للتشاور والتنسيق حيال مختلف القضايا والأمور التي تهم البلدين الشقيقين والأمتين العربية والإسلامية.
وفي 16 أبريل عام 2012 بحث السلطان قابوس مع الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد خلال زيارة للكويت استمرت أربعة أيام تعزيز العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين والأمور التي تسهم في خير وصالح شعبي البلدين الشقيقين ودول مجلس التعاون الخليجي.
وزار الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه سلطنة عمان في 20 فبراير عام 2017 حيث بحث مع السلطان قابوس العلاقات التي تربط السلطنة والكويت والتعاون المثمر بينهما في مختلف المجالات التي تخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
وزار الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد سلطنة عمان في 12 يناير عام 2020 لتقديم واجب العزاء في وفاة السلطان قابوس بن سعيد في حين زار سلطان عمان هيثم بن طارق البلاد في الأول من أكتوبر 2020 لتقديم واجب العزاء في وفاة أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد كما زارها في 18 يونيو 2023 لتقديم واجب العزاء في وفاة الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه.
وفي إطار التشاور والتنسيق المشترك بين البلدين حيال مجمل القضايا محل الاهتمام المشترك وتعزيز التعاون الثنائي شكل البلدان في عام 2001 لجنة مشتركة تلتقي بصورة دورية.
وتعمل اللجنة المشتركة بصفة مستمرة على تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات التجارية والصناعية والثقافية والعلمية والسياحية والبحث العلمي والتعاون الفني والإعلامي إضافة إلى مجال النفط والغاز والتنمية الاجتماعية والقوى العاملة والخدمة المدنية والتنمية الإدارية والحكومة الإلكترونية وحماية البيئة البحرية ومكافحة التلوث وحماية الموارد الساحلية.
ولم تتوقف الزيارات بين البلدين لمسؤولين من السلطتين التنفيذية والتشريعية طوال العقود الماضية فيما شهد البلدان في الآونة الأخيرة زيارات متبادلة لمسؤولين من الجانبين بهدف تعزيز أواصر التعاون وتنسيق الجهود المشتركة.
ففي 11 مارس عام 2023 ترأس وزير الخارجية السابق الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح وفد الكويت في أعمال اللجنة الكويتية - العمانية المشتركة بدورتها التاسعة التي عقدت في سلطنة عمان وبحث خلال الزيارة مع وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي 16 نوفمبر عام 2023 زار وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي الكويت حيث عقد محادثات رسمية مع وزير الخارجية السابق الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح ووقعا على مذكرتي تفاهم وبرنامجين تنفيذيين في مجال التعليم العالي وتعزيز حماية المنافسة والتعاون الفني في مجال حماية البيئة 2024 - 2026 وفي مجال تنمية الصادرات الصناعية 2024 -2025.
وفي 21 نوفمبر عام 2023 زار نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي السابق الشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح سلطنة عمان وبحث مع نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع شهاب بن طارق بن تيمور عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وعلى صعيد التعاون النفطي فقد تم في 14 يناير عام 2021 تدشين العلامة التجارية (اوكيو8) لشركة مصفاة (الدقم) والصناعات البتروكيماوية في سلطنة عمان من قبل شركة البترول الكويتية العالمية (كيو8) وشركة أوكيو العمانية (أوكيو) فيما زار وفد يرأسه الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف الصباح سلطنة عمان في 12 ديسمبر عام 2023 لمتابعة إنجاز مشروع مصفاة (الدقم).
وفي 7 أكتوبر عام 2023 استضافت الكويت معرض (عمان في قلب الكويت) الذي أقيم في مقر نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين بمشاركة 50 فنانا عمانيا واستهدف تعزيز التواصل بين المؤسسات الفنية في البلدين الشقيقين لاثراء الساحة الثقافية والفنية.(النهاية)
ع ب د