من سالم المذن
(تقرير إخباري)
دبي - 30 - 11 (كونا) -- انطلق في الإمارات اليوم الخميس مؤتمر الأمم المتحدة ال28 المعني بتغير المناخ (كوب 28) بمدينة إكسبو دبي بمشاركة كويتية ودولية واسعة مشكلا محطة عالمية بارزة لتوحيد الجهود في مجال العمل المناخي وتحديد فرص التعاون لإيجاد الحلول للتحديات المناخية.
ويجمع المؤتمر الذي يستمر حتى ال12 من ديسمبر المقبل الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ وآلاف الخبراء والصحفيين ونشطاء المناخ وأفراد المجتمعات المحلية وممثلي الشركات والمجموعات غير الحكومية.
ورحب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي (إكس) بقادة العالم معربا عن التطلع إلى العمل بروح التضامن الإنساني والمصير العالمي المشترك من أجل الخروج بنتائج نوعية لحماية كوكبنا من خطر التغير المناخي.
وأضاف أن "أنظار الشعوب تتجه إلينا وآمالها تتعلق بما سنتفق عليه ومن حق أولادنا وأحفادنا علينا أن نترك لهم عالما صالحا للحياة".
ويشكل المؤتمر منتدى عالميا تناقش فيه الدول سبل مواجهة أزمة المناخ التي يتزايد أثرها السلبي على حقوق الإنسان حول العالم وبحث الانخفاض الضروري في انبعاثات الغازات الدفيئة أو تقديم الدعم الكافي للانتقال إلى الطاقة المتجددة وحماية الأشخاص الأكثر تضررا من الفيضانات أو الجفاف أو الأعاصير أو الكوارث الأخرى المرتبطة بالمناخ.
وتؤكد دولة الكويت دائما التزامها بالاتفاقيات التي من شأنها تعزيز جهود خفض الانبعاثات من منظومة الطاقة الحالية والتعاون لبناء منظومة قادرة على مواكبة المتطلبات والتحديات المستقبلية.
كما تمضي الكويت في تحقيق الرؤية السامية بتأمين 15 في المئة من الطلب المحلي على الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة بحلول العام 2030 باعتبار ان تزايد معدلات استهلاك الكهرباء في الكويت يفرض على الجميع وضع حلول عملية للتقليل من الاعتماد على النفط كمصدر لتوليد الطاقة ومن أهم تلك الحلول الاعتماد على أنواع الطاقات المتجددة واتباع آخر ما توصل اليه العلم في التكنولوجيا وتطبيقها في هذا الشأن.
وكان وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة الدكتور جاسم الاستاد قد أكد أن توجيهات سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله كانت واضحة بالعمل على إنشاء محطات في البلاد تعمل بالطاقة النظيفة. وقال الاستاد في تصريح سابق لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان مذكرة التفاهم التي تم إبرامها مع الجانب الصيني لبناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية المتجددة في الكويت والتي تأتي ترجمة لتوجيهات القيادة السياسية مبينا ضرورة الاتجاه إلى الطاقة النظيفة من خلال مشروعات صديقة للبيئة. وأشار إلى توجه الدولة لأن تأتي شركات تؤسس محطات وفق ما يسمى مزود الطاقة المستقبلية (آي بي بي) الذي يقوم على أن أي مؤسسة أو تحالف شركات يقوم بتشييد محطة تعمل بالطاقة الشمسية توفر طاقة نظيفة ورخيصة من جهة ومن جهة أخرى التأكيد على التزام دولة الكويت بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030 بتوفير طاقة متجددة ونظيفة بيئيا من خلال تقليل الانبعاثات.
كما أكد في وقت سابق وكيل وزارة النفط الشيخ الدكتور نمر المالك الصباح أهمية مشاركة دولة الكويت في مؤتمر (كوب 28) وما عقد من اجتماعات وزارية تمهيدية له انطلاقا من الحاجة الملحة لتضافر وتوحيد الجهود حول العالم بشأن موضوع العمل المناخي وحماية المناخ.
وقال الشيخ نمر في تصريح سابق ل(كونا) خلال مشاركته في الاجتماع التمهيدي لمؤتمر (كوب 28) إن الاجتماعات لها أهمية خاصة لأنها تظهر قدرة المجتمع الدولي على الإنجاز وتوجيه رسالة واضحة بشأن حماية المناخ وبحث القضايا فائقة الأهمية المطروحة في هذا الصدد.
وأعرب عن التطلع إلى مباحثات مثمرة ومناقشات قيمة للمشاركين في المؤتمر وسط مشاركة أبرز القادة حول العالم لتعزيز جهود خفض الانبعاثات من منظومة الطاقة الحالية والتعاون لبناء منظومة قادرة على مواكبة المتطلبات والتحديات المستقبلية.
ومن المقرر أن يشهد (كوب 28) إجراء أول تقييم عالمي للجهود المستمرة على مدار عامين لتحديد مدى التقدم الذي أحرزته الحكومات المعنية في تنفيذ خطط العمل المناخي لمواجهة الاحتباس الحراري والقضايا البيئية الأخرى ذات الأولوية القصوى لاسيما وأن المؤتمر سيضم جهود جميع الأطراف في العالم للتعاون بشأن تعزيز العمل المناخي ضمانا لمستقبل مستدام ووضع الحلول المستدامة للتحديات المناخية.
ويشهد العالم في الآونة الأخيرة اندلاع حرائق الغابات وامتدادها إلى المدن التي تشهد حرا شديدا وصولا إلى جفاف الأراضي الزراعية والسواحل التي تجتاحها العواصف في وقت تتسبب أزمة المناخ بخسائر متزايدة في الأرواح وسبل العيش في جميع أنحاء العالم.
ويؤدي التركيز المتزايد لغازات الدفيئة في الغلاف الجوي للأرض والناتجة بشكل رئيسي عن حرق الوقود الأحفوري إلى عواقب وخيمة حيث أصبح الضرر ملموسا بالفعل وقد تتزايد سرعته وحجمه بشكل كبير وعشوائي في المستقبل.
وكانت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ قد حذرت أخيرا من أن نحو 5ر3 مليار شخص يعيشون بالفعل في سياقات معرضة لتغير المناخ.
وبلغة الأرقام فإنه بحلول عام 2050 من المتوقع أن يتعرض أكثر من مليار شخص يعيشون على جزر صغيرة وفي تجمعات سكانية ساحلية منخفضة لخطر ارتفاع مستوى سطح البحر والظروف الجوية المتطرفة.
ويؤدي تغير المناخ إلى تفاقم مشكلة عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية حيث أن الأشخاص الذين تتقاطع فيهم الهويات المهمشة ومواطن الضعف قد يكونون أكثر عرضة للوفاة أو زيادة الفقر أو فقدان موارد مهمة بسبب تغير المناخ.
وفي مارس 2023 أكدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وهي المرجعية الرائدة في العلوم المناخية أن درجات الحرارة في العالم ترتفع إلى مستويات قياسية محذرة من مغبة عدم اتخاذ الدول الإجراءات الكافية لتقليص انبعاثات غازات الدفيئة.
وحثت الهيئة الدول على خفض الانبعاثات عن طريق التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري ووقف إزالة الغابات وتوسيع نطاق الطاقة المتجددة.(النهاية) س خ م / م ج ز