لندن - 20 - 11 (كونا) -- أجمع مسؤولون وخبراء عرب وبريطانيون اليوم الاثنين على أن علاقات الشراكة الاقتصادية بين العالم العربي والمملكة المتحدة تسير في الاتجاه الصحيح مع النمو الكبير الذي سجلته خلال الأعوام الأخيرة.
وركز المشاركون في القمة الاقتصادية العربية - البريطانية الثالثة التي نظمتها غرفة التجارة العربية البريطانية في لندن على ابرز جوانب التعاون والاستثمار المتبادل والمتاح امام رجال الأعمال والمستثمرين فضلا عن التحديات التي قد تحول دون تحقيق اهداف التنمية المستدامة.
وكان من ابرز المتحدثين في القمة الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط الذي شدد على اهمية تحقيق الاستقرار السياسي وعلى رأس أولوياته حل القضية الفلسطينية بشكل نهائي وعادل يسمح بفتح آفاق واسعة للتعاون الاقتصادي وتطوير الاستثمار إلى ابعد الحدود.
وذكر أبو الغيط ان العديد من الدول العربية تعمل على قدم وساق لتحسين مناخ الاستثمار لديها وتذليل ما أمكن من عقبات مشيرا إلى تسجيل المنطقة العربية العام الماضي 1617 مشروعا استثماريا مباشر بقيمة 200 مليار دولار.
واكد ان جامعة الدول العربية والمنظمات العاملة تحت مظلتها ستواصل العمل والسعي لتعزيز التعاون الاقتصادي وخاصة مع المملكة المتحدة التي بلغت قيمة التبادلات التجارية معها عام 2021 حوالي 57 مليار دولار.
من جانبه اوضح وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اللورد طارق احمد ان لدى المملكة المتحدة تاريخ طويل من التعاون والشراكة في كل المجالات مع العالم العربي وبخاصة مع منطقة الخليج.
واكد في هذا الصدد ان المفاوضات بشأن ابرام اتفاق التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي تسير في الاتجاه الصحيح وبوتيرة متسارعة معتبرا ان دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ سيكون له تداعيات ايجابية لا تحصى على مستقبل العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.
واشار اللورد أحمد إلى اهمية توجه رجال الأعمال إلى البحث عن رفع التعاون في المجالات المتعلقة بالطاقة النظيفة والتي بإمكانها مساعدة اقتصادات الدول العربية على تخفيف اعتمادها على مصادر الطاقة الأحفورية.
بدوره اعتبر المفاوض التجاري البريطاني لمنطقة الشرق الأوسط أوليفر كريستيان ان المنطقة العربية تزخر بفرص "لا حدود لها" كما انها تتوفر على طاقات بشرية عالية قادرة على قيادة قاطرة النمو الاقتصادي.
وشدد كريستيان على ضرورة مواصلة العمل على تذليل كل العقبات التي تحول دون الاستفادة من جميع الفرص المتاحة موضحا من جهة اخرى ان بلاده تفتح بدورها ابوابها للاستثمارات العربية في جميع المجالات.
وأشار على سبيل المثال إلى ان 92 بالمئة من الصادرات الجزائرية إلى بريطانيا تستفيد من اعفاء ضريبي كامل مبينا ان واردات بريطانيا من الدول العربية بلغت العام الماضي 38 مليار جنيه إسترليني (47 مليار دولار).
من جانبه تطرق رئيس اتحاد غرف التجارة العربية سمير عبد الله ناس إلى التحديات التي تواجهها المنطقة العربية لاجل تطوير بنيتها الاقتصادية وفي مقدمتها قضية النزاعات والاستقرار وضعف سلاسل التوريد علاوة على ارتفاع نسب التضخم.
ورأى ان المحاور التي تطرقت اليها جلسات القمة تمثل الاولوية التى يجب على كل الدول العربية اخذها بجدية والتعامل معها بالحلول المناسبة معتبرا ان اتفاق التجارة الحرة بين بريطانيا ودول الخليج يمثل فرصة مهمة لتعزيز القوة الاقتصادية للمنطقة بأكملها والاستفادة من الخبرة البريطانية.
يذكر ان القمة الثالثة تطرقت عبر جلساتها الخمسة إلى محاور رئيسة اولها ضمان مستقبل المياه والغذاء والصحة إضافة إلى تطوير القطاع البنكي والمالي والتأمينات.
وتطرقت الجلسة الثالثة إلى تنمية التجارة الالكترونية والذكاء الاصطناعي بينما ناقشت الجلسة الرابعة قمة (كوب 28) والتنمية المستدامة في حين اختتمت الجلسة الخامسة القمة ببحث مستقبل رجال الأعمال ومساهماتهم في تحقيق مشاريع التنمية في الوطن العربي. (النهاية) م ر ن / م م ج