A+ A-

الرئيس الأمريكي: مباحثاتي مع نظيري الصيني كانت من أكثر المناقشات البناءة والمثمرة

واشنطن - 16 - 11 (كونا) –- قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن مباحثاته مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال القمة التي عقداها يوم امس في مدينة (سان فرانسيسكو) الأمريكية كانت "من أكثر المناقشات البناءة والمثمرة" بينهما.
وأضاف بايدن في مؤتمر صحفي مساء امس عقب القمة التي كانت أول لقاء مباشر بينهما منذ الاجتماع الذي عقداه قبل عام في مدينة (بالي) الإندونيسية أن "مباحثاتنا الصريحة أفضت إلى إحراز بعض التقدم المهم بما في ذلك الاتفاق على ثلاثة محاور رئيسة يتعلق أولها بالتعاون بين البلدين في مجال مكافحة المخدرات بعد سنوات من التوقف وثانيها خاص باستئناف الاتصالات العسكرية المباشرة بين الجانبين فيما يتعلق ثالثها بالذكاء الاصطناعي".
وبالنسبة للمحور الأول أعلن بايدن استئناف التعاون بين البلدين فيما يتعلق بمكافحة المخدرات وذلك بعد سنوات من التوقف قائلا ان "الصين اتخذت في عام 2019 إجراءات لتقليل كميات مخدر (الفنتانيل) التي يتم شحنها مباشرة منها إلى الولايات المتحدة بشكل كبير ولكن في السنوات التي تلت ذلك تطور التحدي من (الفنتانيل) النهائي إلى المكونات الكيميائية للفنتانيل وكبسولات ضغطه والتي يتم شحنها دون رقابة".
وأضاف أنه "مع التفاهم الجديد فإننا نتخذ إجراءات لتقليل تدفق المواد الكيميائية الأولية والأقراص من الصين إلى نصف الكرة الغربي بشكل كبير" معربا عن تقديره لالتزام الرئيس شي بشأن هذه القضية.
اما بالنسبة للمحور الثاني قال بايدن انه "اتفق مع نظيره الصيني على استئناف الاتصالات العسكرية المباشرة بين البلدين" واصفا إياه بأنه "بالغ الأهمية".
وأكد بايدن أن "قطع تلك الاتصالات كان مثيرا للقلق" موضحا ان "هذه هي الطريقة التي تحدث بها الحوادث وسوء الفهم".
وأضاف "لذلك عدنا إلى الاتصالات المباشرة الواضحة المفتوحة وعلى أساس مباشر" مضيفا "ان الحسابات الخاطئة من أي من الجانبين يمكن أن تسبب مشكلة حقيقية مع دولة مثل الصين أو أي دولة كبرى أخرى".
وفي المحور الثالث قال بايدن إنه "متعلق بالذكاء الاصطناعي اذ سنجمع خبراءنا معا لمناقشة قضايا المخاطر والسلامة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وهذه خطوات ملموسة في الاتجاه الصحيح لتحديد ما هو مفيد وما هو غير مفيد وما هو خطير وما هو مقبول".
وجدد بايدن تأكيد أن "بلاده ستواصل التنافس بقوة مع الصين لكنهما سيديران هذه المنافسة بمسؤولية حتى لا يتحول الأمر إلى صراع أو صراع عرضي".
وأشار بايدن الى أنه تبادل مع شي وجهات النظر حول مجموعة من القضايا الإقليمية والعالمية بما في ذلك روسيا والصراع في غزة.
وذكر بايدن انه تطرق ايضا الى مخاوف الولايات المتحدة بشأن بعض تصرفات الصين بما في ذلك احتجاز مواطنين أمريكيين وحقوق الإنسان ومسار الأنشطة في بحر الصين الجنوبي مشددا على أهمية تحقيق السلام والاستقرار في مضيق تايوان.
وأضاف "أعطيت شي أسماء الأفراد الذين نعتقد أنهم محتجزون لدى بلاده ونأمل أن نتمكن من إطلاق سراحهم".
وجدد بايدن التأكيد على اعتراض واشنطن على "ممارسات بكين الاقتصادية غير السوقية التي تضر الشركات والعمال الأمريكيين" متعهدا "بمواصلة معالجتها".
ورحب "بالخطوات الإيجابية التي تم اتخذها في هذه القمة" قائلا انه "في الأشهر المقبلة سنواصل الحفاظ على دبلوماسية رفيعة المستوى ومتابعتها في كلا الاتجاهين لإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة بما في ذلك بيني وبين الرئيس شي".
وتأتي هذه القمة بين بايدن ونظيره الصيني والتي استمرت أربع ساعات وفقا لشبكة (سي ان بي سي) على هامش قمة قادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ التي تعقد في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الواقعة على ساحل المحيط الهادئ.
وتعد هذه أول زيارة للرئيس الصيني للولايات المتحدة منذ ست سنوات وتأتي بعد زيارة قام بها وزير خارجية بلاده إلى واشنطن الشهر الماضي التقى خلالها نظيره الأمريكي والرئيس بايدن ومسؤولين أمريكيين كبارا بينهم مستشار الأمن القومي.
وقبل زيارة وزير خارجية الصيني إلى واشنطن قام وزراء أمريكيون من بينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن بزيارات متفرقة إلى الصين في ظل مساع من البلدين لتخفيف التوترات وضمان التعاون في مجالات تلتقي فيها مصالحهما.
وكانت العلاقات الأمريكية - الصينية شهدت خلال العامين الأخيرين توترات أبرزها تلك التي أحاطت بزيارة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي إلى تايوان في أغسطس العام الماضي وإسقاط واشنطن في فبراير الماضي منطادا صينيا كان يحلق في أجوائها السيادية قالت إنه أرسل من قبل بكين بهدف التجسس وهو ما نفته الأخيرة مؤكدة أنه كان يحلق لأغراض علمية واستقبال رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق كيفين مكارثي رئيسة تايوان تساي إنغ ون في ولاية (كاليفورنيا) في أبريل الماضي أثناء مرورها عبر الولايات المتحدة في طريقها إلى أمريكا الوسطى.(النهاية) ر س ر / م خ