A+ A-

متخصصون صحيون بمناسبة يومه العالمي: الغذاء الصحي والنشاط البدني يقيان من مرض السكري

جانب من احتفال معهد دسمان باليوم العالمي للسكري
جانب من احتفال معهد دسمان باليوم العالمي للسكري

الكويت - 13 - 11 (كونا) -- يعد (السكري) من الأمراض المزمنة غير السارية ويحدث عندما يعجز الجسم عن إنتاج كمية كافية من الأنسولين أو عندما لا يستطيع الاستفادة منه بفعالية ويمكن الوقاية منه باتباع نظام غذائي صحي ونشاط بدني مواز.
وقال مدير معهد دسمان للسكري أحد مراكز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور قيس الدويري لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين بمناسبة اليوم العالمي للسكري الذي يوافق غدا ان أبحاث المعهد تركز على سياق المرض في الكويت وتطوراته لافتا إلى أن المعهد طور نهجا بحثيا تكامليا يجمع بين مختلف التخصصات لفك رموز التفاعلات المعقدة التي ينجم عنها المرض.
وأكد الدويري التركيز على أبحاث السكري الحديثة التي تستند على تقديم الوصف السليم للمرض من الناحية الكيميائية والمناعية والوراثية اضافة إلى التوصيف الاستقلابي الدقيق لتحديد سبب المرض والعلاج المناسب.
وأشار إلى أن المعهد شرع بدراسات بحثية عام 2022 حول البرنامج الوبائي للبالغين المصابين للتعرف على العلامات المبكرة (ما قبل السكري) للاستفادة في برامج الوقاية المبكرة ومبادرات التدخل المبكر مضيفا أن هذه الدراسات أسفرت عن نشر 93 مقالا في مجلات محكمة.
وأوضح أن هذه الدراسات ترتقي بالرعاية الصحية والعلاجية والنتائج الإكلينيكية المبنية على الأدلة إلى جانب الإسهام بتقديم توصيات وارشادات علاجية دولية حول المرض ومضاعفاته.
ولفت إلى أن المعهد هو الوحيد في الشرق الأوسط الذي يقدم برنامج (دافني) المعتمد الذي يمكن مرضى السكري (النوع الأول) من تعديل جرعات الأنسولين لتتوافق مع كمية الطعام.
وافاد أن المعهد نجح العام الماضي بنسبة 50 بالمئة بتقليص أدوية المراجعين من خلال البرنامج الذي تم تحت إشراف ومتابعة فريق طبي مختص في المعهد.
وقال ان سجل التأثير التعليمي المرصود لمستويات السكر التراكمي سجل انخفاضا لدى الأشخاص المصابين بالنوع الأول من السكري في العام نفسه بنسبة 60 في المئة فيما انخفضت مستويات السكر التراكمي لدى مرضى السكر من النوع نفسه بقراءات بلغت أقل من 8 بالمئة.
وأكد أن المعهد يولي اهتماما للبحث العلمي في المقام الأول إلا أن ذلك يسير جنبا إلى جنب مع الخدمات التي يقدمها كالعلاج في مختلف تخصصات مضاعفات المرض والتوعية من أجل الوقاية لافتا إلى أنه وفقا لأحدث احصائيات مرض السكري في الكويت فقد بلغت معدلات انتشاره نسبة 5ر25 في المئة.
وذكر أن المعهد مستمر بالتعاون على الصعيد الوطني مع المعاهد والوزارات وعلى رأسها وزارة الصحة وجامعة الكويت لتبادل الخبرات والمساهمة في دفع عجلة البحث العلمي لبناء القدرات العلمية وتنمية مشاريع تغطي مختلف التخصصات.
ومن جانبه أكد استشاري الغدد الصماء الدكتور زيدان المزيدي ل(كونا) ارتفاع نسب الإصابة بمرض السكري بين الأطفال حيث يتم تشخيص 41 حالة لكل 100 ألف من السكان سنويا من الأطفال دون الـ14 عاما.
وقال المزيدي ان داء السكري من النوع الأول لدى الأطفال او ما يطلق عليه سكري اليافعين أو السكري المعتمد على الأنسولين حالة مرضية يتوقف فيها جسم الطفل عن إنتاجه الأمر الذي يتطلب استبدال الأنسولين المفقود عبر الحقن أو مضخة خاصة.
وأشار الى أن الكويت من الدول ذات النسبة العالية من حيث انتشار (سكري الأطفال) من النوع الأول لافتا إلى ان السبب الدقيق وراء الإصابة غير معروف الا أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورا في ذلك.
وأوضح أنه لا يوجد حتى الآن علاج شاف لكن يمكن التحكم بالمرض عبر أساليب متقدمة تعمل على تعويض الأنسولين لما يسهم في تحسين جودة الحياة والتحكم بنسبة السكر في الدم.
وقال إن عوامل الإصابة بالنوع الأول لدى الأطفال ترتبط بالتاريخ العائلي الذي قد يزيد من نسب الإصابه مبينا أن أعراض ومؤشرات المرض تتطور بسرعة ومنها العطش الشديد وكثرة التبول والشعور بالجوع وفقدان الوزن والإرهاق وكذلك التغييرات السلوكية.
وحول مضاعفات المرض قال يمكن لداء السكري من النوع الأول "في حال لم يتم السيطرة على مستوى السكر في الدم" أن يؤثر في الأعضاء الرئيسية في الجسم كأمراض القلب والأوعية الدموية وتلف الأعصاب وتضرر الكلى والعين كما قد يؤدي الى هشاشة العظام.
وأوضح أن الأطفال المصابون بالنوع الأول معرضون لاضطرابات مناعية ذاتية أخرى مثل أمراض الغدة الدرقية ما يتطلب متابعة دورية عبر عمل الاختبارات اللازمة.
ومن جانبه لفت استشاري الباطنية والغدد الصماء والسكري في مستشفى الصباح الدكتور عادل رضا إلى (سكري الحمل) الذي يتم تشخيصه خلال فترة الحمل والتي يزيد فيها مستوى السكر في الدم عن المستوى الطبيعي مشيرا إلى أن الوزن الزائد وقلة النشاط البدني قبل الحمل أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به.
وأشار رضا إلى زيادة احتمالات حدوث مضاعفات أثناء الحمل وعند الولادة لدى النساء المصابات بسكري الحمل والتي قد تؤدي إلى احتمال الإصابة بداء السكري النوع الثاني في المستقبل الأمر الذي يتطلب متابعة وتقييم مستمر بعد الولادة مع أطباء المتخصصين.
وأضاف ان البرنامج الوقائي عامل "مهم" ويتضمن ممارسة حياة صحية عبر المحافظة على الوزن في مستويات مقبولة مع تفعيل العادات السليمة من خلال ممارسة الرياضة بانتظام والابتعاد عن الأطعمة السريعة.(النهاية) م ر ف / ن و ف