LOC14:00
11:00 GMT
وكيل وزارة الكهرباء والماء المساعد لشؤون شبكات النقل فيصل السميط
القاهرة - 1 - 10 (كونا) -- دعا أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم الأحد الدول الأعضاء إلى تسريع إجراءات تفعيل اتفاقيتي إنشاء السوق المشتركة للكهرباء بعد اعتمادهما في القمة العربية القادمة.
جاء ذلك في كلمة لأبو الغيط لدى افتتاح أعمال الدورة الاستثنائية للمجلس الوزاري العربي للكهرباء برئاسة مصر وبمشاركة الوزراء المسؤولين عن الكهرباء بالدول العربية أو ممثلين عنهم وعدد من المنظمات والاتحادات ذات العلاقة.
وحث أبو الغيط الدول العربية على الاستثمار في البنية التحتية المؤهلة التي من شأنها تنفيذ مشاريع الربط الكهربائي اللازمة قائلا "انها استثمارات ستعود بالنفع على الدول المنتجة والمستهلكة على حد السواء".
وأضاف أن "السوق العربية المشتركة للكهرباء عند استكمال كافة جوانبها التنفيذية ستكون بلا شك أكبر مشروع تكاملي عربي ينفذ بعد منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى التي بدأ العمل بها منذ عام 2005 وهي خطوة أخرى مهمة نحو تحقيق التكامل العربي على كافة المستويات بالنظر لما تنطوي عليه الكهرباء من أهمية كبرى لكافة مناحي النشاط الاقتصادي".
وأكد أبو الغيط أن "الكهرباء تعد ركيزة أساسية من ركائز قطاع الطاقة فهي ركن مهم في النشاط الصناعي والخدمي كما أنها تمثل أساسا لعمل البنى التحتية الرقمية وبها ترتبط كافة مناحي الحياة الحديثة".
وأشار الى أن انتاج الكهرباء على مستوى العالم يشهد تحولات عميقة تتطلب المواكبة والدراسة المعمقة إذ ارتفعت نسبة الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة بشكل لافت في السنوات الأخيرة برغم أن النسبة الأكبر من الكهرباء لا زالت حتى اليوم تنتج بواسطة الوقود الأحفوري".
وأوضح أبو الغيط أن الأحداث الأخيرة كشفت أهمية زيادة الاستثمار في إنتاج الكهرباء وشبكات توزيعها لمجابهة آثار التغير المناخي كموجات الحر الشديد وتراجع كميات مياه الشرب وتوسع المدن وغيرها.
وذكر في هذا الصدد أن المنطقة العربية تمتلك مؤهلات استثنائية تجعلها مصدرا عالميا للكهرباء النظيفة في المستقبل كما كانت ولاتزال مصدرا مهما للطاقة الأحفورية إذ وبفضل موقعها الجغرافي تتوفر على مساحات شاسعة بها أعلى معدلات الاشعاع الشمسي اليومي والسنوي بما يؤهلها لإنتاج كميات كبيرة من الطاقة الشمسية بتكلفة تنافسية خاصة في ظل الاتجاه المستمر لانخفاض تكلفة الألواح الشمسية وارتفاع كفاءتها".
وعلى صعيد آخر قال أبو الغيط انه من المنتظر أن ينظر المجلس الوزاري العربي للكهرباء في مقترح موريتانيا حول (التحول الطاقوي وآفاق تطوير إنتاج واستخراج الهيدروجين) والمقرر عرضه ضمن جدول أعمال الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي ستستضيفها مدينة (نواكشوط) وذلك اتساقا مع إسهامات بعض الدول العربية في المشهد العالمي لإنتاج الهيدروجين النظيف.
وأشار في هذا السياق الى توقيع عدد من تلك الدول خلال الفترة الماضية العديد من مذكرات التفاهم مع شركاء أجانب في مجال إنتاج واستخدام الهيدروجين مما أدى إلى ارتفاع عدد المشروعات في المنطقة العربية قائلا "هذا اتجاه محمود نتمنى له الازدهار في المستقبل".
وسلط أبو الغيط الضوء ايضا على ما بذله خبراء المجلس الوزاري لإعداد الوثيقة "المتميزة" بعنوان (نحو استراتيجية عربية للهيدروجين الأخضر).
وقال أن "هذا الاجتماع يؤسس لبداية مرحلة جديدة في مسيرتنا لإقامة السوق العربية المشتركة للكهرباء ذلك الحلم الذي بدأتم العمل على تحقيقه منذ سنوات عديدة".
وأعرب في هذا السياق عن الشكر لكافة شركاء التنمية وعلى رأسهم البنك الدولي والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي لما قدموه من دعم فني ومالي ملموس آملا أن يكون التقدم الذي تم إحرازه بداية لمرحلة جديدة من الإنجاز بما يفتح أبوابا جديدة للتعاون العربي.
ومن جهته قال رئيس المجلس الوزاري العربي للكهرباء وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري محمد شاكر في كلمته ان "المتغيرات التي حدثت في سوق الطاقة العالمي خلال الاعوام القليلة الماضية ومن بينها أزمة جائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) والحرب الروسية الأوكرانية أوضحت جديا أهمية تأمين إمدادات الطاقة لكل دولة كما أن وجود تكتلات إقليمية كان له الأثر الكبير في إدارة سوق الطاقة العالمي".
وأكد شاكر في هذا الصدد أهمية الربط الكهربائى العربى كأهم المشروعات التكاملية العربية والذي يمهد الطريق لإقامة سوق مشتركة لتبادل الكهرباء لضمان المزيد من الطاقة المستدامة ولتحقيق تكامل الطاقة علي مستوى الدول العربية ويزيل العوائق والتحديات التي تحول دون تكامل سوق الكهرباء".
وأوضح أن ذلك سيساهم في تحقيق العديد من الفوائد الفنية والإقتصادية والبيئية والاجتماعية والسياسية والقانونية من خلال تحسين اعتمادية نظم الطاقة الكهربائية اقتصاديا وتعزيز كفاءة التشغيل وتخفيض نسب الاحتياطي الثابت والدوار لمواجهة الطوارئ في الشبكات الكهربائية لكل نظام على حدة وزيادة الاستقرار الديناميكي للشبكة الكهربائية وخفض تكلفة توليد وحدة الطاقة الكهربائية.
وشدد شاكر على ضرورة تبادل الخبرات وبناء القدرات والتدريب للكوادر العربية بصفة عامة والكوادر الوطنية بصفة خاصة لتكون قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة والفرص المتاحة بإستخدام أحدث التكنولوجيا والبرامج الحديثة للتشغيل وإدارة السوق العربية المشتركة بما يحقق إستقرار وجودة الأداء.
وأعرب شاكر عن شكره لكل من ساهم في إعداد الاتفاقية العامة واتفاقية السوق العربية المشتركة "الذي يتوج اليوم بالموافقة على الاتفاقيتين".
وقال "نجني اليوم ثمار مجهودات إمتدت على مدار سنوات طويلة في إطار تحقيق الربط الكهربائي العربي الشامل هذا الهدف الذى يحظى باهتمام ملوك ورؤساء الدول العربية ووزراء الكهرباء والطاقة ووفقا لتنفيذ قرار قمة الجزائر 2005 المتعلق بإعداد دراسة لتقدير إحتياجات الدول العربية الأقل نموا لإستكمال المنظومة الكهربائية الداخلية كخطوة لازمة لتحقيق ربطها مع الدول العربية كهربائيا مع التأكيد على أهمية مواءمة الأطر المؤسسية والقانونية مع ما تتطلبه مشاريع الربط الكهربائي".
ويتضمن جدول أعمال الدورة بندين أولهما (السوق العربية المشتركة الكهرباء) وما يتضمنه من تطورات اتفاقيتي السوق العربية المشتركة للكهرباء والإطار المؤسسي لها اذ يتوقع أن يصدر المجلس قرارا بالموافقة على الاتفاقيتين ليتم عرضهما لاحقا على المجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس الجامعة العربية.
ويتناول البند الثاني المقترح المقدم من موريتانيا للعرض على القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة حول مشروع التحول الطاقوي وأفاق تطوير إنتاج واستخدام الهيدروجين.
وتشارك دولة الكويت في أعمال الدورة الاستثنائية للمجلس الوزاري العربي للكهرباء بوفد يترأسه وكيل وزارة الكهرباء والماء المساعد لشؤون شبكات النقل فيصل السميط ويضم مدير ادارة التخطيط والمتابعة لقطاع شبكات النقل المهندس أحمد السميري.(النهاية)
م ف م / ا س م / م ع ا