A+ A-

الجزائر: انطلاق فعاليات ملتقى دولي حول استخدام الفضاء الالكتروني لأغراض "الإرهاب" في إفريقيا

الجزائر - 26 - 9 (كونا) -- انطلقت اليوم الثلاثاء فعاليات ملتقى دولي حول (الإرهاب السيبراني: استخدام الفضاء الالكتروني لأغراض الارهاب في أفريقيا) بمشاركة مختصين وخبراء أجمعوا على ضرورة تطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة التحديات القائمة.
وسيعكف الخبراء والمختصون على مدى أربعة أيام في (المركز الافريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب) بالجزائر العاصمة على دراسة وتحليل مختلف الجوانب التقنية والقانونية للارهاب السيبراني وتقديم أنجح الحلول للحد من هذا الخطر الذي يهدد أمن وسلامة الأفراد والمجتمعات والدول.
وفي هذا السياق قال مدير المركز الذي يستضيف الملتقى ادريس منير لعلالي في كلمة افتتاحية إن هذا "الملتقى يمثل نقطة تحول حاسمة في الجهود الجماعية لتعزيز القدرات على منع وكشف والاستجابة للتهديدات في الفضاء الالكتروني حيث اتسع الإرهاب والتطرف العنيف في عدة مناطق من افريقيا ما ينتج عنه آثار وخيمة على الأرواح البشرية وتدمير الممتلكات والبنية التحتية".
وأشار لعلالي إلى "ارتفاع عدد الهجمات الإرهابية وضحاياها في العقد الأخير" كاشفا عن أن "البيانات التابعة للمركز التي ترصد حوادث الإرهاب في افريقيا منذ بداية 2023 سجلت زيادة كبيرة في عدد الهجمات الإرهابية وفي عدد الضحايا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وهو ما يعكس مدى التهديد الذي تشهده القارة حاليا".
وحذر من "توسع التهديدات المرتبطة بالإرهاب لتشمل الفضاء الإلكتروني بما يعرض الدول الأعضاء بشكل أكبر لأنواع جديدة من الإجرام عبر الانترنت يضاف إلى ذلك استغلال الجماعات الإرهابية للتكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي وشبكات التواصل الاجتماعي بحيث أصبح الانترنت ومنصات التواصل وسائل لهذه الجماعات للتواصل ونشر أفكارها واستقطاب الأعضاء إلى جانب جمع الموارد وتنسيق الهجمات".
وأضاف أنه لمواجهة هذه التهديدات المتطورة فإنه يتعين على الدول الأعضاء "تبني نهج مشترك ومتعدد الأطراف لفهم هذه التحديات وتطوير استراتيجيات فعالة لمنعها ومحاربتها".
من جهته أكد ممثل المدير التنفيذي لآلية الاتحاد الافريقي للتعاون الشرطي (أفريبول) محمد شاقور أن "التطور التكنولوجي الكبير أنشأ مخاطر جديدة وفتح الباب أمام الأعمال الإرهابية والجريمة العابرة للحدود ما ترتب عنه صعوبة في الاستجابة من قبل الأجهزة الأمنية".
وأقر شاقور بأن "استخدام الجماعات الإرهابية للانترنت زاد من تعقيد الأمور وهو ما يتطلب سرعة في الاستجابة من قبل الدول والتي تتطلب تبادل الخبرات للخروج بأساليب مشتركة لمواجهة التحديات القائمة".
وشدد على "أهمية تبني سياسات وقوانين واضحة تشمل تجريم الأعمال غير المشروعة والتحكم في الفضاء الالكتروني وتوسيع صلاحيات البحث المتعلقة بالإرهاب في هذا الفضاء" لافتا إلى أن الاستجابة القوية والفعالة "تتطلب توحيد الجهود وأيضا احترام حقوق الإنسان وسيادة كل دولة".
بدوره أكد الأمين التنفيذي ل(قدرة إقليم شمال إفريقيا) أحمد التاجوري "وجود مشروع جدي على مستوى الاتحاد الافريقي لتشكيل فرق متخصصة بمكافحة الإرهاب في إطار القوة الافريقية الجاهزة لتكون إحدى أدوات مكافحة الإرهاب في القارة".
وأوضح التاجوري أن "التقدم المذهل الذي حصل في العقود الأخيرة بمجال تقنية المعلومات والاتصال واكبته تحديات جدية بحيث يتم استغلال هذه الوسائل الحديثة والمتطورة في الجريمة والارهاب سواء من خلال القرصنة الالكترونية للمعلومات والأموال أو التجنيد والتدريب بما يتطلب تكاثف جهود الجميع للقضاء عليها من خلال تدارس الجريمة السيبرانية للخروج بتوصيات حول أنجع الأساليب لمواجهة الارهاب السيبراني".
يذكر أن هذا الملتقى تنظمه (قدرة إقليم شمال إفريقيا) بالتعاون مع المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب حيث ستتواصل فعاليات حتى يوم الجمعة المقبل. (النهاية) م ر / ر ج