A+ A-

المفتاح الانتخابي.. سمة مميزة لحملات المرشحين إلى (أمة 2023) تطورت مع التقدم التكنولوجي

المفتاح الانتخابي.. سمة مميزة لحملات المرشحين إلى (أمة 2023) تطورت مع التقدم التكنولوجي

من سلطان العجمي

(تقرير.إخباري)

الكويت - 30 - 5 (كونا) -- مع بدء الحياة البرلمانية في الكويت وتجربتها الديمقراطية وتعمق ثقافتها الانتخابية برز دور مهم لأشخاص يعملون إلى جانب المرشح في حملته يطلق عليهم (المفاتيح الانتخابية) ويعنون بدعم المرشح ومساعدته في الوصول إلى القاعدة الانتخابية المستهدفة وكسب عدد كبير منهم.
لكن القيام بدور (المفتاح الانتخابي) يتطلب تمتعه بمكانة اجتماعية وسياسية وأدوات مؤثرة داخل نطاق المجاميع الانتخابية المستهدفة خصوصا أن دورهم أصبح سمة مميزة للانتخابات الكويتية لما لهم من تأثير قوي على جذب المؤيدين واستقطاب الكتلة الوازنة "الحرجة" أي الذين لم يحسموا أمرهم بعد في اختيار مرشحيهم.
ولعل أهمية دور المفتاح الانتخابي تأتي معطوفة على ما لدى المرشح من طرق تواصل وتأثير يلجأ إليها مع قاعدته الانتخابية وكسب دائرة واسعة من المؤيدين وما لديه من مهارات وأدوات لتلمس هموم أبناء الدائرة وطرح برنامج انتخابي جيد يحاكي متطلبات القاعدة الانتخابية وتطلعاتهم تكون فرصه للفوز.
وتقليديا وتاريخيا انحصر دور المفاتيح الانتخابية ضمن المحيط العائلي والدائرة الأوسع لكن التطور التكنولوجي وثقافة المجتمع انعكس على هذا الدور فأصبحنا نشاهد لجوء بعض المرشحين أخيرا إلى مشاهير السوشيال ميديا مما أعاد نوعا ما تعريف دور المفاتيح الانتخابية.
وبين أهمية الدور السياسي للمفاتيح الانتخابية في العملية الانتخابية ثمة تساؤل عما إذا كان ذلك ظاهرة قائمة بحد ذاتها جديرة بالدراسة والتحليل أم أنها لا تعدو كونها أداة مرحلية مرتبطة بمهمة تؤدى لا أكثر ضمن منظومة أوسع.
في هذا السياق قال الباحث في علم الاجتماع السياسي الدكتور محمد منيف العجمي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء إن للمفاتيح الانتخابية دورا كبيرا ومؤثرا في العملية الانتخابية وهو لا يقتصر على الرجال فحسب بل هناك نساء لهن دور بارز في هذا الشأن ويعتمد عليه المرشح لاختصار الوقت والمسافة للوصول لأكبر عدد من أبناء الدائرة.
وأضاف العجمي أن هناك مفاتيح موسمية ترتبط بالمرشح عائليا أو ماشابه وهناك مفاتيح أخرى تعمل للمرشح انطلاقا من قناعتها السياسية موضحا أن المفتاح الانتخابي يجب أن تكون لديه سمات شخصية مميزة وقدرة على الإقناع والتأثير بهدف ترسيخ صورة جيدة للمرشح وشخص يستطيع تحقيق تطلعات الناخبين لافتا إلى أن نجاح المفتاح الانتخابي يعتمد أيضا على طبيعة القاعدة الانتخابية المستهدفة.
وذكر أن التطور التكنولوجي انعكس على الدور التقليدي للمفتاح الانتخابي فأصبحنا نشاهد لاعبا جديدا ومنافسا في هذا الشأن من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من خلال لجوء المرشحين لمشاهير السوشيال ميديا وأصحاب المنصات الافتراضية للقيام بدور المفتاح الانتخابي.
وأضاف انه مهما بلغت قدرة أصحاب تلك المنصات الافتراضية فسيظل المفتاح الانتخابي التقليدي الأكثر قدرة على قلب الموازين الانتخابية فطبيعة المجاميع الانتخابية في المجتمع الكويتي تتأثر أكثر بالاتصال المباشر بين المرشح والناخب.
من جانبه قال مدير إحدى المؤسسات الإعلامية مبارك القناعي ل(كونا) إن المادة الإعلامية للناخبين تطورت كثيرا وأصبحت صناعة تؤثر فيها التكنولوجيا الحديثة وحرصا من المرشحين على وصول المحتوى الإعلامي لبرامجهم الانتخابية إلى دائرة انتشار أوسع دون تحميل الحملة الانتخابية تكاليف إضافية يلجأ البعض منهم لصناعة محتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي غالبا ما يتم تنفيذه عبر أشخاص غير متخصصين مما قد يظهر المحتوى بشكل غير احترافي.
وأضاف القناعي أن التطور التكنولوجي انعكس على وسائل إعلام العملية الانتخابية مما جعل بعض الحملات الانتخابية تتجه للاعتماد على أعضاء في الحملة الانتخابية لصناعة محتوى إعلامي انتخابي والابتعاد عن الشركات التي تقدم خدمات إعلامية متكاملة وهو ما يؤثر بلا شك في جودة المحتوى الإعلامي في بعض الحملات الانتخابية .
وفي السياق قال المحلل السياسي الدكتور عيسى العميري ل(كونا) إن المفاتيح الانتخابية سمة مميزة للانتخابات الكويتية لما لها من تأثير قوي على جذب المؤيدين بل وتأثير قوي في جذب الكتلة الحرجة من القواعد الانتخابية وتلك الكتلة المقصود بها المجاميع الانتخابية التي لم تحسم أمرها لمن ستمنح صوتها.
وأضاف العميري أن المفتاح الانتخابي يجب أن يتمتع بمكانة اجتماعية مميزة بالإضافة إلى سمات شخصية مؤثرة وقادرة على الإقناع (كاريزما) لا سيما أن المجتمع الكويتي يتمتع أفراده بقدر كبير من الوعي السياسي يجعل من مهمة المفتاح الانتخابي ليست بالأمر السهل.
ولفت إلى التطور في دور المفاتيح الانتخابية فلم يعد يقتصر دوره على التواصل المباشر والزيارات الميدانية بل يجب أن يتمتع بمهارات إدارية لقيادة الحملة الانتخابية من الجانب الإعلامي بالإضافة إلى مهارات تكنولوجية تسمح له بنشر البرنامج الانتخابي للمرشح على وسائل التواصل الاجتماعي.
بدوره قال الإعلامي نصار الخالدي ل(كونا) إنه بعد الاطلاع والدراسة للتجارب الديمقراطية العريقة في العالم وجدنا أن مصطلح المفتاح الانتخابي هناك يختلف عما نشاهده في الانتخابات الكويتية وإذا أردنا تشبيه دور المفاتيح الانتخابية لدينا بدور المتطوعين في الحملات الانتخابية هناك نجد أيضا فروقات كثيرة بين هذا وذاك مبينا أن دور المفاتيح في الكويت غالبا ما يعتمد على القرابة والصلة الاجتماعية مع المرشح.
وأضاف الخالدي أن دور المفاتيح الانتخابية بدأ يأخذ في الآونة الأخيرة منحى سلبيا وانحرف إلى دور الوسيط بربط مصالح الناخبين مع المرشح وهنا يصبح الدور بمثابة أداة ضغط وتوجيه ومقايضة للأصوات مقابل تحقيق مصالح فئوية محدودة بعيدة عن الصالح العام.
ولفت إلى أن الدور التقليدي للمفاتيح الانتخابية بدأ يتقلص حاليا ودفعت وسائل التواصل الاجتماعي المرشحين إلى ضرورة الاستفادة منها من خلال مفاتيح انتخابية غير تقليدية تستطيع القيام بدور إعلامي واسع النطاق بجانب دورها الاجتماعي المعتاد. (النهاية) س ه ع / ت م