A+ A-

الأوبريتات الغنائية الوطنية..أعمال كويتية خالدة تركت بصمة راسخة في الوجدان والذاكرة

جانب من حفل اوبريت (نحبها قول وفعل)2009-1
جانب من حفل اوبريت (نحبها قول وفعل)2009-1
(تقرير) الكويت - 16 - 2 (كونا) -- الأوبريت الوطني فن ذو خصوصية فريدة وعلامة فارقة في المسيرة الغنائية شكلا ومضمونا ويزخر بأعمال مبدعة وخالدة لعمالقة الفن والغناء تركت بصمة راسخة في الوجدان والذاكرة يشدو بها الكبير والصغير حبا بوطنهم الكويت.
وكلمة (أوبريت) مشتقة من مصطلح (أوبرا) وهي مسرحية موسيقية غنائية خفيفة تشتمل في موضوعاتها على مجموعة ألحان متنوعة واستعراضات معبرة تجمع بين الحوار العادي بين الشخصيات والمقاطع الغنائية والموسيقية وتعالج موضوع الحوار بأسلوب موسيقي وللأوبريت مدارس مختلفة في العالم.
وقال الباحث في التراث الغنائي الكويتي صالح الغريب لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن بدايات تقديم الأوبريتات الوطنية في الكويت من خلال البحث في المصادر عما قدم من اجتهادات أطلق عليها هذا المصطلح تعود إلى عام 1972 عندما قدم المايسترو الراحل سعيد البنا عملين الأول من كلمات الراحل أحمد عنبر والثاني من تأليف الشاعر الراحل محمد الفايز.
وأوضح الغريب أن أعمالا أخرى تم توثيقها منها أوبريت (احنا عشقنا) للملحن الراحل سليمان الملا عام 1981 قدمته مدرسة نسيبة بنت كعب المتوسطة للبنات مشيرا أيضا إلى أوبريت (قصة بلدنا) الذي لحنه يوسف ناصر وغناه كل من عبدالكريم عبدالقادر وفيصل عبدالله وخليفة بدر وهدى حسين وسارة المعتوق.
وذكر أن أعمالا كثيرة قدمت بعد ذلك منها (نصر الله الحق) للملحن الراحل عبدالرؤوف إسماعيل و(حديث الشهور السبعة) من ألحان أنور عبدالله وشعر يعقوب السبيعي ضم ثلاث لوحات جسدت عمق المأساة جراء الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت عام 1990.
واستذكر أوبريت (سلاحي كلمة الحق) الذي ضم ست لوحات غنائية شارك في كتابتها مجموعة من الشعراء منهم بدر بورسلي والبندر وساهر ولحنها سليمان الملا والدكتور بندر عبيد وأنور عبدالله والملحن الراحل محمد الرويشد وشارك في الغناء كل من المطرب الراحل غريد الشاطئ ومحمد البلوشي وطارق سليمان والعنود والمطرب الراحل حسين جاسم ومجموعة من الممثلين.
وأضاف أن وزارة الإعلام قدمت أوبريتا بعنوان (أسرانا في الضمير) في حين قدم مكتب الشهيد أوبريت (كويتنا شمس لا تعرف الغروب) ووزارة التربية قدمت بدورها أوبريت (العهد الجديد) و(ذكرى الأسير) في حين قدمت الهيئة العامة للشباب والرياضة أوبريت (حديث الأجيال) وأداه عصام كمال ونجاة الزايد.
وأفاد بأن مطلع ثمانينيات القرن الماضي شهد تقديم أوبريت (قصة بلدنا) للشاعر الغنائي الراحل الشيخ خليفة العبدالله الخليفة الصباح ولحنه يوسف ناصر وغناه كل من عبدالكريم عبدالقادر وفيصل عبدالله وخليفة بدر وهدى حسين وسارة المعتوق مع (فرقة فيروز الهندي) الشعبية.
وتوقف الغريب عند الفنان عبدالعزيز المفرج (شادي الخليج) معتبرا إياه من أبرز المطربين الذين قدموا مجموعة كبيرة من الأوبريتات الوطنية الرائعة التي تفتخر بها المسيرة الغنائية الكويتية.
وذكر أن أوبريت (مذكرات بحار) يعتبر من أبرز أعمال (شادي الخليج) الذي كتبه الشاعر محمد الفايز ولحنه غنام الديكان وشاركت فيه سناء الخراز وقدم في أكتوبر 1988 خلال الندوة العالمية للإذاعيين العالميين في كوريا الجنوبية عندما فازت الكويت بالجائزة الذهبية عن برنامج (السندباد البحري) في هذا التجمع العالمي الذي حضره ممثلو 105 دول.
ونوه بالملحمة الغنائية (حديث السور) التي قدمت قبل (مذكرات بحار) وتحديدا في 25 فبراير 1988 وقام بأدائها (شادي الخليج) وهي من شعر الدكتور الراحل عبدالله العتيبي وألحان غنام الديكان.
وتابع أن (حديث السور) قدم في قالب كلاسيكي غنائي على المسرح وشارك فيه 50 عازفا من أوركسترا وزارة التربية و70 طالبا من كورال الوزارة وفرقة التلفزيون للفنون الشعبية وعزفت فيه العديد من الإيقاعات الكويتية منها (التوشيحة) و(الصوت) و(السامري) و(الدوسري).
واستذكر الغريب تقديم الثلاثي شادي الخليج وغنام الديكان والدكتور عبدالله العتيبي أوبريت (مواكب الوفاء) عام 1989 شارك فيه نحو ثلاثة آلاف طالب إضافة إلى مدرسين ومدرسات من وزارة التربية.
وقال إن (شادي الخليج) قدم مجموعة من الأوبريتات منها (قوافل الأيام - الزمان العربي - حكاية وطن - أنا الآتي - صدى التاريخ - الكويت الخالدة - عاشق الدار - الشراع الكويتي - قلادة الصابرين- أهل الكويت - أبناء الكويت - وتبقى الكويت - سدرة الأمل).
وأضاف أنه في الفترة ما بين عامي 1975 و 1995 قدمت (أوبريتات) كويتية تركت بصمات وطنية في الوجدان لا تمحى نذكر منها (احنا عشقنا- قصة بلدنا- مذكرات بحار- السندباد البحري- حديث السور- موكب الوفاء) وغيرها من الأعمال الخالدة التي مازالت باقية حتى اليوم.
وتابع الغريب أن تلك النجاحات تعود إلى فرق العمل المتكاملة من شعراء أغنية وملحنين عباقرة استلهموا الإيقاعات الكويتية والجمل اللحنية الخاصة بهويتنا وقدمها غنام الديكان والراحل مرزوق المرزوق وعبدالله العتيبي والشاعر البحريني الفايز ويعقوب الغنيم ويعقوب السبيعي وسليمان الملا ومطربون يملكون أصواتا قوية مثل شادي الخليج وسناء الخراز.
من جانبه قال رئيس قسم التربية الموسيقية سابقا في كلية التربية الأساسية الدكتور فهد الفرس في تصريح مماثل لـ(كونا) إن نجاح الأوبريت يعتمد على الموضوع والفكرة التي يكتبها الكاتب وقوة التلحين والتوافق الثنائي بينهما ثم يأتي دور المطرب الذي يجمع الكلمة واللحن ويعبر بأدائه وغنائه حتى تصل الفكرة إلى الجمهور بتوافق ثلاثي الكلمة واللحن والأداء.
وأوضح الفرس أنه غالبا ما يكون غناء الأوبريت بشكل جماعي معتمدا على الكورال الرجالي والنسائي ويتخلله غناء لعدة مطربين ثنائي (دويتو) أو ثلاثي (تريو) وتصاحبهم فرقة موسيقية (أوركسترا) لا يقل عددها عن 50 عازفا وأكثر بمختلف الآلات الموسيقية ويدير هذا التجمع الموسيقي القائد (المايسترو).
وأضاف أن الأوبريتات الوطنية اشتهرت في الكويت ضمن احتفالات الأعياد الوطنية وقامت وزارة التربية بتبني الموضوع ووضعت ميزانية خاصة لها وتعتبر من أجمل وأروع الأعمال التي تحاكي ماضي دولة الكويت وبطريقة غنائية رائعة.
وذكر أن هذه الأوبريتات تميزت بالفكرة والمفردات والألحان المنبثقة من البيئة الكويتية علاوة على التطوير والتجديد في الجملة اللحنية واستخدام الإيقاعات الشعبية من فنون البادية والمدينة والبحر وبمصاحبة الرقصات الشعبية.
وبين أنه من خلال هذه الأوبريتات الوطنية الناجحة تعرف أبناء الشعب على أغلب الفنون الشعبية والإيقاعات الكويتية ومناسباتها وبطريقة غنائية حوارية مازلنا نطرب ونستمتع بمشاهدتها وسماعها.
وقال أنه تصدر هذه الأوبريتات كبار الشعراء الكويتيين أمثال الشاعر محمد الفايز في أوبريت مذكرات بحار والشاعر عبدالله العتيبي الذي شكل ثلاثيا ناجحا مع الملحن والمبدع غنام الديكان وقد تستخدم أغلب الفنون الشعبية الكويتية من أغاني المناسبات والإيقاعات ببيئاتها الثلاث. (النهاية) م ف / ح ع