A+ A-

قطاع الرعاية الصحية ببريطانيا ينظم أكبر إضراب في تاريخه احتجاجا على تدني الأجور

لندن - 6 - 2 (كونا) -- يشارك عشرات الآلاف من العاملين في أقسام التمريض والإسعاف في قطاع الرعاية الصحية في بريطانيا اليوم الاثنين في أكبر إضراب في تاريخه احتجاجا على تدني الأجور التي يتقاضاها وسط خلاف متصاعد مع الحكومة في هذا الشأن.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) عن الرئيس التنفيذي لمانحي هيئة الخدمات الوطنية الصحية السير جوليان هارتلي القول إن قيادات الهيئة يرغبون في عقد مباحثات جديدة مع الحكومة وذلك بعد ان تزايدت أعداد الموظفين الذين تركوا وظائفهم في انجلترا فيما تم تعليق الموافقة على استقالات الكثير من الموظفين في إسكتلندا وويلز في أعقاب تقديم اقتراحات جديدة برفع أجورهم.
ومن المنتظر ان تتواصل إضرابات قطاع الرعاية الصحية في هذا الاسبوع لكن عددا من العاملين في قسم الإسعاف تعهدوا بالاستجابة في حالات الطوارئ.
وفي سياق متصل قال المدير الطبي لجهاز الصحة العامة في إنجلترا ستيفن بويسان في بيان صحفي ان العاملين في التمريض سيقومون بإضراب غدا الثلاثاء فيما ستقوم أطقم الإسعاف بإضراب يوم الجمعة.
وأوضح أن الإضرابات ستشهد أيضا مشاركة مختصين بالعلاج الطبيعي يوم الخميس ما سيجعل الأسبوع على الأرجح الأكثر تأثيرا على الخدمات حتى الآن.
من جهتها قالت وزيرة الدولة لاستراتيجيات الصحة النفسية وصحة المرأة ماريا كولفيلد لقناة (سكاي نيوز) الاخبارية اليوم "هذا أحد أكثر فصول الشتاء ازدحاما التي واجهناها بوجود مستويات غير مسبوقة من التمويل الموجهة إلى جهاز الصحة العامة لمحاولة إدارة الخدمات".
وتابعت "لذلك كل 1 في المائة من كل زيادة للرواتب ينقص التمويل" داعية السكان إلى الاستمرار في الوصول إلى خدمات الطوارئ والالتزام بالمواعيد ما لم تلغ لكنها قالت إن المرضى سيواجهون تأخيرات رغم ذلك.
ويطالب العاملون في مجال الرعاية الصحية بزيادة الأجور في مسعى لسد الفجوة مع أسوأ تضخم تشهده بريطانيا منذ أربعة عقود في حين تقول الحكومة إن تكلفة ذلك ستفوق قدرتها وسيؤدي الى مزيد من ارتفاع الأسعار وبالتالي رفع أسعار الفائدة ومدفوعات الرهن.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي إنه "يود منح العاملين في التمريض زيادة كبيرة في الرواتب" لكنه أضاف أن الحكومة واجهت خيارات صعبة وأنها تمول جهاز الصحة العامة في مجالات أخرى مثل توفير المعدات الطبية وسيارات الإسعاف.
ومن جهته قال اتحاد العاملين في التمريض في تصريح صحفي في وقت سابق إن ضعف الرواتب على مدى عشر سنوات ساهم في ترك عشرات الآلاف هذه المهنة من بينهم 25 ألفا في العام الماضي فقط.
وطالب الاتحاد في البداية بزيادة الأجور بنسبة خمسة في المئة فوق معدل التضخم الذي بلغ 5ر10 في المئة في ديسمبر الماضي.
إلا أنه أعلن بعد ذلك أنه قد يوافق على نسبة أقل لكي يتمكن من الحصول على اتفاق مع الحكومة يرضي الطرفين بيد أن المحادثات التي استمرت أسابيع أخفقت في التوصل الى أي اتفاق.
وتواجه هيئة الخدمات الصحية الوطنية ضغوطا شديدة مع وجود ملايين المرضى على قوائم الانتظار للعمليات وعدم حصول الآلاف كل شهر على رعاية الطوارئ العاجلة وشارك العاملون في التمريض والإسعاف في إضرابات منفصلة منذ أواخر العام الماضي لكن إضرابات هذا الاسبوع التي يشارك فيها العاملون ومعظمهم في إنجلترا ستمثل أكبر إضراب في تاريخ جهاز الصحة العامة الذي بدأ عمله قبل 75 عاما.
ووفق تحليل نشرته قناة (سكاي نيوز) الاخبارية في وقت سابق حول أسباب تفاقم أزمة القطاع الصحي في بريطانيا استنادا إلى آراء خبراء في المجال فإن أبرزها يتضمن زيادة الطلب على الرعاية بعد تخفيف قيود مكافحة جائحة (كورونا) ووجود طفرة في الإنفلونزا والفيروسات الشتوية الأخرى بعد عامين من الإغلاق الى جانب نقص العاملين من جراء الإنهاك الوبائي وشح العمالة الأوروبية في بريطانيا عقب انسحابها من الاتحاد الأوروبي.
ومن جانب آخر فإن تبعات الحرب الأوكرانية والعقوبات ضد روسيا التي ارتدت سلبا على اقتصادات منطقة اليورو وعلى الاقتصاد البريطاني انعكست خاصة على ميزانيات القطاع الصحي الى جانب ظاهرة شيخوخة المجتمع البريطاني التي تستنزف قطاع الرعاية الصحية. (النهاية) ن ب ش / ط م ا