A+ A-

مؤسسات فلسطينية تواجه معا آفة المخدرات والاحتلال

تقرير وكالة الأنباء الكويتية (كونا)  عن مواجهة المؤسسات الفلسطينية آفة المخدرات والاحتلال ضمن الحملة الإعلامية والتوعوية لمكافحة آفة المخدرات تحت شعار (المخدرات هلاكك).


رام الله - 24 - 12 (كونا) -- في مواجهة آفة المخدرات المتنامية بالضفة الغربية وتشجيعها من قبل الاحتلال تعمل المؤسسات الفلسطينية الرسمية والأهلية بشكل مشترك وتسعى الى تطوير كوادرها واتباع خطط واستراتيجيات واضحة تقوم على تقديم العلاج وتنظيم حملات التوعية. وتتابع وزارة الصحة الفلسطينية العمل من خلال المركز الوطني الفلسطيني لعلاج حالات تعاطي وادمان المخدرات في مدينة (بيت لحم) ومركز العلاج بالبدائل الافيونية في (رام الله) كما تعمل جمعيات خيرية أخرى منها (جمعية الصديق الطيب) لرعاية وتأهيل المدمنين على المخدرات والتي اسست مركزا للعلاج والتأهيل وتشمل أنشطتها ايضا التوعية والوقاية. وقال مدير دائرة العلاج بالبدائل في وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور سائد بلبيسي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) إن عملهم يستند الى الخطة الاستراتيجية الوطنية التي يتم وضعها لمدة خمس سنوات وتتناغم مع مثيلتها العربية. وأضاف انه تم الانتهاء من وضع الخطة الجديدة التي تمتد حتى عام 2028 وتتضمن في جانبها الأول تقديم العلاج للأشخاص المتعاطين بما يشمل الادوية والدعم النفسي والاجتماعي والدمج من خلال وزارة العمل والثاني يتعلق برفع الوعي عبر حملات التوعية التي تستهدف على وجه الخصوص جيل الشباب والنساء أيضا اللاتي يتعرضن للعنف من قبل الأبناء او الأزواج الذين يتعاطون المخدرات. ويتابع المركز الوطني العلاج بكل اشكاله والذي تحدده لجنة طبية تعمل على تقييم الحالة ومتابعتها اما عبر الخدمة اليومية او المبيت. وأكد بلبيسي الذي يعمل ضمن وحدة الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية في وزارة الصحة ان الخدمة المقدمة بكل جوانبها مجانية وتراعي خصوصية المريض وان قرار العلاج يعود للشخص نفسه. وعن مركز العلاج بالبدائل الأفيونية قال انه الأول من نوعه في فلسطين والثالث على مستوى الوطن العربي بعد قطر والامارات العربية المتحدة. وأشار بلبيسي الى ان فلسطين متقدمة على مستوى العلاج مقارنة بدول أخرى خاصة ان هناك ادوية بديلة يتم تقديمها للمرضى لافتا الى استمرارية العمل على تطوير قدرات الطواقم لتقديم الخدمات العلاجية.
من جهته قال مدير إدارة مكافحة المخدرات في الشرطة عبدالله عليوي ل(كونا) ان الشرطة الفلسطينية تواجه تنامي انتشار المخدرات باستراتيجيات وسياسات منسجمة مع المعايير الدولية المستخدمة لخفض الطلب على هذه الآفة من خلال الوقاية والتوعية والعلاج والخط الموازي الاخر المتمثل في خفض العرض.
وأضاف ان الشرطة والأجهزة الأمنية تعمل على محاربة التجار والمروجين والناقلين والمخزنين للمواد المخدرة ضمن استراتيجية بنيت على فلسفة قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية لعام 2015.
واشار عليوي الى تعقيدات الوضع الفلسطيني وسيطرة الاحتلال على المعابر والحدود والتقسيمات الإدارية للمناطق الفلسطينية التي تعرقل العمل موضحا انه رغم كل هذه التحديات فإن الشرطة حققت نجاحات ملموسة على مستوى انخفاض نسبة جريمة المخدرات.
وحدت اتفاقات (أوسلو) للسلام من عمل الشرطة والأجهزة الأمنية الفلسطينية في المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال وأعاقت ملاحقة التجار والمروجين وفرضت التنسيق المسبق للعمل في هذه المناطق. وقال عليوي ان الشرطة عملت منذ عام 2015 على مواجهة ما وصفها ب "هجمة استنبات المواد المخدرة" وزراعتها في المنازل والبيوت البلاستيكية في المناطق المصنفة (ج) الخاضعة لسلطة الاحتلال مشيرا الى انها تراجعت بوتيرة ملحوظة في السنوات الاخيرة.
وأرجع ذلك الى "وقفة المؤسسة الأمنية وملاحقة التجار والمروجين وصد محاولة الاحتلال ترحيل جريمة المخدرات من الأراضي المحتلة عام 1948 الى الضفة الغربية". وأكد عليوي انه رغم المخاطر والمعوقات التي تواجه عملية انفاذ القانون بسبب التقسيمات فإنهم وصلوا الى تلك المناطق وتمكنوا من ردع كل من يقوم بالترويج لهذه الآفة ونجحوا في التقليل من وجودها وفقا لمؤشرات محددة. وبين ان العمل يتم مع مختلف المؤسسات خاصة الشبابية كوزارة التربية والتعليم والمجلس الأعلى للشباب والرياضة والجامعات والأندية الثقافية والاجتماعية ووزارة التنمية الاجتماعية والصحة مع التركيز أيضا على المرأة التي هي على احتكاك مباشر مع أبنائها. بدورها عددت المستشارة في مجال التوعية والوقاية والعلاج من ادمان المخدرات عفاف ربيع ل(كونا) أسباب انتشار المخدرات بشكل عام والتي تعود الى الجهل بمخاطرها والى أنواعها ومسمياتها المتعددة والفضول والتجربة لدى الشباب إضافة الى الرفاق والأصدقاء كسبب رئيسي حسب وصفها. ولفتت الى ان الضغط والاغتراب والحالة الضبابية على مستوى الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة من أبرز أسباب انتشارها في الأوساط الشبابية الى جانب عدم القدرة على تحمل الإشكاليات النفسية والاجتماعية في المحيط الاسرى وصعوبة التكيف مع ظروف الحياة. وفيما يتعلق بخصوصية الحالة الفلسطينية قالت إن الاحتلال له دور في الترويج العالي للمخدرات عبر محاولاته السيطرة على الشباب وتدمير عقولهم وتدمير الموارد باستغلاله الأرض الفلسطينية لزراعتها والترويح لها عند حواجز التفتيش العسكرية والنقاط الحدودية والتي لا تتمكن الشرطة من الوصول اليها. وحول التجربة الفلسطينية في مواجهة هذه الآفة قالت ربيع انها تسير باتجاه جيد رغم ما تواجهه المؤسسات الرسمية من تحديات كشرطة مكافحة المخدرات مشددة على ان العمل التكاملي بين المؤسسات اسهم في تحقيق نتائج ملموسة زاد منها وجود قانون عصري واجه "الظاهرة" على مستوى العلاج والمكافحة والجريمة وتشديد العقوبات. (النهاية) ن ق