A+ A-

مؤتمر وزراء (الثقافة العرب) يوصي بمواصلة تنفيذ الخطة الشاملة المحدثة للثقافة العربية

الرياض - 7 - 12 (كونا) -- اوصت الدورة ال(23) من مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في ختام اعمالها بالرياض اليوم الاربعاء بمواصلة تنفيذ مقتضيات الخطة الشاملة المحدثة للثقافة العربية واطلاق مبادرات ومشاريع عربية تنسجم ومتطلبات العقد العربي للحق الثقافي.
كما خرج المؤتمر الذي استضافته وزارة الثقافة السعودية بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو) لمدة يوم واحد بالمزيد من التنسيق لخارطة العمل الخمسية للملفات العربية المشتركة لتسجيل التراث غير المادي لدى منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) والمزيد من التعاون لمبادرة منظمة (الألسكو) لوضع خطة انقاذ التراث الثقافي بالبلدان العربية.
وقال وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي عبدالرحمن المطيري في كلمة بالمؤتمر القاها نيابة عنه أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الكويتي الدكتور عيسى الانصاري ان هذا المؤتمر مناسبة لتوحيد الجهود العربية في المجالات الثقافية المختلفة بما في ذلك التعاون في سبيل تسجيل التراث غير المادي.
واشار الى ان منظمة اليونسكو اضافت عددا من الملفات العربية المشتركة على قائمة التراث غير المادي خلال اجتماعات الدورة ال(17) للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو التي أقيمت في الرباط منها ادراج أول ملف عربي لأفضل ممارسات لصون التراث الجيد الذي تقدمت به دولة الكويت ممثلة في جمعية (السدو الحرفية) على قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية.
وبين أن هذا الإدراج الدولي الذي يضاف إلى رصيد الانجازات في هذا المجال يعد "جهدا وطنيا كويتيا في خدمة التراث الثقافي غير المادي وتأكيدا واضحا على دوره في تعزيز الهوية الثقافية للبلاد وتجسيد التنمية المستدامة".
وقال ان "استراتيجية عمل الحكومة في دولة الكويت تستند إلى التنمية الشاملة والمستدامة التي تأخذ في الاعتبار الدور المهم المنوط بالقطاعات الشبابية في قيادة قاطرة الحاضر والمستقبل".
واضاف "قمنا باعتماد الخطة الاستراتيجية للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب تمهيدا لاطلاقها في الفترة المقبلة ليكون حاضنه شبابية ثقافية وفقا للتوجهات العامة للخطة الاستراتجية الهادفة إلى دعم وتطوير الحركة الثقافية والفنية والأدبية الكويتية".
وأكد ضرورة دعم الشباب وتمكينهم في كافة المجالات عبر فتح افق التعاون وتحميلهم المسؤولية واشراكهم في العملية الثقافية فضلا عن إثراء خبراتهم بالتدريب المستمر لصقل مهاراتهم وتطوير شراكتهم مع المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
وقال "نسعى خلال الاحتفال بالكويت عاصمة للثقافة العربية لعام 2025 لتحقيق عدد من الاهداف الثقافية ومن تلك الأهداف تهيئة عدد كبير من الشباب الكويتي على العمل في مجالات الثقافة والفنون والآداب والعناية بشؤون الثقافة والفنون والآداب وتنمية ونشر الانتاج الفكري وإثرائه وتوفير المناخ المناسب له وصيانة التراث ودراسته علميا".
واضاف "اننا نسعى ايضا إلى توثيق الصلات والروابط مع الهيئات الثقافية والعربية والدولية لخلق حالة ثقافية تنموية مستدامة وبيئة محفزة للابداع والانطلاق نحو تنمية ثقافية تؤهل الكويت لدخول القرن ال(21) ببناء حضاري ثقافي متميز إيمانا منا بأهمية الثقافة كعنصر مهم في حياة المجتمع ومحور من محاور التنمية الشاملة وما تقوم به من دور رئيسي في دعم الابداع الفكري والثقافي تعميقا للحوار الثقافي والانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب وتعزيز قيم التفاهم والتآخي والتسامح واحترام الخصوصية الثقافية وبناء اقتصاد معرفي مستدام.
وشدد على ان الحضارة العربية قدمت إسهامات هائلة في التاريخ البشري التي لولاها لما كان هذا التاريخ ثريا ولما كان محتواه عريقا ونحن اليوم نناقش الموضوع الرئيسي للدورة الحالية من خلال تعزيز دور الثقافة وتوظيف جميع الوسائل المتاحة للمساعدة في تمكين ودعم صياغة سياسات فعالة يمكن أن تسهم في حلول مستدامة من أجل مدن أكثر شمولية وابداعا واستدامة وصولا الى المستقبل الأخضر مؤكدا ان "دولة الكويت ستسعى لدعم المشروع من خلال توظيف الثقافة لأجل التنمية المستدامة".
واكد ان التعاون الثقافي بين الدول العربية يجب أن يكون بمستوى الطموح وأن يمثل قوة للبناء ودافعا للتنمية واستثمارا للمستقبل فالعلاقات الودية بين الدول العربية تزخر بمقومات ثقافية متأصلة وعميقة تضرب جذورها في التاريخ القديم مما يجسد مجد وروعة الحضارة العربية.
واعرب عن الأمل والتفاؤل بالدورة ال23 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي والتي تدعو الى توحيد الجهود العربية لتطوير منظومة الصناعات الثقافية والإبداعية وتعزيز دور الثقافة في صياغة المستقبل الأخضر.
من جهته قال وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم السعودي الأمير بدر بن عبدالله في كلمته "ان دورة هذا العام التي تتمحور حول موضوع رئيس وهو (الثقافة والمستقبل الأخضر) تستهدف جعل القطاع الثقافي أكثر استدامة حيث نسعى لأن تكون انطلاقة لجهود دولية تشمل القطاع الثقافي بمختلف تفرعاته وتمتد لتغطي جميع عناصر سلسلة القيمة فيه".
وأضاف ان المملكة تدعم الجهود الجماعية لتعزيز المعارف والمهارات والممارسات المتصلة بجعل القطاع الثقافي أكثر استدامة وصداقة للبيئة.
واطلق الامير بدر مبادرة (الثقافة والمستقبل الأخضر) التي تهدف إلى تعزيز دور الثقافة ورفع الوعي بمركزية الثقافة في التنمية الشاملة والمستدامة وتحث على رسم سياسات ثقافية وبرامج شاملة تسهم في تحقيق الكفاءة في استخدام الموارد والتخفيف من آثار التغير المناخي وتعزيز القدرة على التكيف معها والتعامل مع تحدياتها المختلفة.
وحضر المؤتمر الذي حمل عنوان (الثقافة والمستقبل الأخضر) وزراء ومسؤولون من 20 دولة عربية إلى جانب جامعة الدول العربية وممثلين عن المنظمات الدولية والإقليمية.
وضم وفد دولة الكويت المشارك كلا من الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الكويتي عائشة المحمود ومدير ادارة العلاقات الثقافية الخارجية ومدير ادارة الثقافة بالمجلس محمد بن رضا.(النهاية) م د م / ا م م