A+ A-

(الطاقة الدولية): كفاءة الطاقة تسارعت عالميا في ضوء اضطراب الامدادات وارتفاع الاسعار

باريس - 2 - 12 (كونا) -- أكدت وكالة الطاقة الدولية اليوم الجمعة ان إجراءات كفاءة الطاقة على مستوى العالم تسارعت هذا العام بعدما تحولت الحكومات والمستهلكون بشكل متزايد إلى تدابير الكفاءة كجزء من استجاباتهم لاضطرابات إمدادات الوقود وأسعار الطاقة المرتفعة القياسية مما يشير إلى نقطة تحول محتملة بعد عدة سنوات من التقدم البطيء.
وقالت الوكالة في تقرير حول (كفاءة الطاقة 2022) ان الاستثمارات العالمية في كفاءة الطاقة مثل تجديدات المباني والنقل العام والبنية التحتية للسيارات الكهربائية وصلت إلى 560 مليار دولار خلال العام الحالي بزيادة قدرها 16 في المئة مقارنة بعام 2021.
واشار التقرير الى انه في العام الحالي استخدم الاقتصاد العالمي الطاقة بنسبة 2 في المئة بشكل "أكثر كفاءة" مما كان عليه في عام 2021 وهو معدل تحسن يقارب أربعة أضعاف ما كان عليه في العامين الماضيين ويقارب ضعف معدل السنوات الخمس الماضية.
وبناء على هذه المعدلات كشفت الوكالة في تقريرها انه "إذا كان من الممكن البناء على معدل التقدم الحالي بشكل أكبر في السنوات القادمة فقد يمثل عام 2022 نقطة تحول حيوية للكفاءة وهو أحد المجالات الرئيسية للجهود الدولية للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050".
وذكر التقرير أنه بفضل إجراءات كفاءة الطاقة التي تم اتخاذها منذ عام 2000 فإنه من المقرر أن يكون إجمالي فواتير الطاقة في دول وكالة الطاقة الدولية في العام الحالي أقل بمقدار 680 مليار دولار من المتوقع وهو ما يعادل حوالي 15 في المئة من إجمالي إنفاقها على الطاقة هذا العام.
وأوضحت الوكالة ان أزمة الطاقة العالمية التي أشعلها الغزو الروسي لأوكرانيا ادت إلى تصعيد المخاوف بشكل كبير بشأن أمن الطاقة والتأثير التضخمي لارتفاع أسعار الطاقة على الاقتصادات وسبل عيش الناس في جميع أنحاء العالم مشددة على أن الاستخدام الأكثر كفاءة للطاقة هو الاستجابة الأولى والأفضل.
ومن جهته قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول ان "الصدمات النفطية في السبعينيات ادت إلى دفعة هائلة من الحكومات بشأن كفاءة الطاقة مما أدى إلى تحسينات كبيرة في كفاءة الطاقة للسيارات والأجهزة والمباني".
واضاف "في وسط أزمة الطاقة اليوم نرى علامات على إعطاء الأولوية مرة أخرى لكفاءة الطاقة" مشددا على ان هذه الكفاءة ضرورية للتعامل مع الازمة الحالية مع إمكاناتها الهائلة للمساعدة في مواجهة تحديات القدرة على تحمل تكاليف الطاقة وأمن الطاقة وتغير المناخ.
ويأتي التحسن هذا العام بعد أن أدى تفشي فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) لمدة عامين إلى تداعيات سلبية كبيرة فيما يتعلق بالتقدم العالمي في كفاءة الطاقة حيث انخفضت المكاسب السنوية إلى حوالي 5ر0 في المئة في عامي 2020 و2021 بحسب التقرير.
وبينت الوكالة ان العوامل الرئيسية شملت زيادة حصة الصناعة الكثيفة الاستهلاك للطاقة في الطلب على الطاقة كما انكمشت القطاعات الأخرى وتباطأت وتيرة عمليات التحديث في المباني والمصانع.
يذكر ان التقدم في كفاءة الطاقة تباطأ بالفعل قبل ظهور (كورونا) مع انخفاض معدل التحسن العالمي من 2 في المئة في النصف الأول من العقد الماضي الى 3ر1 في المئة في نصفه الثاني. (النهاية) م ع / ط م ا