A+ A-

الرئيسان الأمريكي والفرنسي يؤكدان مواصلة التنسيق حول "تحدي الصين للنظام الدولي"

واشنطن ـ 1 ـ 12 (كونا) -- قال الرئيسان الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس إن بلديهما سيواصلان التنسيق حول مخاوفهما بشأن "تحدي الصين للنظام الدولي القائم على القواعد".
وأعاد بايدن وماكرون التأكيد في بيان مشترك أصدراه عقب لقائهما في واشنطن على أهمية "الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان".
وأكد الجانبان أن الولايات المتحدة وفرنسا "تعملان على تعزيز شراكتهما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لتعزيز الرخاء والأمن والقيم المشتركة على أساس نظام دولي قائم على القواعد وحوكمة شفافة وممارسات اقتصادية عادلة واحترام القانون الدولي بما في ذلك حرية الملاحة".
من جهة أخرى دان بايدن وماكرون بشدة "العدد غير المسبوق الذي أجرته كوريا الشمالية من تجارب الصواريخ الباليستية غير القانونية هذا العام والتي تنتهك العديد من قرارات مجلس الأمن وتشكل تهديدا للسلام والاستقرار الإقليميين".
وفيما يتعلق بإيران شدد البيان المشترك على أن الرئيسين "مصممان" على ضمان عدم تمكن طهران "أبدا" من تطوير سلاح نووي أو امتلاكه مشيرا إلى أن فرنسا والولايات المتحدة "تواصلان العمل مع شركاء دوليين آخرين لمواجهة تصعيد إيران النووي وتعاونها غير الكافي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وعبر الطرفان في الوقت ذاته عن "احترامهما للشعب الإيراني لا سيما النساء والشباب الذين يتظاهرون بشجاعة من أجل الحصول على حرية ممارسة حقوق الإنسان والحريات الأساسية التي انضمت إليها إيران نفسها وتنتهكها".
وحول الوضع في الشرق الأوسط قال الرئيس الأمريكي ونظيره الفرنسي إن بلديهما "عازمان على العمل بشكل وثيق لدعم السلام والازدهار في الشرق الأوسط" مرحبين في هذا السياق "بالاختراق التاريخي بشأن اتفاقية الحدود البحرية الإسرائيلية اللبنانية في أكتوبر الماضي".
وعلى الصعيد اللبناني أيضا أكد بايدن وماكرون أنهما "مصممان على مواصلة الجهود المشتركة لحث قادة لبنان على انتخاب رئيس والمضي قدما في الإصلاحات الحاسمة".
وذكر البيان المشترك أن الرئيسين لا يزالان ملتزمين بالحفاظ على الوسائل والإمكانيات اللازمة لمهمة مكافحة "الإرهاب" في العراق وسوريا مشيرين في هذا الإطار إلى عضوية بلديهما في التحالف الدولي لهزيمة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وفي إطار التعاون الثنائي في مجال الطاقة قال بايدن وماكرون في البيان المشترك إن "الهدف المشترك للولايات المتحدة وفرنسا هو تسريع التحول العالمي للطاقة الخضراء".
وأوضح البيان أن الجانبين "يتطلعان إلى عمل فرقة العمل بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن قانون خفض التضخم لزيادة تعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن الطاقة النظيفة والمناخ من خلال طرق مفيدة للطرفين".
ورحب الرئيسان الأمريكي والفرنسي "بالعام الأول الناجح للشراكة الثنائية للطاقة النظيفة بين الولايات المتحدة وفرنسا والتي عقدت لقاءات مؤخرا في أكتوبر 2022 باعتبارها منصة رفيعة المستوى لتعزيز تعاوننا في مجال الطاقة والمناخ".
وأوضح الطرفان أنه في إطار إعادة التأكيد على تصميمهما المشترك على زيادة التزامن وتعميق التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية فإن "الولايات المتحدة وفرنسا تخططان لإنشاء مجموعة صغيرة للطاقة النووية في إطار الشراكة".
كما أشارا إلى أن أولويات الشراكة تشمل "تعميق التعاون النووي المدني والمساهمة في سلسلة إمداد نووية موثوقة وفقا لأعلى معايير عدم انتشار الأسلحة النووية بما في ذلك تطبيق البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومن خلال تقليل الاعتماد على المواد النووية المدنية والسلع ذات الصلة من روسيا".
وأكدا على أن بلديهما يواصلان "تعزيز سياسات الطاقة والتكنولوجيا والابتكار التي تعزز إنتاج الطاقة المتجددة ونشرها السريع".
وأعربا عن عزمهما "مواصلة دعم تنويع إمدادات الغاز الطبيعي في أوروبا بما في ذلك من خلال صادرات الغاز الطبيعي المسال للولايات المتحدة" بالإضافة إلى "التعاون في تقليل الطلب الإجمالي على الغاز الطبيعي بما يتماشى مع أهداف المناخ".
ورحب بايدن وماكرون "بالتقدم الذي تم إحرازه من خلال فريق العمل الخاص بأمن الطاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتنويع إمدادات الغاز الطبيعي للاتحاد الأوروبي وخفض تكلفته والحد من اعتماده على الغاز الطبيعي".
على جانب آخر عقد بايدن وماكرون مؤتمرا صحفيا مشتركا عقب اجتماعهما في البيت الأبيض أكد خلاله الرئيس الأمريكي أن تشريع (الرقائق والعلوم) الذي سنته إدارته لدعم الصناعة الأمريكية يهدف لإنشاء سلسلة توريد خاصة بالولايات المتحدة وخلق الوظائف فيها "ولكن ليس على حساب أوروبا".
وقال بايدن في معرض تبديد المخاوف الأوروبية بشأن هذا القانون إنه "من الواضح أنه ستكون هناك بعض الثغرات فيه (التشريع) وسنحتاج إلى إجراء التغييرات فيه.. لكن جوهره هو أن نتأكد من استمرار الولايات المتحدة وكما آمل أن تتمكن أوروبا من الاستمرار وليس الاضطرار إلى الاعتماد على سلسلة التوريد الخاصة بأي (بلد) آخر.. نريد سلسلة التوريد الخاصة بنا وأن نشاركها مع أوروبا وجميع حلفائنا".
وشدد على أن الأوروبيين "ستتاح لهم في الواقع الفرصة لفعل الشيء نفسه" مضيفا أنه لذلك "هناك تعديلات يمكننا إجراؤها يمكن أن تسهل بشكل أساسي على الدول الأوروبية المشاركة أو أن تكون بمفردها لكن هذا شيء يجب حله".
بدوره أشار ماكرون إلى أن فرنسا لديها بعض الأعمال لتقوم بها مع الأوروبيين في مجال أشباه الموصلات وبطاريات الهيدروجين وصناعتها "وسوف نستمر في المضي قدما كأوروبيين".
وأضاف ماكرون "نقوم بعملنا الخاص ولا يمكننا أن نطلب من الولايات المتحدة اعتماد أي قواعد ستكون ضرورية للتعامل مع قضايانا في أوروبا لكننا بحاجة لامتلاك نفس الطموح بتزامن كبير للغاية.. لذلك سأعود إلى الوطن واثقا وفي نفس الوقت متحضرا لما تبقى من العمل على الجانب الأوروبي وهو أمر جيد". (النهاية) ع س ج / ر س ر / م ع ع