A+ A-

الحملات الإعلامية والدعائية لمرشحي (أمة 2022) تزخر بأدوات مبتكرة ومتنوعة غيرت المشهد الإعلامي للانتخابات الكويتية

(تقرير.إخباري)

الكويت - 27 - 9 (كونا) —- لاشك أن للمرشحين إلى انتخابات مجلس الأمة 2022 الحق في استخدام كل الوسائل الإعلامية التقليدية أو المستحدثة أو المتطورة وأساليب التكنولوجيا الجديدة في الدعايات الانتخابية مادامت ضمن الأطر القانونية ضمانا لنزاهة الحملات الانتخابية في غايتها جذب انتباه الناخبين وترويج المرشحين.
لكن المراقب في الانتخابات الحالية لمجلس الأمة التي تنطلق بعد غد الخميس يلاحظ أن الحملات الإعلامية والدعائية باتت تزخر بمختلف الأساليب المبتكرة والتكنولوجية الجديدة والمستحدثة التي غيرت شكل الحملات الانتخابية البرلمانية الكويتية وطريقة التواصل والتفاعل مع الناخبين والرأي العام.
وبهذا الشأن قالت أستاذة علم الاجتماع السياسي في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتورة مرزوقة القويضي ل(كونا) إنه كلما ارتقت أساليب الحملات الانتخابية التكنولوجية وخاطبت عقول الناس بالقول الواضح والإفصاح الصريح عن الفكر ومعالجة القضايا كلما انعكس ذلك على مستوى المخرجات الانتخابية.
وأشارت القويضي إلى أن الإعلام التكنولوجي الحديث يؤدي الدور الأبرز والأكثر تأثيرا في إدارة العملية الانتخابية بأفضل نتيجة وأقل التكاليف ونظرا لاتساع رقعة الدائرة الجغرافية وسط نظام الدوائر الخمس اعتمد المرشح على الوسائل الإعلانية الذكية من خلال إدارتها بطريقة صحيحة وفق خطة مدروسة لضمان الوصول إلى قواعده الانتخابية خصوصا لتعذر زيارة جميع مناطق الدائرة والتعرف على جميع الناخبين لضيق الوقت.
وذكرت أن الفيديوهات "الحماسية من شيلات وغيرها" دخلت على خط برامج الحملات الانتخابية لتحفيز الناخبين وإثارة الحماس من أجل التصويت للمرشحين كنوع من الدعاية والإعلان ولها دور كبير في تعزيز وتجميل مكانة المرشح امام جمهور الناخبين وبث روح التنافس بين المرشحين.
وأوضحت أن فيديوهات الدعاية الانتخابية من أناشيد وأغان و"شيلات" حماسية تحمل رسالة إعلامية مختصرة وواضحة ومتنوعة وسهلة تلامس تطلعات ووجدان الناخبين وتثير اهتماماتهم وتبين المقصد والهدف من عملية الترشيح.
وأشارت كذلك إلى الدعايات الانتخابية الخاصة بمشاهير التواصل الاجتماعي الذين حصروا الإعلانات لديهم في مشاركة المرشح عبر مقاطع من برامج حوارية في قنوات (يوتيوب) في حين فضل بعض المرشحين التواصل مع الناخبين ومتابعيهم عبر حساباتهم الشخصية بصورة حية في (سناب.شات) لمحاورتهم والرد على الاستفسارات.
من جانبه اكد أستاذ الإعلام في كلية الآداب بجامعة الكويت الدكتور خالد القحص ل(كونا) إن تكنولوجيا التواصل جعلت الصورة تتكلم والتغريدة تغني عن الندوة في التأثير لذلك تغيرت الأدوات وتبدلت الأساليب وانعكس ذلك بالتالي على قرار الناخب مبينا أن معظم المرشحين الشباب والعاملين معهم هم الأكثر إقبالا على الوسائل المبتكرة كونهم على اطلاع ومعرفة بهذه الوسائل الإعلامية الجديدة.
وتطرق القحص لبعض الوسائل الإعلامية المبتكرة التي تخدم المرشح مثل عمل (بودكاست) مدفوع الثمن بلقاء مدته نصف ساعة الى ساعة ثم يقوم الفريق الإعلامي لهذا المرشح بتجزئته إلى مواد إعلامية قصيرة مدتها دقيقتان إلى ثلاث دقائق وتكون المادة عن محور واحد لنشرها عبر وسائل التواصل مثل الوتساب اوتويتر وغيرها.
وأشار إلى أمور مبتكرة أخرى مثل استخدام (الباركود) حيث يمكن لجمهور الناخبين أن يطلع على البرنامج الانتخابي والرسائل الإعلامية الخاصة بالمرشح أو شعاره عن طريق الباركود وهو أمر مستحدث لم يتم استخدامه في الانتخابات البرلمانية الكويتية من قبل.
وبين "أن الباركود عبارة عن رمز يتكون من ارقام وخطوط مختلفة ويوضع على بطاقة او صورة للمرشح ويقوم الناخب بتمرير كاميرا هاتفه النقال على هذا الرمز لتظهر في هاتفه المعلومات والبيانات التي يريد المرشح إيصالها وبالتالي يمكن للناخب تخزينها وأيضا تمريرها لناخب آخر".
من جانبه قال أستاذ الإعلام في كلية الآداب بجامعة الكويت الدكتور أحمد الشريف ل(كونا) إن الإعلام التكنولوجي الحديث محرك لا يستهان به في التأثير على الرأي العام إذ أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تستحوذ على الحملات الانتخابية وتحتل الصدارة بفضل توجه المجتمع إلى استخدامها ومتابعتها كونها الأسرع والأسهل واقل تكلفة.
وأشار الشريف إلى أدوات اعلامية جديدة استخدمها المرشحون فغيرت المشهد الإعلامي للانتخابات الكويتية هذه المرة بشكل ملفت ومثير فمثلا دخل اليوتيوب منافسا متفوقا على التلفزيون وحصدت قنوات اليوتيوب مشاهدات كبيرة وكان لها الاثر الكبير في توجهات الناخبين.
وأضاف أنه حتى أسلوب العرض للندوات الانتخابية اتخذ شكلا متميزا لاسيما عند المرشحين الشباب الذي استخدموا تقنيات إلكترونية مبهرة في عرض أفكارهم الانتخابية خلافا للحملات الانتخابية قبل بضع سنوات حيث كان الطابع التقليدي من الخطابة الانتخابية هو السائد.
وبين أن الانتخابات أتاحت الفرصة امام الشباب الكويتي الذين يتمتعون بالوعي والعلم والمعرفة في عوالم التكنولوجيا ومن خلال هاتف ذكي وميكرفون لاسلكي وشبكة إنترنت توفير خدمة النقل الحي والمباشر للندوات السياسية على موقع (تويتر) بجودة وبتقنية بث عالية الدقة واصبحت في متناول الاف الناخبين للاطلاع عليها.
وأشار الشريف الى ان تكنولوجيا الاتصال الحديثة أو ما يسمى ب (الإعلانات الرقمية) تعد اليوم السلاح الدعائي الأقوى بيد المرشحين حيث يهتم مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بالمحتوى المرئي مثل الصور والفيديوهات لانتشارها السريع عبر الأجهزة الذكية كونها أقل كلفة وتحقق جماهيرية عالية. (النهاية) م ف / ت ب