A+ A-

المغرب يسارع الخطى لاحراز الريادة في مجال الطاقة المتجددة

من مصطفى المريني (تقرير اخباري) الرباط - 15 - 9 (كونا) -- يسارع المغرب الخطى لاحراز الريادة في مجال الطاقات المتجددة حيث اطلق في سبيل تحقيق هذه الغاية مشاريع ضخمة لاستثمار كل من الطاقة الشمسية والهيدروليكية وطاقة الرياح فضلا عن تعزيز ذلك بصناعة الهيدروجين الاخضر.
وقالت وزيرة الطاقة المغربية ليلى بن علي في تصريحات صحفية "ان بلادها عازمة ان تصبح وجهة دولية رائدة للطاقات المتجددة" وهو الطموح الذي بدأ قبل 13 سنة على الاقل في سياق مخطط وطني للتحول في مجال الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الاحفوري ومواجهة التغيرات المناخ رصد له غطاء مالي أولي قدر بنحو 6 مليارات دولار وحقق حتى الآن نتائج مهمة نقلت المغرب من بلد يعاني عجزا في مجال الطاقة الى بلد يحقق فائضا منها.
ووفقا لارقام رسمية فإن المغرب حقق بنهاية عام 2021 قدرة في مجال الطاقة المتجددة بحوالي 37 بالمئة ومن المتوقع ان تصل الى 52 بالمئة بحلول 2030 منها 20 بالمئة من الطاقة الشمسية و20 بالمئة من طاقة الرياح و12 بالمئة من الطاقة المائية.
ويتوفر في المغرب اكثر من 111 مشروعا للطاقات المتجددة في طور الاستغلال او قيد التطوير وبلغت القدرة المركبة للمصادر المتجددة 3950 ميغاواط تمثل ما يقرب من 37 بالمئة في مزيج الكهرباء (710 ميغاواط من مصادر الطاقة الشمسية و1430 ميغاواط من مصدر الرياح و1770 ميغاواط من مصادر الطاقة الكهرومائية) وتساهم الطاقات المتجددة بنحو 20 بالمئة في انتاج الطاقة الكهربائية وفق معطيات وزارة الطاقة المغربية.
ويمتلك المغرب واحدة من اكبر محطات انتاج الطاقة الشمسية المركزة في العالم وهي (محطة نور ورزازات) التي تم افتتاحها عام 2016 وتمتد على اكثر من 4ر1 مليون متر مربع وهي مكونة من اربعة حقول لتوليد الكهرباء في مناخ وسط الصحراء.
وتهدف محطة نور ورزازات الى خفض الاعتماد على الوقود الاحفوري والاعتماد على موارد طبيعية لانتاج الكهرباء فضلا عن مساهمتها في خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري حيث تنتج المحطة كهرباء خالية من الكربون بما يعادل 5ر2 مليون طن من واردات النفط.
ويتجاوز طموح المغرب تلبية احتياجاته الذاتية من الطاقة الى تصدير الفائض منها ويستهدف الاسواق الاوروبية الواعدة في هذا المجال في ظل سعي اوروبي لتخفيض انبعاثات الكربون الى النصف بحلول 2030 في افق تحقيق الانتقال في مجال الطاقة التام بحلول 2050.
وفي هذا السياق تستعد بريطانيا والمغرب لمد اطول كابل كهربائي تحت سطح البحر بطول 3800 كيلومتر وبتكلفة مالية تفوق 21 مليار دولار وذلك لنقل الطاقة النظيفة من المغرب الى بريطانيا على ان يتم الشروع في تشييد هذا المشروع عام 2025 ليكون جاهزا للاستخدام عام 2029.
ومن جهته رصد الاتحاد الاوروبي تمويلات مهمة لدعم مشاريع الطاقة المتجددة في المغرب حيث تتصدر هذه المشاريع الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين اذ اعلنت رئيسة المفوضية الاوروبية اورسولا فون ديرلاين خلال زيارتها الاخيرة الى المغرب عن زيادة الدعم المالي المخصص للمشروعات التنموية في المغرب وخاصة مشروعات الطاقات المتجددة لتعزيز مساعي الرباط لتطوير مشاريع الطاقة النظيفة وزيادة مساهمتها في مزيج الكهرباء الوطني وتصدير الفائض منها الى اوروبا ليكون بديلا للغاز الروسي.
وتقود ألمانيا مساعي الاتحاد الاوروبي في هذا المجال حيث عمدت الى ضخ استثمارات مهمة في مجال الطاقة المتجددة في المغرب من اجل تعزيز قدرات الانتاج وتطويرها لتصدير الفائض منها عبر خط يربط شمال المغرب بجنوب اسبانيا لنقل الكهرباء نحو العواصم الاوروبية. (النهاية) م ر ي / خ ن ع