A+ A-

رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام بدولة الكويت تؤكد أهمية الوعي لدى الشباب للنهوض بثقافة المجتمع

رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام بدولة الكويت المحامية كوثر الجوعان خلال الملتقى
رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام بدولة الكويت المحامية كوثر الجوعان خلال الملتقى
القاهرة - 13 - 8 (كونا) -- أكدت رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام بدولة الكويت المحامية كوثر الجوعان اليوم السبت أهمية الوعي لدى الشباب للنهوض بثقافة المجتمع وتجنب "الوعي الزائف" الذي تبثه مواقع التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك في ورقة عمل للجوعان أمام الجلسة الأولى للملتقى الأول حول "حديث الشباب العربي لبناء الوعي" الذي ينظمه مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة تحت شعار (أجيال تدعم قضايا الأمة) بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة المصرية وبمشاركة ممثلي 22 دولة عربية وإفريقية وإسلامية وممثلي منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإقليمية والدولية.
وقالت الجوعان "من أرض السلام كويت السلام أهديكم أزكى السلام ومن بلد الإنسانية نقرؤكم التحايا" مضيفة "نحن الآن نعتبر أنفسنا من الدول التي تنافس على مقاعد التقدم والأولويات في المراتب المميزة في شتى النواحي".
وأشارت إلى أن "غالبية المجتمعات العربية ابتليت بالكثير من الثقافات الغريبة الدخيلة عليها والتي اختصت فئات الشباب".
واوضحت أن "فئة الشباب مستهدفة بمحاولات تشويه القيم وزعزعتها ببث مفاهيم يرفضها الدين وترويجها بل ووضعها في أطر منمقة ومحاولة اعتمادها من قبل الدول والعمل بها كالمثلية وإباحتها كحرية شخصية للفرد والترويج لها بطباعة شعاراتها على الملابس الرياضة وغيرها".
ولفتت إلى أن "الكثير من الشباب يقع فريسة الجهل بهذا الأمر بينما انتبهت الكثير من الدول والأفراد لهذا الغزو المرفوض وحاربته بشتى الطرق".
وفي هذا الصدد قالت الجوعان إن الدستور الكويتي نص في مادته التاسعة على أن "الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن يحفظ القانون كيانها ويقوي أواصرها ويحمي في ظلها الأمومة والطفولة".
وأضافت أن المادة العاشرة من الدستور تنص على أن " ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي".
وبينت أن "الدولة هي المسؤولة عن الحفاظ على ثقافتنا وقيمنا وديننا وعلينا ألا ننساق لدعوات التحرر الفاشلة التي تأتينا من الغرب فلقد أنعمت علينا شريعتنا الإسلامية ودستورنا وكافة قوانيننا بالحفاظ على الأسرة التي تتكون من رجل وامرأة بعقد زواج شرعي يرزقون بأبناء يحافظون على هويتهم وانتمائهم الإسلامي والعربي".
وأكدت الجوعان أهمية الوعي لدى الشباب باعتباره "البوصلة" التي تقود بها المجتمعات العربية منوهة بضرورة أن يكون المجتمع واعيا ومثقفا ومدركا لواقعه "دون مغالطة أو تزييف".
وشددت على أن الوعي بمعناه العام يمثل حالة صحية إيجابية تعكس فهم المرء لواقعه بكل مكوناته من صعوبات وتحديات وفرص ومجالات قوة ومواطن ضعف وتضعه في الموقع المناسب لتحديد الخطوات ورسم السياسات واتخاذ القرارات.
ورأت أن "المصيبة حين يكون المجتمع واعيا ومثقفا وغير ملم ومدرك لواقعه وظروفه ومكائد أعدائه فيعيش على غير وضوح في السياسات والخطط والرؤى المستقبلية ونراه متخبطا في أزماته مثقلا بها دون خطوات حقيقية تأخذه للأمام".
وأوصت الجوعان في ورقتها بضرورة إعلاء القيم الإيجابية المرتبطة بالتنوع الثقافي وحقوق الشباب ومبدأ سيادة القانون والمساواة والتنسيق بين الهيئات لمحاربة الانحراف الفكري ومظاهره واعتماد آلية لمواجهته.
وحثت على الاهتمام بتطوير فكر الشباب والنهوض بثقافة المجتمع والاهتمام بالنشء (الأطفال والشباب) والتنوع الثقافي وتنمية الوعي الحقيقي لدى الشباب "لتجنب الوعي الزائف التي تبثه مواقع التواصل الاجتماعي".
وأكدت ضرورة التوعية المعرفية للشباب لعلاج "ظاهرة النشوة المعرفية" لديهم والاهتمام بصحة الأطفال والشباب وإتاحة الفرصة لهم للانخراط في أعمال مفيدة للمجتمع كالتطوع بروح خلاقة ومواكبة حركة المجتمع.
ودعت الجوعان وزارتي الشباب والتربية إلى "تبني برامج موضوعية للاستحواذ على فكرة وحركة وطاقة الشباب المتقد حماسة وحيوية لضمان تفاعله مع معطيات المجتمع ومتطلباته للتقدم بثبات والبعد عن الفكر المتطرف والانحراف".
ولفتت كذلك إلى الشباب كقوة اقتصادية بعقولهم النيرة ووعيهم بالجهد التنموي وكقوة اجتماعية هامة مبينة أهمية كسب هذا القطاع من قبل صانعي القرار والسياسيين.
وأكدت أن على الجميع "مسؤولية وطنية وقومية بالابتعاد عن كل ما يثير الفتن والقلاقل في الدول العربية واستخدام شبكات التواصل استخداما إيجابيا للصالح العام ولصالح الأجيال القادمة".
وحضت كذلك على التماسك والتعاون "مهما أشتد الخلاف بين أفراد المجتمع" في ظل نافذة مضيئة تشع بالأمل والسلام مؤكدة "أهمية دور الشباب العربي الواعي الواثق بتراثه وقيمه وتقاليده وعاداته وثقافته التي لا تضاهيها أي ثقافة أخرى".
وشددت الجوعان على أهمية "دور الشباب العربي الواعي الذي لا تبهره الشعارات المغلفة ولا يركض خلف المغريات الغربية والثقافة الغريبة" مشددة على أن "الأوطان لا تبنى إلا بسواعد أهلها وأبنائها".
وأكدت في ختام ورقتها أهمية هذا الحفل الشبابي على وحدة الأوطان والعمل من أجلها محذرة من مغبة "إشعال نار الفرقة بين أفراد الأسرة الواحدة ثم المجتمع الواحد لتتسع الدائرة لاختراق كافة مجتمعاتنا ودولنا".
وحثت الشباب العربي الذي وصفته بأنه "شعاع الأمة وباني مستقبلها" على ألا يجعل مطالب التحرر الغربي بابا لتنفيذ مصالح وغايات آخرين لافتة إلى أن "في الإسلام والثقافة العربية ما يشبع كل الغايات ويحقق الطموحات". (النهاية) م ش / ر غ / أ م س