A+ A-

(الجدري) عصف بالكويت في ثلاثينيات القرن الماضي وحصد نحو 3 آلاف إنسان

من شيماء الرويشد (توثيق) الكويت - 15 - 7 (كونا) -- شهدت الكويت قديما العديد من الأمراض والأوبئة الفتاكة التي شاعت بين أهلها مثل الكوليرا والطاعون وأمراض العيون والإنفلونزا وعلى رأسها (الجدري) الذي حصد أرواح أكثر من 3 آلاف إنسان خلال 6 أشهر في صيف 1932 وذلك قبل دخول مفهوم الطب الحديث.
وفي هذا السياق تحدث الدكتور خالد فهد الجارالله في كتابه (تاريخ الخدمات الصحية في الكويت من النشأة حتى الاستقلال) عن تعرض الكويت في صيف 1932 إلى موجة عارمة من داء (الجدري) الذي أخذ صورة الوباء وذلك في الفترة من منتصف شهر يوليو حتى نهاية السنة نفسها والتي أسماها الكويتيون (سنة الجدري) نظرا إلى كثرة الوفيات التي قدرت بأكثر من ثلاثة آلاف حالة أغلبها من الأطفال.
وأوضح الجارالله أن أطباء (مستشفى الإرسالية الأمريكية) في الكويت آنذاك ذكروا في تقاريرهم عن تلك السنة بأنها ستظل عالقة في ذاكرة الشعب الكويتي وقلبه نظرا لأن هذا الوباء اجتاح المدينة ولم يترك بيتا إلا ودخله وعبر أسوارها وأصاب سكان البادية.
وأشار هؤلاء الأطباء في تقاريرهم أيضا إلى أن "مرض الجدري كان من الأوبئة التي تتردد مرة كل بضع سنوات فتقضي على الآلاف وأن الذين لا يقتلهم المرض يصابون بالعمى أو ببثور في الوجه".
وفي السياق ذاته يذكر المؤرخ في التراث الكويتي عبد الله خالد الحاتم في كتابه (من هنا بدأت الكويت) إن هذا الوباء حدث في الكويت في وقت لم يكن لديها من أسباب الوقاية منه أو مكافحته سوى الاستسلام له إذ حصد الآلاف وخلف اصابات وتشوهات.
ولفت الحاتم إلى أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك سوى (مستشفى الإرسالية الأمريكية) وكان يعمل به طبيب واحد وبعض المساعدين ولم يكن العدد كافيا لمواجهة الوباء لذا أوعزت إلى مدير البلدية آنذاك المرحوم سليمان خالد العدساني أن يقوم بما يراه مناسبا ليتم إجلاء الكثير من الوافدين حديثا كما تم منع القادمين من أماكن انتشار الوباء من دخول الكويت وشددت الحراسة عند مداخل المدينة فضلا عن اتخاذ الكثير من الترتيبات والإجراءات الوقائية.
وأوضح أن أول كويتي عالج مرض (الجدري) بالتطعيم هو الشيخ مساعد العازمي رحمه الله إذ غادر إلى مصر لطلب العلم وهناك تعرف على أحد الأطباء الذي تعلم منه التلقيح ضد المرض وبعد إنهاء دراسته سافر إلى الهند لشراء بعض المواد اللازمة للتلقيح ومنها توجه لليمن ثم رأس الخيمة ثم الإحساء إلى أن وصل الى الكويت حيث اتخذ من بيته عيادة للتلقيح ضد الجدري. (النهاية) ش ر / م ص ع