A+ A-

تعثر الجهود الأممية لفتح طرق مدينة (تعز) اليمنية بسبب تعنت ميليشيات الحوثي

الأحياء والضواحي الشرقية لمدينة (تعز) المحاصرة منذ 8 سنوات
الأحياء والضواحي الشرقية لمدينة (تعز) المحاصرة منذ 8 سنوات
من سامي نعمان (تقرير اخباري) عدن – 27 – 6 (كونا) -- مع قرب انتهاء الشهر الثالث من الهدنة الأممية التي تسري على مستوى اليمن منذ مطلع إبريل الماضي فإنه يتعثر تنفيذ أحد بنودها وهو المتعلق بفتح طرقات مدينة (تعز) جنوب غربي اليمن التي تحاصرها ميليشيات الحوثي للعام الثامن على التوالي.
وأكد رئيس الفريق الحكومي المفاوض حول فتح طرقات (تعز) النائب عبدالكريم شيبان يوم أمس الأحد في مؤتمر صحفي عند المنفذ الشرقي لمدينة (تعز) أن ميليشيات الحوثي تنصلت من التزامها بتنفيذ اتفاق الهدنة ورفضت المقترحات الأممية لفتحها لتعيد بذلك النقاشات إلى نقطة الصفر.
وطالب المبعوث الأممي والأمم المتحدة بإصدار بيان واضح عن الطرف المعرقل لتنفيذ اتفاق الهدنة وإدانة الإصرار الحوثي على تضييع الوقت واستمرار حصار مدينة (تعز) محملا الأمم المتحدة مسؤولية انهيار الهدنة دون إحراز أي تقدم بشأن الطرقات والحصار المفروض منذ 8 سنوات.
وكانت ميليشيات الحوثي أبلغت المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ تمسكها بمقترحها الخاص بشأن فتح طرق (تعز) في رفض واضح لمقترحه الذي أعلنه في 6 يونيو الحالي عقب انتهاء جولتين من الاجتماعات استمرتا أسبوعين في العاصمة الأردنية (عمان) بين الوفدين الحكومي والحوثي حول الموضوع.
وينص المقترح الأممي الذي وافقت عليه الحكومة اليمنية على إعادة فتح تدريجي لثلاثة طرق من وإلى مدينة (تعز) وضواحيها على أن يكون أحدها طريقا رئيسيا إضافة إلى طريق رئيسي رابع يربط (تعز) بمدينة (عدن) وخط خامس يربط مدينتي (دمت) و(الضالع) وسط البلاد تدريجيا مع وضع آلية للتنفيذ وضمانات لسلامة المسافرين المدنيين.
ويدخل فتح طرقات ومعابر (تعز) ومحافظات أخرى ضمن بنود الهدنة الأممية إلى جانب السماح بتدفق المشتقات النفطية عبر ميناء (الحديدة) وتشغيل رحلات تجارية من مطار صنعاء.
واعتبر الوفد الحكومي أن المقترح الأممي يمثل الحد الأدنى من مطالب أبناء محافظة (تعز) على أن يتم تزمين فتح بقية الطرق خلال الأشهر القريبة القادمة.
وفي السياق ذاته قال وزير الشؤون القانونية وحقوق الانسان اليمني أحمد عرمان في تصريح خاص لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن الحكومة اليمنية لم تلمس أي مؤشرات على جدية ميليشيات الحوثي في تنفيذ التزاماتها بموجب الهدنة الأممية ولم نر أي استجابة لفتح المعابر التي تربط مدينة (تعز) بضواحيها أو الطرق الرئيسية التي تربطها بالمحافظات الأخرى.
وأضاف أن "ما اتخذته الحكومة اليمنية من خطوات لانجاح الهدنة كان وما يزال بغرض التخفيف عن المواطنين اليمنيين من حجم المعاناة التي تسببها لهم ميليشيات الحوثيين".
وأشار إلى أن ميليشيات الحوثي مارست طوال الشهرين الماضيين للهدنة التي تم تمديدها لشهرين إضافيين خروقاتها المتكررة للهدنة دون توقف في مختلف مناطق الاشتباكات وبما يقرب من ثلاثة الاف خرق خلال يوم واحد.
ولفت عرمان إلى أن هناك معلومات موثقة عن قيام عناصر ميليشيات الحوثي بتكثيف زراعة الألغام وحفر الخنادق ونقل أسلحة ثقيلة في مداخل مدينة (تعز) مستغلة التزام القوات الحكومية بالهدنة إضافة لتجنيد المقاتلين بمن فيهم مئات الأطفال في مختلف المواقع والمناطق.
وأوضح أن ميليشيات الحوثي ماطلت في تنفيذ التزاماتها بهدف التنصل منها بدءا بتأخير تسليم ممثليها لعقد الاجتماعات الخاصة بالحصار وأجلتها حتى الأيام الأخيرة من شهري الهدنة فيما يرفض وفدها المفاوض التعاطي بجدية مع مقترحات الجانب الحكومي بفتح جميع الطرق كما كان عليه الوضع قبل الحصار.
وبين أن ميليشيات الحوثي تطرح مقترحات "عبثية عديمة القيمة والمعنى تهدف بوضوح للتنصل من تنفيذ التزاماتها بفتح معابر (تعز) وطرقها الرئيسية وتخفيف المعاناة الإنسانية لما يقارب 5 ملايين مواطن".
وأكد عرمان أنه لا يوجد من جهة الحكومة ما يمنع فتح الطرقات وتسهيل تحركات المواطنين في الاتجاهين اعتبارا من هذه اللحظة.
وقال إن كانت هناك جدية ونية لدى الحوثيين لفتح المعابر لكان الأمر بحاجة للجنة فنية إشرافية من طرف مكتب المبعوث الأممي ومباشرة الحوثيين إزالة الحواجز والألغام من الطرقات والسماح بعبور الناس وتدفق البضائع.
وأضاف أن مماطلة ميليشيات الحوثي ليست جديدة إذا ما أخذنا في الاعتبار أن هذا الملف يناقش منذ عام 2016 عبر وسطاء محليين كما كان مشمولا في نقاشات مدينة (ظهران الجنوب) السعودية في ذات العام بالتزامن مع مشاورات دولة الكويت وفي اتفاق استوكهولم في ديسمبر 2018 دون أن يتقدموا خطوة واحدة أكثر من تقديم "وعود فارغة".
وأشار عرمان إلى أن الحكومة الشرعية بادرت بتنفيذ التزاماتها من قبل سريان الهدنة بالترتيب للرحلات من مطار صنعاء والسماح بدخول سفن المشتقات النفطية عبر ميناء (الحديدة) رغم استمرار نهب ميليشيات الحوثي لعائداته المخصصة لدفع رواتب الموظفين لافتا الى أن ما تحقق من بنود الهدنة هي جميعها إنجازات الحكومة وشركائها في تحالف دعم الشرعية.
وأوضح أن الحكومة الشرعية لا تقايض برفع معاناة مواطنيها في مناطق سيطرة الميليشيات مقابل رفع المعاناة عن المواطنين في المناطق المحررة مبينا أنها حريصة وملتزمة برفع معاناة مواطنيها التي تسببت بها ميليشيات الحوثي في كل أنحاء البلاد دون تمييز.
ودعا عرمان الأمم المتحدة والولايات المتحدة والدول الأوروبية القريبة من مسار المشاورات لاتخاذ مواقف صريحة وأكثر قوة إزاء تعنت ميليشيات الحوثي وتحميلها تبعات عدم تنفيذ اتفاق الهدنة واحتمالات اخفاقها. (النهاية) س ن ص / ض ح