A+ A-

الأرصاد الجوية: الظواهر الغبارية نتاج موقع الكويت الجغرافي والظروف المناخية الصحراوية المحيطة

الأرصاد الجوية: الظواهر الغبارية نتاج موقع الكويت الجغرافي والظروف المناخية الصحراوية المحيطة
(لقاء) الكويت - 20 - 6 (كونا) -- قال مراقب المحطات في إدارة الأرصاد الجوية بالإدارة العامة للطيران المدني ضرار العلي إن الظواهر الغبارية التي تسود الطقس لاسيما في فصلي الربيع والصيف هي نتاج طبيعي لموقع الكويت الجغرافي والظروف المناخية الصحراوية المحيطة بالبلاد.
وأضاف العلي في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين أن موقع الكويت شمال شرق شبه الجزيرة العربية يعني قربها النسبي من مصادر مختلفة للغبار منها المصادر الإقليمية كأهوار العراق وسهل الرافدين والصحراء الغربية للعراق وبادية الشام وصحراء الدهناء وتكوين الدبدبة.
وأوضح أن هناك مصادر محلية للغبار الذي تتأثر به البلاد منها جزيرتا وربة وبوبيان والخباري الصحراوية في المنطقة الشمالية الغربية والكثبان الرملية في نطاق (الهويملية - الأطراف) إضافة إلى المساحات الخالية منعدمة الغطاء النباتي سواء في المناطق الحضرية والمأهولة أو المناطق الصحراوية المكشوفة.
وذكر أن الأشكال الوصفية للعواصف الغبارية مختلفة فصحراء الدهناء في السعودية أحد مصادر الغبار الأحمر في الكويت وتهب العواصف الغبارية غالبا بشكلين الشكل العريض الذي يكون بعرض واسع أكبر من 200 كيلومترا وهذا يدل على أن العاصفة ناشئة بفعل رياح متوسطة السرعة تنشط أحيانا وهذا النمط من الأشكال هو السائد في العواصف الغبارية القادمة من الصحراء الغربية في العراق وسهل الرافدين.
ولفت إلى الشكل الطولي المدبب الذي يمتاز بعرض متوسط يقل عن 150 كيلومترا ويدل على أن العاصفة ناتجة عن رياح عالية السرعة وهذا النمط من الأشكال هو السائد في العواصف الغبارية القادمة من الأهوار وتكوين الدبدبة في امتدادات وادي الباطن.
وبين أن كثرة أو قلة الأيام الغبارية وشدتها تعتمد من عام لآخر على عوامل عدة منها كمية الأمطار السنوية وما يتبعها من تكون للغطاء النباتي في المناطق الصحراوية أي عامل الجفاف الذي يؤدي دورا حيويا في التصحر كذلك سوء إدارة السدود مما يؤدي الى هبوط منسوب الانهار والذي له الاثر الكبير على جفاف البحيرات والسبخات والتي تصبح مصادر للغبار.
وتناول العلي من العوامل الأخرى الأنشطة البشرية التي تساهم كثيرا في التصحر كالرعي الجائر وقلع الأشجار أو الشجيرات والأعشاب البرية واستخراج المعادن والصناعة وقلة التشجير والسير بالمركبات في الصحراء والتي بدورها تدمر الغطاء النباتي وتحطم بذورها وغيرها من الأنشطة التي يقوم بها الإنسان وتضر بالبيئة المحيطة به لاسيما أن البيئة الصحراوية هشة وتتأثر بأنشطة البشر كثيرا.
وأفاد بأن لا سبيل لخفض الظواهر الغبارية إلا من خلال مجهود إقليمي ومحلي متكامل لمكافحة التصحر عبر زيادة الغطاء النباتي الذي يسهم كثيرا في تثبيت التربة ومنع تطايرها مع الرياح وزراعة أحزمة خضراء حول المصادر الرئيسية للغبار والتوسع في إنشاء المحميات الطبيعية ورعايتها بشرط ان تكون بشكل مدروس علميا ولا تؤثر على البيئة الأساسية للمنطقة.
وقال إن هناك طرقا كثيرة للتعامل مع العواصف الرملية والغبارية منها زراعة الصحراء لتثبيت التربة وتقليل هبوب العواصف الغبارية والرملية يتم من خلال مكافحة أسباب هذه العواصف وفي مقدمتها مكافحة التصحر وزيادة الغطاء النباتي الذي يسهم كثيرا في تثبيت التربة ومنع انجرافها مع الرياح.
وشدد على ضرورة التوسع في التخضير المدني لما يؤديه من دور في تلطيف أجواء المدينة وإيجاد متنزهات تتخللها المياه والبحيرات إضافة إلى أخذ تجارب بعض الدول في الاستمطار.
وأشار إلى أهمية دور المحميات الطبيعية في مكافحة التصحر لاسيما في طريق هبوب الرياح على المدن لافتا إلى دراسات بيئية سابقة قامت بها مؤسسات الدولة المعنية أثبتت من خلالها تسجيل محمية صباح الأحمد أقل المعدلات في كميات الغبار المتصاعد مقارنة بالمناطق الصحراوية غير المحمية المجاورة لها. وأوضح العلي أن الدراسات أثبتت أيضا أن الأحزمة الخضراء قللت كمية رواسب الغبار بنسبة كبيرة من خلال رصد ومقارنة كميات الغبار المتساقط في مصائد الغبار وأن كميات الغبار المتساقط انخفض بمقدار النصف جنوب منطقة تنتشر فيها المزارع كمدينة الجهراء بالمقارنة مع كميات الغبار في شمالها.
وعن كيفية تحديد الأرصاد الجوية مدى الرؤية الافقية خلال موجات الغبار أفاد بأن مدى الرؤية الأفقية يعرف بأنه أقصى مدى يمكن للراصد عند النظر أن يراه في الظروف العادية وبالعين المجردة وكمية الغبار تخفض مدى الرؤية تبعا لشدة الموجة الغبارية والأمر نفسه ينطبق على ظاهرة الضباب.
وقال العلي إن هناك أيضا أجهزة خاصة لقياس مدى الرؤية الأفقية ولكن يتم الاعتماد على رؤية الراصد الجوي في بعض النشرات خاصة التي تتعلق في الملاحة الجوية وذلك لسلامة حركة الملاحة الجوية.
وأكد أهمية معرفة وتحديد مدى الرؤية الأفقية بالنسبة لحركة الطيران خصوصا أوقات الظواهر الغبارية والضبابية إذ تحدد علوم الطيران والأرصاد الجوية المسافة التي يمكن لقائد الطائرة تحديد خط المنتصف للمدرج ورؤية علامات تحديد المدرج خلال الهبوط ويقاس بالمتر أو القدم وتقوم إدارة الأرصاد الجوية بتزويدها لبرج المراقبة الجوية أو عن طريق أجهزة خاصة تبث للطيار. (النهاية) م ف / ا ع ب