A+ A-

رئيس (المصارف العربية): الأزمة الروسية الأوكرانية كشفت فجوة كبيرة في النظام الغذائي للدول العربية

القاهرة - 18 - 5 (كونا) -- أكد رئيس اتحاد المصارف العربية الشيخ محمد الجراح الصباح أن تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيراتها على الأوضاع الاقتصادية في المنطقة العربية كشفت فجوة كبيرة تعاني منها الدول العربية وخصوصا في نظامها الغذائي وبينت حجم اعتمادها على الخارج. جاء ذلك في كلمة للشيخ محمد الجراح اليوم الأربعاء امام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المصرفي العربي 2022 والذي ينظمه اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع البنك المركزي واتحاد بنوك مصر تحت عنوان "تداعيات الأزمة الدولية وتأثيرها على الأوضاع الاقتصادية في المنطقة العربية".
وقال الشيخ محمد الجراح ان هذا المؤتمر "يطرح قضايا مصيرية بالنسبة لمستقبل مجتمعاتنا واستقرارنا واقتصاداتنا العربية "مبينا أنه "ما نشبت أزمة سياسية أو حرب أو كارثة طبيعية بفعل الجفاف أو الفيضانات في جهة من جهات الأرض الأربع خارج منطقتنا العربية حتى ترتبك سياسات الحكومات وتضطرب الموازنات المالية وتنفلت أسعار السلع الغذائية وتبدأ معاناة المواطن العربي مع ضغوط الغلاء ومتطلبات المعيشة".
وأضاف "ما يمكن أن نستنتجه من هذه الأزمة الدولية ومن واقع المجتمعات والدول العربية بخصوص الأمن الغذائي أن هناك أزمة صامتة قد تنفجر في أي وقت مما يعني أن الحاجة ملحة على المديين المتوسط والبعيد الى وضع استراتيجية زراعية بديلة يتحقق منها الاكتفاء الذاتي وانتاج الغذاء وفق سياسات وطنية بما ينأى بها عن الارتدادات والانعكاسات التي تتولد من رحم الحروب والأزمات".
وأكد أن الصدمات والمضاعفات لهذه الأزمة الدولية قد تكون لها تداعيات خطيرة على بعض بلدان المنطقة اذا لم يتم تعزيز المساعدات الانسانية والانمائية اليها خلال عام 2022.
ودعا الى أهمية الترفع عن الخلافات والنظر بواقعية الى الأوضاع المستجدة والتوجه الى ايلاء القطاعات الاقتصادية أقصى الاهتمام من خلال وضع الاستراتيجيات التي تخفف من حدة الأزمات وتساهم في مواجهة التحديات . وأشار في هذا الاطار الى تجربة مصر التي سارعت حكومتها الى تعزيز مساعيها لتدبير احتياجاتها للقمح وسط إستمرار الازمة الدولية لشراء كمية غير محدودة من القمح من مناشئها المعتمدة . ولفت الى أن مصر تعتمد بشدة على قمح منطقة البحر الأسود إلا أن بند توفير القمح في موازنتها سوف يرتفع وبدأت بزيادة تنمية زراعة القمح متمنيا أن يكون هناك اكتفاء ذاتي من القمح خلال السنوات القادمة. وبين أنه "بعد معاناة منطقتنا العربية لأكثر من سنتين من تفشي وتأثير جائحة (كورونا) برز تخوف أكثر خطرا من تعرض المنطقة لأزمة ترتبط باحتمال تعرض سلاسل الامداد حيث تكون لكل هذه المشكلات تبعات اقتصادية تختلف من دولة الى أخرى" متسائلا "هل يوجد لدينا خطة بديلة لمواجهة هذه التحديات".
وقال الشيخ محمد الجراح ان "اتحاد المصارف العربية من خلال متابعته لارتدادات هذه الأزمة الدولية على الاقتصادات العربية ومرحلة عدم اليقين التي بدأت تنعكس على منطقتنا العربية يدعو صناع القرار في دولنا العربية الى استشراف المرحلة القادمة والتوصية الى كافة دولنا العربية أن تقوم بتعزيز أمنها الغذائي سواء في حالتي السلم أو الحرب".
وأكد في هذا الصدد ضرورة عدم الاعتماد على الاستيراد والتوجه الى الاستثمار في التنوع الاقتصادي من خلال تعزيز التعاون العربي في مجال الاستثمارات الزراعية وتوظيف الأراضي الزراعية العربية الشاسعة ووضع الخطط الاستراتيجية للاستفادة من الثروة النفطية في خدمة الاقتصادات العربية.(النهاية) م ش / ا س م