A+ A-

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يرأس بعثة خبراء لزيارة مفاعل (تشيرنوبيل) في أوكرانيا الأسبوع المقبل

فيينا 22 - 4 ( كونا) -- أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الجمعة ان المدير العام للوكالة رافائيل غروسي سيرأس بعثة خبراء إلى محطة (تشيرنوبيل) للطاقة النووية في أوكرانيا الأسبوع المقبل بهدف المساعدة على تفادي وقوع حادث نووي أثناء النزاع المسلح الحالي في البلاد.
وذكرت الدائرة الاعلامية للوكالة في بيان ان البعثة التي ستتنقل الى محطة (تشرنوبيل) اعتبارا من 26 إبريل الجاري ستضم خبراء في السلامة والامن والضمانات النووية تابعين للوكالة.
وقالت انها ستقوم بتسليم المعدات الحيوية واجراء التقييمات الإشعاعية وغيرها من التقييمات في الموقع وتتولى المهمات التي كانت تقوم بها القوات الروسية في مفاعل (تشيرنوبيل) طيلة خمسة اسابيع قبل انسحابها في 31 مارس الماضي.
ونقل البيان عن غروسي القول "ان وجود الوكالة الدولية للطاقة الذرية في (تشيرنوبيل) سيكون ذا اهمية قصوى لانشطتنا لدعم اوكرانيا في سعيها لاستعادة السيطرة التنظيمية على المحطة وتأمين تشغيلها بشكل مضمون".
وكشف ان هذه البعثة سيتبعها خلال الاسابيع المقبلة المزيد من البعثات المماثلة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وكان غروسي قد سافر إلى موقع نووي أوكراني رئيسي آخر الشهر الماضي وهو محطة الطاقة النووية في جنوب أوكرانيا للبدء بتنفيذ مبادرة الوكالة في المساعدة على الحد من مخاطر وقوع حادث نووي كبير يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على الإنسان والبيئة في أوكرانيا نفسها أو في خارجها.
وكان غروسي قد أعرب منذ بداية الصراع في اواخر فبراير الماضي عن قلقه البالغ بشأن سلامة وامن المنشآت النووية الأوكرانية.
وشدد على التزام الوكالة بمتابعة هذا الموضوع واستعدادها للمساعدة على ضمان التقيد بالركائز السبع التي لا غنى عنها لضمان السلامة والامن ومنها السلامة المادية للمنشآت وقدرة الموظفين التشغيليين على العمل دون ضغوط لا داعي لها والوصول الى الطاقة خارج هذا الموقع الذي تعرض لخطر جسيم خلال الشهرين الماضيين.
واشار الى أنه في شهر مارس على سبيل المثال فقدت محطة (تشيرنوبيل) للطاقة النووية كل الاتصالات الخارجية والتحكم في الطاقة خارج الموقع مما اجبر الفريق المشرف خلال حالات الطوارئ التي استمرت عدة ايام على الاعتماد على مولدات الديزل.
وجاء في البيان ان الوكالة زودت خلال مهمتها الاولى الى (تشيرنوبيل) المشغل بانواع مختلفة من معدات مراقبة الاشعاع وقررت تزويد الموقع بمعدات الحماية الشخصية.
وقال غروسي "بناء على قياساتنا العلمية وتقييماتنا التقنية سنتمكن من فهم الوضع الاشعاعي هناك بشكل افضل".
وبالاضافة إلى ذلك سيقوم خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإصلاح انظمة مراقبة الضمانات عن بعد المثبتة في الموقع والتي توقفت عن ارسال البيانات الى مقر الوكالة في فيينا في بداية الصراع.
ومنذ انسحاب الجيش الروسي من محطة (تشيرنوبيل) للطاقة النووية اتخذت أوكرانيا خطوات مهمة للتشغيل الآمن للموقع الذي كان قد تعرض لحادث نووي في عام 1986 وما زال يوجد حتى الآن العديد من مرافق النفايات المشعة.
وقد اجريت اول عملية تناوب للموظفين خلال ثلاثة اسابيع وفي وقت سابق من هذا الأسبوع اعادت الوكالة اقامة الاتصالات المباشرة التي كانت معطلة لاكثر من شهر بين محطة الطاقة النووية والمنظم النووي.
ومن ناتحيتها اعلمت اوكرانيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الاسبوع ان الوضع العام في المنطقة المحيطة بالموقع المعروف باسم "المنطقة المحظورة" لا يزال صعبا ويرجع ذلك جزئيا الى الجسور المتضررة وانشطة ازالة الالغام.
واشار البيان الى ان المدير العام للوكالة وكما فعل في محطة الطاقة النووية بجنوب أوكرانيا سيلتقي الموظفين في (تشيرنوبيل) لشكرهم شخصيا على شجاعتهم ومرونتهم وتصميمهم على تنفيذ واجباتهم المهمة في العمل رغم الظروف الصعبة للغاية بسبب كثرة الاعمال المنوطة بهم والمستمرة بدون توقف في الموقع النووي عندما كان تحت سيطرة القوات الروسية.
وقال غروسي "اتطلع إلى أن أكون قادرا على التحدث إلى الموظفين والتعبير لهم عن امتناني العميق لكل ما حققوه خلال هذه الظروف المرهقة والصعبة للغاية. لقد عانوا باكثر مما يمكن ان نتخيله فهم يستحقون منا كل الاحترام والتقدير والاعجاب على محافظتهم على سلامة وأمن الموقع رغم الظروف الصعبة والمزرية التي كانوا يعملون فيها".
واضاف غروسي "لقد وضعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتنسيق الوثيق مع اوكرانيا خططا مفصلة لمساعدتها على تحقيق السلامة والأمن في المواقع النووية في البلاد والتي تشمل 15 مفاعلا في اربع محطات بالإضافة إلى محطة (تشيرنوبيل) للطاقة النووية التي وقع فيها اسوأ حادث نووي في العالم منذ 36 عاما بالتحديد.
وذكر "ان الامان النووي في اوكرانيا تعرض على مدى الشهرين الماضيين لخطر شديد في عدة مناسبات. وقد تم حتى الآن تجنب السيناريو الأسوأ. لكننا بحاجة إلى تكثيف جهودنا للتأكد من استمرار أمن الموقع".
وأوضح أن الوكالة ستبذل قصارى جهدها للمساعدة على منع النزاع المسلح الذي تسبب حتى الآن في معاناة إنسانية هائلة من أن يطال الموقع ويتسبب في وقوع حادث نووي وما يتبعه من دمار كبير.
وخلص غروسي في ختام بيانه الى القول ان الوكالة قدمت على مدى العقود العديدة الماضية الكثير من الدعم لاخراج النفايات المشعة من الخدمة وإدارة الوقود النووي المستهلك في (تشيرنوبيل) مشيرا إلى أنه بسبب معرفة الوكالة بمحطة الطاقة النووية في (تشيرنوبيل) وبفضل هذه المعرفة الجيدة للموقع وخبرتنا في مجال السلامة والامن والضمانات النووية تمكنا بسرعة من التحديد الدقيق لما يجب القيام به. (النهاية) ع م ق / م م ج