A+ A-

المثقفات السعوديات.. دورٌ بارزٌ في التنمية الوطنية

المؤلفة حنان غازي المالكي
المؤلفة حنان غازي المالكي

اليكم النشرة النسوية لوكالة الانباء السعودية (واس) ضمن ملف الخدمة الإعلامية النسوية لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) وشكرا 

الرياض - 22 - 4 (كونا) -- مكنت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - المرأة ودعمت مشاركتها في التنمية الوطنية في كافة المجالات.
وقال خادم الحرمين الشريفين - أيده الله -: "إن المرأة هي مصدر التطور لأي مجتمع، فمن غير النساء يصعب إصلاح المجتمعات؛ حيث إن المرأة هي نصف المجتمع وهي مربية الأجيال".
وتعزيزاً لهذه المكانة، حظيت المرأة بدور مهم وجوهري ضمن رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تمكين المرأة ودعمها في المجالات المتنوعة، ومنها المجال الثقافي، فالمثقفات السعوديات اضطلعن - ولا يزلن - بدور بارز في الماضي العريق والحاضر الباهر والمستقبل المشرق.
ونالت المثقفات السعوديات اهتماماً وتكريماً من قبل القيادة الرشيدة؛ نظير جهودهن في خدمة القطاع الثقافي، حيث قلّد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود المفكرة والأديبة والقاصة الأستاذة الجامعية الدكتورة خيرية إبراهيم السقاف وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى عام 2018م وذلك تقديراً لما قدمته خلال سنين عملها ودراساتها.
وتميزت الدكتورة السقاف بأسلوب أدبي خاص، ولها مؤلفات، وبحوث، وثروة من المقالات، ومن أبرز ما لها في العلم والأدب: (مناهج دراسة وتدريس الأدب العربي/ دراسة مقارنة) من جزأين، ومجموعة قصصية (أن تبحر نحو الأبعاد)، وأخرى منشورة في المجلات الأدبية (مأزق في المعادلة)، ونصوص (عندما تهب الريح)، ومن بحوثها العلمية المنشورة: (ضعف اللغة العربية الفصحى وقصور مناهج البحث علمياً)، و(معايير الجودة والكفاءة اللازمة لتحسين أداء عضو هيئة التدريس في الجامعة) وغيرها.
وقد ترجمت أعمالها إلى (الإنجليزية والإيطالية والبولندية والكورية والروسية)، وأجريت في أدبها دراستان أكاديميتان إحداهما عن الشعرية في أسلوبها، والثانية عن "المضمونية في مقالاتها"، ودرِّست لغة الكتابة عندها في بعض الجامعات داخلياً وخارجياً.
ومن الأسماء الثقافية والأدبية اللامعة في المملكة العربية السعودية (أميمة الخميس) فهي قاصة وروائية وكاتبة حاصلة على جائزة أبها للقصة عام 2001م، وجائزة نجيب محفوظ للرواية عام 2018م، ولديها العديد من المؤلفات منها (والضلع حين استوى، ومجلس الرجال الكبير، وأين ذهب هذا الضوء؟، ووسمية (قصة للأطفال)، والترياق، وحكاية قطرة) وغيرها من القصص والروايات وسلاسل قصص للأطفال، وقد ترجمت بعض من مؤلفاتها إلى الإنجليزية، والإيطالية، والفرنسية، واليابانية، والكورية، والأوردو.
وتكتب المثقفة الخميس في الصحف المحلية والخليجية، إضافة إلى دورها الثقافي حيث ترأست اللجنة النسائية في وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام من 2007م حتى 2010م، قدمت العديد من الأمسيات والمحاضرات الثقافية داخلياً وخارجياً، كما مثلت المملكة في عدد من الأسابيع الثقافية والمؤتمرات الدولية، إضافة إلى إقامتها دورات وورش عمل للتدريب على الكتابة الإبداعية، وكتابة القصة القصيرة.
وللشاعرة والكاتبة هدى الدغفق نشاط ثقافي وأدبي على المستويين المحلي والعربي، فقد ترأست (اللجنة النسائية، وبيت الشعر) في نادي الرياض الأدبي، ثم نالت عضوية مجلس إدارة النادي، وهي كاتبة عمود وصحفية في عدد من الصحف المحلية الرسمية، وعينت مسؤولة تحرير لمجلة (ماري كلير) في مكتبها بالرياض عام 2008، لها إسهامات في بعض الدراسات والبحوث في مجالات الثقافة والأدب والإعلام، كما قدمت دراسات وبحوث ومقالات تناقش قضايا المرأة المثقفة والإعلامية، وشاركت ببعض الأوراق البحثية في منتديات ومؤتمرات محلية ودولية.
وتشارك الشاعرة الدغفق في المهرجانات العربية، ولها نشاط أدبي، وصدر لها عدة دواوين شعرية منها: (الظل إلى أعلى، لهفة جديدة، سهرت إلى قدري)، وأنطولوجيا منها (امرأة لم تكن، ريشة لا تطير، بحيرة وجهي)، إضافة إلى عدد من الكتب الفلسفية، والسير الثقافية الفكرية.
ومن المثقفات السعوديات تبرز الشاعرة والإعلامية سلطانة السديري التي تعد أول امرأة سعودية تنشأ صالوناً أدبياً نسائياً في المملكة، وكتبت الشعر الفصيح والشعر العامي، ولها بصمتها الشعرية الخاصة بها ويتسم إنتاجها بالمحافظة الشكلية، والعذوبة اللفظية، ومن أشهر دواوينها (عبير الصحراء، على مشارف القلب) ومن مؤلفاتها، (صور من المجتمع، بين العقل والقلب، سحابة بلا مطر).
وتعد الشاعرة والكاتبة الدكتورة هيا السمهري إحدى المثقفات السعوديات التي لها دور كبير في الساحة الثقافية السعودية، إضافة إلى دورها في التربية والتعليم، نشر لها ديوان (العين الجديدة)، والعديد من المؤلفات منها: ( ما أطيب الربا، وعبد الله بن خميس ناثراً، وقدمت دراسة موضوعية وفنية لشعر عبد الله بن خميس، ومدينة التعليم الفاضلة).
وترجم للدكتورة السمهري في قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وبعض المؤلفات المحلية في مجال الأدب والنقد والرسائل الجامعية.
وللفن التشكيلي حضور كبير في المشهد الثقافي السعودي، وقد عملت الحكومة الرشيدة بالمملكة على تحسين الذائقة البصرية من خلال إشراك المرأة وتمكينها في هذا المجال.
ومن أوائل مؤسسي الحركة التشكيلية في المملكة العربية السعودية الفنانة صفية بن زقر، الحاصلة على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى عام 2017م، التي عرفت بفنانة التراث السعودي لاهتمامها بتوثيق التراث عبر لوحاتها الفنية التي كرستها لهذا الهدف منذ ثلاثين عاماً، وأسست "دار صفية بن زقر" والتي جعلت منه منبراً ثقافياً شاملاً يستنير به الأجيال والذي يضم لوحاتها ومقتنياتها الفنية، وتقيم به ورش عمل فنية للكبار والصغار ومحاضرات ثقافية فنية، وقدمت مكتبتها الخاصة إلى الدارة لتصبح مرجعاً ثقافياً باللغتين العربية و الإنجليزية – أدباً و فناً- لكل مهتم وباحث، وخصصت جزءاً منها للأطفال حيث تعتمد المكتبة على مبدأ "عندما يقرأ الطفل يفتح نافذة صغيرة على العالم وعندما يصبح صديقاً للكتاب ينفتح العالم كله أمامه". وتشمل مكتبة الطفل على كتب فنية وأدبية وتاريخية وموسوعات علمية.
ويبرز في الفن التشكيلي اسم الدكتورة منال الرويشد وهي فنانة تشكيلية ومدير إدارة النشاط المهني والفني في وزارة التعليم وعضو في عدد من اللجان والأعمال على مستوى الفن التشكيلي والتعليم في المملكة، وهي أول سيدة ترأس مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، والتي تعنى بالنهوض بالفن التشكيلي السعودي من خلال تهيئة بيئة فنية مناسبة ومنفتحة على العالم تدعم الفنانين التشكيلين بكافة مناطق المملكة، كما أسست مجموعة الفن الرقمي وهي أول مجموعة على مستوى المملكة والوطن العربي تستهدف الفن الرقمي، وقد جالت أعمال المجموعة في مناطق مختلفة من المملكة، كما شاركت في المعارض الإقليمية.
ويأتي فن (القط العسيري) الذي يعد أقدم الفنون في المملكة العربية السعودية وأعرقها كأحد أهم الفنون التي تميزت به أيادي النساء في منطقة عسير، وهو فن يقوم على تزيين جدران المنازل في المنطقة، وأدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو عام 2017 في القائمة التمثيلية الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي لدى المنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو).
وتقوم النساء في منطقة عسير على تجميل جداران منازلهن بعد أن تجف مرحلة التقطيط (وهي طبقة بيضاء يتم وضعها على الجدران بعد التحضير وقبل دهنها)، بزخارف هندسية تستوحي أبعادها ودلالاتها من الثقافة المحيطة، مستخدمة الألوان الطبيعة الأساسية الأحمر، والأصفر، والأسود، والأزرق، وهي الألوان المستخلصة من مساحيق الأحجار الكلسية أو من الطينات الملونة أومن بعض النباتات والثمار، وهذه الألوان الطبيعية تقوم المرأة بتحضيرها بنفسها وذلك بإضافة المواد المثبتة والملمعة إليها، وفي الوقت الحالي أصبحت تستخدم ألوان جاهزة الصنع على شكل مساحيق (بودرة) بإضافة الماء والمواد المثبتة إليها ويتم التلوين بها، أو الألوان الزيتية الحديثة.
ومن المتميزات بفن القط العسيري فاطمة بنت فايع وهي صاحبة (متحف فاطمة لتراث المرأة العسيرية) الذي يعد وجهة سياحية لمنطقة عسير التي يتناول ثقافة المرأة العسيرية في الماضي، وهي القط العسيري والألبسة التقليدية والحلي الفضية، إضافة إلى مرسم تحول إلى مدرسة لتعليم الفن الجنوبي وتحديداً فن القط العسيري، وقد دربت أكثر من 700 سيدة، إضافة إلى دورات تقيمها لتعليم هذا الفن داخل المملكة وخارجها، ولا يقتصر القط العسيري على الجدران بل امتد إلى الأدوات التي تستخدمها المرأة داخل منزلها، مثل: (الفخار والخشب والكونفاس والزجاج).
واشتهرت منذ حوالي 150 عاماً نساء رائدات في "القط العسيري"، منهن: جحاحة بنت بريدي، وفاطمة بنت امسباع، وآمنة بنت محمد بن هادي، وفاطمة بنت محمد الزهر، وشريفة بنت أحمد الألمعي، وفاطمة بنت علي أبوقحاص، وحليمة عسيري، وعفاف الدعجم. (النهاية) واس