A+ A-

وزير الخارجية الروسي: مفاوضات اسطنبول اظهرت وجود نظرة واقعية لدى كييف حيال مسألة شبه جزيرة القرم واقليمي لوغانسك ودونيتسك

موسكو - 4 - 4 (كونا) -- قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الاثنين ان المفاوضات الروسية الاوكرانية في اسطنبول اظهرت وجود ما وصفه ب "نظرة واقعية" لدى كييف حيال مسالة شبه جزيرة القرم واقليمي لوغانسك ودونيتسك.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده لافروف مع وزير الخارجية المصري سامح شكري والامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط في ختام مباحثات اجراها مع مجموعة الاتصال العربية حول اوكرانيا والتي تضم كذلك وزراء خارجية الجزائر والاردن والعراق والسودان.
وقال لافروف ان المباحثات بين الوفدين الروسي والاوكراني تتواصل بشكل كثيف عن طريق تقنية الفيديو مضيفا ان اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاوكراني فلاديمير زيلينسكي قد يكون ممكنا "بعد ان تفضي العملية التفاوضية الى نتائج تؤدي الى اتفاق".
ووصف الوزير الروسي الاخبار "المفبركة" حول وقوع اعمال قتل في مدينة بوتشا الاوكرانية بانها "تشبه تماما الفبركات التي كانت تقوم بها جماعة الخوذ البيضاء في سوريا" قائلا ان روسيا طلبت امس عقد جلسة لمجلس الامن الدولي لمناقشة الوضع في مدينة بوتشا الا ان بريطانيا رفضت هذا الطلب متذرعة بوجود رغبة لمناقشة الوضع الاوكراني بشكل عام.
واضاف ان مؤتمرا صحفيا خاصا سيعقد في نيويورك حيث تقدم روسيا حقائق حول الوضع في مدينة بوتشا وستعمل على "فضح كافة الاكاذيب الاعلامية حول النزاع في اوكرانيا" على حد تعبيره.
واتهم لافروف الدول الغربية بما في ذلك بريطانيا التي تتراس مجلس الامن الدولي حاليا بمحاولة "التملص" من فبركة الاخبار حول اعمال القتل في مدينة بوتشا الاوكرانية عن طريق الدخول في مناقشات حول النزاع في اوكرانيا.
واعتبر ان العقوبات التي فرضها الغرب ضد روسيا ستلحق ضررا جسيما بالاقتصاد العالمي مشيرا الى ان تلك العقوبات ستؤثر سلبا كذلك على العلاقات مع الدول العربية.
واثنى لافروف على القرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية حول النزاع في اوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الروسي ان المباحثات التي اجراها مع مجموعة الاتصال تناولت القضية الفلسطينية مشددا على ضرورة معالجة قضايا الحل النهائي بما في ذلك تحديد وضع القدس حصرا عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
واضاف ان المباحثات تناولت كذلك تطورات الاوضاع في سوريا وليبيا واليمن.
من جانبه قال وزير الخارجية المصري سامح شكري ان التحرك العربي حيال النزاع بين روسيا واوكرانيا ينطلق من الادراك بخطورة الوضع الراهن والقلق من تداعياته على الشعوب في منطقة الصراع وخارجها وعلى السلم والامن الدوليين وما يسببه من تردي الاوضاع الانسانية وتبعات سلبية تمتد الى مختلف الاصعدة الاقتصادية بما في ذلك امن الطاقة وامن الغذاء العالميين.
وذكر شكري ان الجانبين العربي والروسي ناقشا سبل التعامل مع هذا الوضع الدقيق حيث عبر خلالها الجانب العربي عن القلق حيال امتداد امد الازمة الراهنة ودعوة كافة اطراف النزاع الى التوقف عن التصعيد وعدم الاحتكام الى العمل العسكري مشددا على ضرورة اللجوء للحلول السلمية والدبلوماسية القائمة على الحوار.
واضاف ان الجانب العربي دعا الى مواصلة مسار المفاوضات المباشرة بين الجانبين الروسي والاوكراني مؤكدا الاستعداد للقيام بجهود وساطة لدعم مسار التفاوض المباشر بين الجانبين للتوصل الى ايقاف عاجل للعمليات العسكرية والبدء في مناقشة اجراءات تعزيز الثقة وسبل الوصول الى حل سياسي مستدام لهذه الازمة في اطار احترام مباديء القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة وسيادة الدول بما يكفل حل هذا النزاع بطريقة سلمية ومقبولة من قبل الطرفين وبما يؤدي الى التعامل مع جذور الازمة.
واكد اهمية استمرار التنسيق للحفاظ على امن وسلامة الجاليات العربية الموجودة في منطقة النزاع حاليا وتسهيل عبور الراغبين منهم الى الدول المجاورة.
ولاحظ ان الجانبين تناولا ايضا سبل التغلب على التبعات الاقتصادية لهذه الازمة وضمان عدم تاثيرها على شعوب المنطقة وخارجها قائلا ان وفد مجموعة الاتصال العربية سيتوجه الى وارسو غدا للقاء وزير خارجية اوكرانيا دميتري كوليبا في اطار استكمال المشاورات والجهود العربية لاحتواء الازمة مع طرفي الصراع وبما يؤدي الى عودة الاستقرار الى المنطقة وتعزيز السلم والامن الدوليين.
من جهته قال الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط ان الموقف العربي حول ازمة اوكرانيا يتمثل في حل الازمة بالطرق الدبلوماسية مشيرا الى الدول العربية لها مصالح مع كثيرة مع روسيا واوكرانيا ايضا.
ولفت الى ان لهذه الازمة تداعيات كثيرة على الدول العربية وخاصة فيما يتعلق باستيراد الحبوب اضافة الى العلاقات السياحية بين روسيا واوكرانيا مع العديد من الدول العربية قائلا ان النزاع يلحق الضرر بالسياحة بين الجانبين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعلن في 24 فبراير الماضي عن بدء تنفيذ عملية عسكرية خاصة في اوكرانيا بهدف حماية السكان في دونباس.(النهاية) ا س / ا م م