A+ A-

أجواء شهر رمضان تعود للكويت بمظاهرها الدينية والاجتماعية والاقتصادية بعد انقطاع عامين بسبب الجائحة

(تقرير.إخباري)

الكويت - 3 - 4 (كونا) -- مع قرب حلول شهر رمضان المبارك تعود الأجواء الرمضانية إلى الكويت هذا العام بما تحمله من مظاهر دينية واجتماعية وأسرية واقتصادية بعد انقطاعها عامين سابقين بسبب الظروف التي رافقت جائحة كورونا ومنها الإغلاق وحظر التجول.
واتفق عدد من المتخصصين من جامعة الكويت ووزارة الصحة في لقاءات متفرقة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد أن انقطاع تلك المظاهر خلال العامين الماضيين ولد رغبة شديدة لدى الناس وحماسا للعودة لأجواء شهر رمضان المبارك وما تحمله من معان سامية تتمثل بالتقارب الاجتماعي والاسري والعودة الى المساجد خلال الليالي الفضيلة.
وفي هذه الصدد لاحظ أستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت الدكتور سعود الغانم ل(كونا) ان المظاهر النفسية لدى عموم الناس ايجابية للغاية ويبدو ذلك من استعداداتهم المميزة التي سبقت حلول الشهر المبارك بعد رفع القيود التي رافقت الجائحة ما يدفعهم لممارسة حياتهم كما هي العادة في هذا الشهر.
ورأى الغانم ان ما يعرف اجتماعيا ب(الشخصيات الانبساطية) وهي التي تحب ان تختلط بالناس تعيش الآن سعادة لا توصف اذ انها تسر بالحياة البعيدة عن العزلة والانغلاق ما يعني انهم "سيزاولون كل ما حرموا منه في العامين الماضيين وبالتالي سوف تزدحم بهم الشوارع والاماكن العامة والدواوين والاسواق واماكن الترفيه".
وذكر ان عودة الانشطة الاجتماعية فيما بين الاهل والاصدقاء وزملاء العمل بقوة خلال الشهر الفضيل سببها الحرمان الاجتماعي في العامين الماضيين مستذكرا المقولة الشهيرة "رمضان يجمعنا".
وتطرق الغانم الى المظاهر الاقتصادية المرافقة عادة لشهر رمضان والمتعلقة "بازدهار الاسواق لمتطلبات اعداد الموائد المختلفة عن بقية شهور السنة والمهرجان الشعبي (القرقيعان) وتفصيل ملابس (الغبقات) والعيد والزينة والديكورات لتعويض ما فات من مناسبات وهذا سلوك انساني معتاد".
ومن جهته قال استاذ علم النفس بجامعة الكويت الدكتور خضر البارون في تصريح مماثل ان "اختلاف شهر رمضان الحالي عما كان عليه خلال العامين الماضيين يرجع الى رفع القيود المرافقة لجائحة كورونا خصوصا ما يتعلق بفرقة الناس عن بعضها البعض في السابق" مبينا "اهمية الافطار الجماعي للاسر في بث روح البهجة وتحسين النفس البشرية وهو ما جعل هذا الشهر الكريم مختلفا عن بقية شهور السنة".
واوضح البارون "ان زوال الخوف من الجائحة كما كان في شهري رمضان الماضيين يساهم بشكل كبير في قوة التجمعات الاسرية والعائلية وبين الاصدقاء والمعارف في شهر رمضان المقبل".
ودعا الى نسيان الماضي الاليم المتعلق بالجائحة والتواصل والتراحم فيما بين الاحبة خلال الشهر الفضيل وحضور التجمعات وزيادة الالفة بينهم في جو روحاني واجتماعي يتميز به هذا الشهر كما كان بالسابق.
ومن ناحيته قال مدير منطقة الاحمدي الصحية الدكتور أحمد الشطي انه ينظر الى شهر رمضان "كمنصة لتعزيز الصحة عبر انقاص الوزن الزائد وتعزيز اللياقة وتحقيق تمام الحالة البدنية والنفسية والروحانية وليس غياب المرض فقط" مضيفا "ان الصحة النفسية تتم عن طريق الاستقرار والابتعاد عن التوتر والقرب من الخالق".
واضاف الشطي انه مع عودة الحياة الطبيعية خلال شهر رمضان المبارك مقارنة بالعامين الماضيين حيث كان الحظر سائدا انذاك فان الحركة المرورية عادت الى طبيعتها داعيا مستخدمي الطرق الى تجنب الحوادث التي تستقبلها المستشفيات بشكل متكرر خلال فترة الافطار وتجنب تواجد الاطفال في المطبخ في وقت ما قبل الافطار لتجنب الحوادث المنزلية كالحروق وانسكاب السوائل الساخنة.
وقال ان رمضان هذا العام له "نكهة خاصة" بعد رمضان العامين الماضيين خصوصا مع رجوع صلاة التراويح والقيام بعد انقطاع دام عامين" داعيا "الشرائح المعرضة للخطر ككبار السن واصحاب الامراض المزمنة الى توخي الحذر كالصلاة في المنزل وتقليل فرص العدوى عند الحضور للمسجد من خلال لبس الكمام والابتعاد قدر المستطاع من الازدحام والتقبيل والمصافحة".
واشار الى ان الوضع الصحي فيما يتعلق بجائحة كورونا مطمئن في دولة الكويت خصوصا بعدما تعدت نسبة التطعيم 85 بالمئة وانحسار آخر موجة للجائحة فيها ونجاح جهود وزارة الصحة واجهزتها المختلفة الا ان ذلك لا يمنع من اخذ الحيطة في التجمعات العائلية او في المساجد او في اماكن التجمعات خصوصا المغلقة منها عبر تطبيق التعليمات الصحية الخاصة بالوقاية من الوباء.(النهاية) م ف / ط ا ب