A+ A-

(إيفاد): منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا بدأت تعاني آثار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

روما - 19 - 3 (كونا) -- نبه الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) اليوم السبت على أن منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا بدأت تعاني من ارتفاع أسعار الغذاء وتناقص المحاصيل الغذائية نتيجة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وقال الصندوق في بيان "بدأنا نشعر فعلا بآثار ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص المحاصيل الأساسية في بلدان الشرق الأدنى وشمال إفريقيا بسبب الحرب في أوكرانيا وانتشار آثارها إلى أكثر بلاد العالم ضعفا ومنها القرن الإفريقي حيث يعيش أفقر الناس الأشد عرضة للخطر".
وأضاف أن هذه الآثار السلبية تزيد مخاوف تفاقم الجوع والفقر في العالم مع استمرار النزاع بين روسيا وأوكرانيا اللتين تسهمان بنحو ثلث صادرات القمح العالمية ونصف إمدادات الحبوب لمنطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا ما يؤدي إلى ارتفاع خطر دفع ملايين آخرين إلى براثن الفقر".
وأشار إلى أن روسيا هي أكبر منتج في العالم للأسمدة التي ساهم ارتفاع أسعارها العام الماضي وقبل النزاع في ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنحو 30 في المائة وفق تحليل أجراه (إيفاد) حول تأثير الحرب على صغار المنتجين الفقراء والمجتمعات الريفية الفقيرة بالفعل.
وفي هذا الصدد قال رئيس (إيفاد) جيلبير أنغبو "إننا نشهد بالفعل ارتفاعا في الأسعار قد يتسبب في تفاقم الجوع والفقر مع ما يترتب على ذلك من تداعيات وخيمة على الاستقرار العالمي".
وأظهر تحليل أجراه الصندوق الأثر الوخيم للصراعات المتتالية على أفقر المجتمعات الريفية في العالم مثل الصومال حيث يعاني نحو 8ر3 ملايين شخص بالفعل من انعدام الأمن الغذائي الشديد بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الكهرباء والنقل بسبب ارتفاع أسعار الوقود.
كما أشار إلى ارتفاع أسعار القمح وزيت دوار الشمس في مصر بسبب اعتمادها على روسيا وأوكرانيا في 85 في المائة من إمداداتها من القمح و73 في المائة من إمداداتها من زيت عباد الشمس.
وقدر التحليل أن يؤدي نقص الغذاء أو المزيد من ارتفاع الأسعار إلى "تفاقم الوضع البائس في لبنان الذي تعاني فيه 22 في المائة من الأسر من انعدام الأمن الغذائي ويستورد نحو 80 في المائة من قمحه من روسيا وأوكرانيا فيما لا يستطيع تخزين سوى ما يكفيه لشهر واحد بسبب انفجار مرفأ بيروت الذي دمر صوامع الحبوب الرئيسية في البلد".
كما تضررت بشدة بلدان آسيا الوسطى التي تعتمد على التحويلات المالية للمهاجرين من روسيا جراء انخفاض قيمة الروبل مثل قيرغيزستان حيث تشكل التحويلات التي يأتي معظمها من روسيا أكثر من 31 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
ولفت خبراء الصندوق إلى أن صغار المنتجين لا يزالون يعانون من آثار جائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) بالإضافة إلى الجفاف والأعاصير والكوارث الطبيعية الأخرى إذ ستتأثر دخولهم بارتفاع تكاليف المدخلات وانخفاض الإمدادات الغذائية وتعطل الأسواق ما يرجح حدوث آثار مدمرة وطويلة الأجل على تغذيتهم وأمنهم الغذائي.
وأكد أن "الصندوق الذي يعمل عن كثب مع الحكومات والمجتمعات المحلية الريفية ملتزم بزيادة القدرة على الصمود لدى المنتجين الريفيين الأشد فقرا الذين يؤدون دورا حاسما في إنتاج ثلث الغذاء في العالم" ببذل قصارى جهده لضمان حصولهم على الموارد اللازمة لمواصلة إنتاج الغذاء وحمايتهم من أي صدمات إضافية.
وفيما أوضح أنه سيصعب على المدى القصير التخفيف من الآثار العالمية لهذه الأزمة انضم الصندوق إلى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لإنهاء النزاع في أوكرانيا "فورا" واستعادة السلام باعتباره "الحل الوحيد لتجنب وقوع كارثة عالمية". (النهاية) م ن / أ م س