زعماء جنوب أوروبا: حاجة ملحة لتأمين وتنويع إمدادات الغاز والطاقة وبناء نظام الدفاع الأوروبي

روما - 18 - 3 (كونا) -– اكد زعماء كل من إيطاليا وإسبانيا واليونان والبرتغال اليوم الجمعة الحاجة الملحة لاستجابة أوروبية موحدة لتأمين وتنويع إمدادات الطاقة والغاز وبناء نظام دفاع أوروبي يتكامل مع حلف شمال الأطلسي (ناتو).
جاء ذلك في قمة رباعية لدول جنوب الاتحاد الأوروبي جمعت رؤساء الوزراء الايطالي ماريو دراغي والاسباني بيدرو سانشيز والبرتغالي أنطونيو كوستا واليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بقصر (فيللا ماداما) في روما وذلك على ضوء انعقاد المجلس الأوروبي الأسبوع المقبل.
ومن جانبه قال دراغي في تصريح صحفي مشترك عقب الاجتماع ان الدول الأربع "لديها العديد من التحديات المشتركة التي نريد أن نجد لها إجابات مشتركة جنبا إلى جنب مع جميع الشركاء الآخرين بالاتحاد الأوروبي".
وأضاف أن الطاقة مثلت التحدي الأكثر إلحاحا لهذا الاجتماع بعدما "افتتح الغزو الروسي لأوكرانيا فترة تقلب قوية على أسواق المواد الخام التي تضاف إلى زيادة الأسعار" ما يستدعي "التدخل سريعا مع شعورنا بالحاجة لعمل شيء جوهري ومهم على الفور" مؤكدا ضرورة دعم القوة الشرائية للعائلات وشركاتنا".
وفيما نوه "برد الاتحاد الأوروبي بوحدة وتصميم على العمليات العسكرية في أوكرانيا" شدد على الحاجة لأن "نظهر نفس التلاحم ونفس القناعة في حماية اقتصاداتنا من عواقب الحرب لاسيما بتعزيز أمن الطاقة" مشيرا الى وجود "اتفاق طبيعي في الرؤى" مع القادة الثلاثة الأخرين بطرح "نهج مشترك على المجلس الأوروبي القادم".
وذكر "نريد أن ندفع المفوضية الأوروبية الى اعتماد تدابير حاسمة لحماية جميع الدول الأعضاء في قطاع الطاقة الحاسم لمستقبلنا" منبها الى أن "إدارة مشتركة لسوق الطاقة من مصلحة الجميع".
وأوضح رئيس الوزراء الايطالي أن "عمليات التخزين المشتركة للغاز الطبيعي تسمح بحماية متبادلة ازاء الصدمات" كما "يسمح الشراء الجماعي بوزن تفاوضي أفضل تجاه الموردين" وانه جرى اعطاء المفوضية الأوروبية دفعة واضحة للتحرك في هذا الاتجاه نحو "فرض سقف لسعر استيراد الغاز وكسر الارتباط بين سعر الغاز والكهرباء".
وشدد على أن "تحدي الطاقة يتعدى حالة الحرب" ويشمل جميع الدول الاعضاء وصولا الى القناعة بالحاجة إلى "تنويع امدادات الغاز" و"زيادة إنتاج الطاقة من مصادر متجددة".
وخلص دراغي الى أن على "أوروبا في السنوات المقبلة القيام باستثمارات هائلة للغاية في مجالات الدفاع والطاقة وحماية البيئة" وهي نفقات ضخمة للغاية بالنسبة لأي ميزانية وطنية مشددا على أن "الحرب في أوكرانيا تفرض علينا المضي بأقصى درجات الاستعجال نحو إجابات حقا أوروبية".
وبخصوص ملف الدفاع قال دراغي ان "قمة اليوم أكدت التلاقي التام على دور (البوصلة الإستراتيجية) الأوروبية كمساهمة أساسية في السير نحو نظام دفاع أوروبي" حيث أظهرت العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا انه "صار هدفا جوهريا يجب بلوغه في أوقات سريعة في تكامل تام مع حلف الناتو" اذ أن "دفاع أوروبي أقوى يجعل الناتو أقوى".
وفي هذا الصدد اعتبر دراغي أن حضور الرئيس الأمريكي جو بايدن اجتماع المجلس الأوروبي سابقة و"إشارة استثنائية الى أن الأمن ليس أوروبيا فحسب بل وعابرا للأطلسي".
ومن جانبه قال رئيس الوزراء الاسباني ان "المهم هو إعطاء إجابات أوروبية للمشاكل الأوروبية" والخروج "برد أوروبي واحد وليس 27 اجابة مختلفة لمشكلة جماعية".
كما عبر سانشيز عن تأييده لتحليل نظيره الايطالي حول قضية الأمن الأوروبي "من أجل الدفاع عن السلام مؤكدا ضرورة اقرار جميع دول الاتحاد (البوصلة الإستراتيجية) التي ستمثل المفهوم الذي يحدد السياسة الاستراتيجية للدول الأعضاء ومن ثم فكرة دمج قوة الدفاع الأوروبية مع التحالف الأطلسي الذي خرج أقوى". (النهاية) م ن / م م ج