A+ A-

تراجع العملة المحلية ينعش قطاع الحرف التقليدية في لبنان ليصبح قطاعا ماديا واعدا

من ايوب خداج (تقرير اخباري) بيروت – 9 – 3 (كونا) -- يعد قطاع الحرف التقليدية في لبنان قطاعا واعدا اذ بمقوماته المحدودة وببعض الدعم يستطيع ان يحقق نموا ويرفد الاقتصاد اللبناني بمداخيل جيدة في ظل الازمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان.
وعلى الرغم من انهيار قيمة العملة الوطنية والظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها لبنان والتي انعكست سلبا على مختلف القطاعات الاقتصادية والانتاجية وجد قطاع الحرف متنفسا بزيادة الطلب على مصنوعاته مع التراجع الحاد في الاستيراد من الخارج لارتفاع قيمة العملات الاجنبية مقارنة بالمحلية.
وفي هذا السياق عرض محمد ايوب مدير جمعية (نحن) اكثر من دراسة اعدتها الجمعية حول قطاع الحرف في لبنان لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الاربعاء اوضحت ان الحرف تسهم بنحو 5 بالمئة من الناتج المحلي حيث تظهر ان 431 حرفة تناولتها الدراسة تدخل على الاقتصاد في لبنان نحو 20 مليون دولار سنويا في حين ان عدد العاملين في القطاع يقدر بنحو 1000 حرفي.
واشار الى ان قطاع الحرف شهد في الفترة الاخيرة بعض الانتعاش عندما تراجعت حركة الاستيراد من الخارج بسبب ارتفاع التكلفة الاقتصادية للاستيراد بعد انهيار قيمة العملة المحلية امام العملات الاجنبية.
وتتمثل الاهمية الاقتصادية للحرف بتوفيرها مداخيلا مادية للاسر واستيعاب يد عاملة تسهم في خفض نسب البطالة لاسيما في الارياف وبالتالي الحد من حجم الهجرة باتجاه المدن وتحريك عجلة التنمية في المناطق البعيدة عبر توفيرها فرص العمل للاسر المقيمة هناك وتحسين ظروفها المعيشية.
ومن اهم العوامل الاقتصادية لهذه الحرف انها تتيح للعنصر النسائي فرص عمل ملائمة تمكنهن من المساهمة في تعزيز ظروف اسرهن المعيشية.
كما يسهم تعزيز دور قطاع الحرف بدعم القطاعات الاخرى المرتبطة به وتنمية الانتاج المحلي وتوفير ادخال العملات الاجنبية بفعل تنشيط عملية التصدير الى الخارج.
وبحسب الدراسة التي اعدتها الجمعية حول واقع القطاع والمشاكل التي يواجهها واهميته الاقتصادية قال ايوب ان "الحرف تعاني كما سائر القطاعات الاخرى" موضحا ان "مشكلة الحرفي في لبنان هي غياب اي حماية صحية ومادية وثقافية اذ انه على الرغم من وجود حرف يعود تاريخها الى اكثر من مئة عام لاتزال غير معترف بها في القانون حيث لا يوجد قانون يعرف الحرفة بلبنان ويحدد لها معاييرها".
واضاف ان صناعة الحرف اللبنانية كانت تعاني من منافسة خارجية وغياب اي دعم للانتاج اللبناني ما جعل الحرفيين عاجزين عن تصريف انتاجهم محليا وكذلك خارجيا.
ويتساءل ايوب "لماذا لا نتعامل مع هذا القطاع كقوة اقتصادية ونقوم بدعمه وتنميته" فأهمية الحرف تكمن في قيمتها الاقتصادية بادخال مردود مالي كبير الى البلاد وتمتلك الى جانب ذلك قيمة ثقافية كبيرة كونها ترتبط بهوية البلد فضلا عن قيمتها الاجتماعية باستيعاب وتوفير فرص عمل واستيعاب ايدي عاملة عديدة".
من جانبه قال نقيب الحرفيين في لبنان حسن وهبي ل(كونا) "ان قليلا من الدعم للحرفيين مع استقرار الاوضاع في البلاد يسهم في تطوير هذا القطاع وزيادة انتاجه وبالتالي تحقيق مداخيل مادية مهمة".
ولفت الى ان معظم الحرف يتم تصنيعها في المنازل ما يجعل بعض الدعم للحرفيين يحدث نقلة كبيرة في انتاج القطاع وتعاظم الفوائد الاقتصادية.
اما الحرفي طلال الفاخوري فقد اشار في حديثه ل(كونا) الى ان مهنة صناعة الفخار التي يزاولها هي ارث عائلي انتقل اليه من الاجداد معتبرا ان قطاع الحرف قطاع واعد ويمكن الاعتماد عليه اقتصاديا.
واكد انتعاش القطاع مع انهيار قيمة العملة المحلية مقابل العملات الاجنبية حيث جعل الاعتماد على الصناعة المحلية يكبر بعد تراجع الاستيراد من الخارج بشكل كبير نظرا لارتفاع التكلفة. (النهاية) ا ي ب / خ ن ع