A+ A-

المغرب يستعد لتشييع جثمان الطفل ريان الذي أبكت مأساته العالم

الرباط - 6 - 2 (كونا)-- يستعد المغرب لتشييع جثمان الطفل ريان الذي توفي أمس السبت بعد قضائه خمسة أيام عالقا في غياهب البئر الضيقة التي سقط فيها رغم جهود الانقاذ المحمومة التي بذلتها السلطات المحلية طيلة هذه الأيام لاخراجه حيا والتي استحوذت على اهتمام العالم من خلال متابعتها عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي.
وطيلة خمسة أيام متواصلة حبس المغاربة ومعهم ملايين العرب والعجم الأنفاس أملا في الاعلان عن إخراج ريان حيا من البئر بعدما رصدت الكاميرات التي أنزلتها فرق الانقاذ لرصد حركته أن الطفل يصارع للبقاء على قيد الحياة رغم الجراح المثخنة التي اصيب بها جراء سقوطه الى قاع بئر بعمق 32 مترا.
وانتشر طيلة هذه المدة وسم (أنقذوا الطفل ريان) ليتصدر مواقع التواصل الاجتماعي وقد جلب تفاعل الملايين من داخل المغرب ومن خارجه كما تفاعل معه المشاهير والنجوم من اهل السياسة والفن والرياضة ورجال الدين.
وتواصلت جهود الانقاذ دون انقطاع في سباق محموم مع الزمن وسط مناخ وتضاريس وعرة في سلسلة جبال الريف شمال المغرب حيث احتاجت فرق الانقاذ لحفر شق عميق مواز للبئر التي هوى اليها الطفل ريان ثم نفق افقي للوصول اليه نظرا لاستحالة اخراجه مباشرة من البئر بسبب قطرها الضيق جدا.
ونظرا لتعقد التضاريس وخشية انهيار التربة اضطرت فرق الانقاذ الى الحفر بالايدي وبوسائل تقليدية والاستعانة بخبرة حفاري الآبار للوصول الى الطفل واخراجه من البئر التي زلت فيه قدمه.
وفي غضون ذلك عملت فرق الانقاذ على إرسال الاكسجين والماء عبر أنابيب وزجاجات الى قاع البئر لانقاذ الطفل على أمل وصول فرق الانقاذ اليه.
وطيلة الوقت ظلت الأعين والقلوب مشدودة إلى المكان تتابع عمليات الحفر قبل أن يظهر الحفارون مساء امس السبت وبينهم حفار آبار متطوع يدعى الصحراوي الذي حفر بيديه السنتميترات الاخيرة ليعلنوا انتشال الطفل ريان من غياهب البئر.
وانتشرت الفرحة المشوبة بالحذر وتعالى الصياح والهتاف قبل ان يأتي الخبر اليقين من الديوان الملكي المغربي الذي نعى الطفل ريان ليخيم الحزن والصدمة على الوجوه والقلوب وتنتهي قصة مأساة طفل قروي في ربيعه الخامس جلبت اليها تعاطف العرب والعجم. (النهاية) م ر ي / م م ج