A+ A-

الكويت تواصل مساعداتها الإنسانية وتقود عملية وضع خطة للتثقيف بحقوق الإنسان

تدشين مشروع بناء 10 فصول دراسية مع ترميم مدرسة ثانوية بمدينة تعز اليمنية بتمويل كويتي
تدشين مشروع بناء 10 فصول دراسية مع ترميم مدرسة ثانوية بمدينة تعز اليمنية بتمويل كويتي

من روجيه زياده (تقرير إخباري) الكويت - 5 - 2 (كونا) -- لا تترك الكويت أي فرصة أو مناسبة تتعلق بدعم الإنسان أينما كان إلا وتغتنمها لتقدم الفائدة بما ينعكس لمصلحة الشعوب القريبة والبعيدة.
وهذا فعليا ما شهده الأسبوع المنتهي أمس الجمعة على صعيد المساعدات الإنسانية التي لا تتوانى الكويت والمؤسسات التابعة لها عن تقديمها في إطار دعم كل محتاج في مختلف بقاع العالم.
فإضافة لإيصال المساعدات والإغاثة لمستحقيها رفعت الكويت من دعمها للإنسانية إلى مستوى جديد يليق بكونها بلد الإنسانية حيث ترأست فريقا من الخبراء الحكوميين العرب عمل لفترة طويلة وانتهى يوم الاثنين 31 يناير الماضي من وضع مسودة نهائية لمشروع (الخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الإنسان 2022 - 2026).
وقال رئيس فريق الخبراء الحكوميين العرب وكيل الشؤون القانونية بوزارة التربية الكويتية الدكتور بدر المطيري في كلمة أمام الاجتماع الثالث للفريق إن المسودة النهائية سترفع إلى الاجتماع المقبل للجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان المزمع عقدها في 22 فبراير الجاري.
وأوضح أن عمل الفريق جاء بناء على تكليف اللجنة الدائمة تمهيدا لاعتماد المسودة النهائية للخطة ورفعها إلى المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في اجتماعه خلال شهر مارس المقبل.
وأكد أهمية أن "تعبر الخطة في جوهرها عن الرغبة الصادقة لحكومات الدول العربية في تحقيق أفضل نتائج للنهوض والرقي بثقافة حقوق الانسان على الأصعدة كافة" معربا عن الامل في أن يساهم الاجتماع الثالث للفريق الحكومي في تحقيق الأهداف والغايات التي تم العمل من أجلها.
وبين ان المسودة النهائية جاءت بعد عام كامل تخلله عدة اجتماعات بنقاشات مستفيضة مبينة للخطوات والمراحل المكرسة للتربية والتثقيف على حقوق الانسان ومتضمنة لما يحقق نشرها بين أفراد المجتمع وبما يعمل على نقلها من الإطار النظري إلى الواقع العملي.
وكانت اللجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان وافقت العام الماضي على رئاسة دولة الكويت لأعمال فريق الخبراء الحكوميين العرب المعني بإعداد الخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الانسان.
وفي الجانب الإغاثي دشنت الجمعية الكويتية للإغاثة يوم الاثنين 31 يناير مشروع ترميم مدرسة ثانوية بمدينة (تعز) اليمنية ضمن حملة (الكويت بجانبكم) المستمرة منذ سبع سنوات.
وأوضحت (جمعية الحكمة اليمانية) المنفذة للمشروع في بيان أنها سلمت موقع المشروع للمقاول للبدء في أعمال التنفيذ لافتة الى أن المشروع يشمل بناء 10 فصول إضافية مع ملحقاتها وترميم وتأهيل المباني القديمة وتأثيث وتجهيز الفصول وغير ذلك من الاحتياجات والاصلاحات التي تحتاجها المدرسة التي بنتها دولة الكويت قبل عقود.
وكانت (الكويتية للإغاثة) قد دشنت مطلع شهر يناير الماضي أعمال إعادة ترميم وتأثيث وصيانة مدرستين ثانويتين في مدينة (تعز) اليمنية استمرارا لجهود الجمعية في ترميم وصيانة عشرات المدارس التي بنتها دولة الكويت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي في مختلف المحافظات اليمنية.
ونفذت الجمعية العام الماضي 28 مشروعا في قطاع التعليم بمحافظات يمنية عدة شملت عمليات صيانة وترميم وتأثيث 21 مدرسة مع إضافة فصول دراسية إلى بعضها وخمس كليات ومعاهد فنية ودعم ثلاث من مطابع الكتاب المدرسي في (عدن) و(حضرموت) بوحدات فرز ألوان متكاملة مع تكاليف تشغيلها لمدة عام بالإضافة إلى كفالة 100 معلم في جزيرة سقطرى اليمنية لمدة عام أيضا.
وفي غزة مولت جمعية صندوق إعانة المرضى في دولة الكويت مشروعا تشغيليا مؤقتا بتنفيذ جمعية الوئام الخيرية.
جاء ذلك في حفل أقيم بجمع (الشفاء) الطبي يوم الأربعاء 2 فبراير وبحضور عشرات الصيادلة العاطلين عن العمل ومسؤولين في السلطات الصحية بغزة.
وقال المهندس محمد أبو مرعى رئيس جمعية الوئام في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) إن المشروع سيتسمر ثلاثة أشهر وسيستفيد منه 100 صيدلي فلسطيني عاطل عن العمل من خلال تشغيلهم في المستشفيات الفلسطينية والمرافق الصحية.
وأضاف أبو مرعى أن هذه الفئة ستعمل على فرز الأدوية التي تبرع بها الأشقاء ومحبي الشعب الفلسطيني إضافة إلى صرف العلاجات من المرافق الصحية للمرضى والمحتاجين الفلسطينيين.
وتقدم بالشكر الى دولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا على هذا الجهد الذين يقومون به على الدوام الى جوار أهل فلسطين وتحسين أوضاعهم المعيشية والحياتية.
من جانبها عبرت المتحدثة باسم الصيادلة المستفيدين من المشروع نداء الأسى في كلمة على هامش الاحتفال عن شكرها للكويت على تقدمها بمشروع يسمح لهم بالتشغيل المؤقت.
وأضافت أن هذا العمل المؤقت جاء في وقت تزداد نسب البطالة بين الخريجين وتفشي فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) واحتياج القطاع الصحي للعالمين في الطواقم الطبية ما يدل على روح التلاحم بين أبناء الشعبين الفلسطيني والكويتي الذين قدموا يد المساعدة والعون لهم.
وتشير تقديرات السلطات الصحية بغزة إلى أن نحو 3500 خريج من الصيادلة عاطلون عن العمل.
ونختتم في العاصمة الأردنية عمان حيث أطلقت جمعية الهلال الأحمر الكويتي يوم الخميس 3 فبراير برنامجا طبيا لإجراء عمليات جراحية نوعية للاجئين سوريين على يد فريق من الأطباء والاستشاريين الكويتيين وبدعم من بيت التمويل الكويتي.
وسيقوم الفريق الطبي الكويتي بإجراء أكثر من 90 عملية جراحية بسيطة ودقيقة في تخصصات مختلفة على مدى ثلاثة أيام لحالات مرضية تستدعي التدخل الجراحي العاجل بالتعاون مع المستشفى التخصصي الأردني في العاصمة عمان.
وأقيم حفل لتدشين هذه المبادرة الإنسانية في مقر المستشفى حضره سفير دولة الكويت لدى الأردن عزيز الديحاني وكبار المسؤولين في الهلال الأحمر (الكويتي) و(الأردني) والمستشفى بمشاركة من الوفد الطبي الكويتي.
وقال السفير الديحاني لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بهذه المناسبة إن العمل الإنساني "راسخ" في السياسة العامة لدولة الكويت التي تحرص جميع مؤسساتها الرسمية والشعبية على مواكبة الجهود الإقليمية والدولية في إغاثة اللاجئين والمنكوبين حول العالم.
وأضاف الديحاني أن هذا النهج يتضح جليا في أزمة اللجوء السورية بعد أن بادرت دولة الكويت إلى مد يد العون للأشقاء السوريين بمختلف أشكال وأنواع الدعم الإنساني وأهمها استضافة مؤتمرات المانحين الثلاثة والمشاركة الفاعلة في المؤتمرات الدولية اللاحقة.
ولفت إلى أن الجهات الكويتية ومنها (الهلال الأحمر) "ملتزمة" بترجمة توجيهات القيادة السياسة العليا على أرض الواقع من خلال تنفيذ برامج إغاثية متنوعة تسهم بتخفيف الأوضاع الإنسانية عن اللاجئين السوريين وتدعم المجتمعات المستضيفة لهم.
من جهته أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي الدكتور هلال الساير ل(كونا) حرص الجمعية على تنفيذ أنشطة وبرامج إنسانية وإغاثية متنوعة على مدار العام في مختلف الدول بالتعاون مع شركائها.
وذكر الساير أن الوفد الطبي الكويتي يضم نخبة من الأطباء والاستشاريين الكويتيين في تخصصات الأنف والأذن والحنجرة والمسالك البولية والجراحة العامة والعيون الذين يستهدفون إجراء أكثر من 90 عملية صغيرة وكبيرة على مدار ثلاثة أيام للاجئين سوريين.
وأشاد بالتعاون القائم مع المستشفى التخصصي في العاصمة عمان وحالة الاستعداد الكاملة التي أبداها القائمون على المستشفى عبر توفير الكوادر الطبية وتجهيز غرف العمليات لتسهيل مهام الوفد الطبي في إجراء العمليات.
كما ثمن الشراكة مع الهلال الأحمر الأردني الممتدة منذ أعوام وجهوده المبذولة في إيصال المساعدات وتقديم الدعم الإنساني والإغاثي والطبي للشرائح "الأقل حظا" لا سيما شريحة اللاجئين.
من ناحيته قال عضو الفريق الطبي الكويتي استشاري الأنف والأذن والحنجرة وجراحة أورام العنق الدكتور خالد الصبيح ل(كونا) إنه باشر وأعضاء الفريق بإجراء بعض العمليات منذ الصباح مشيرا إلى أنه سيقوم بإجراء أكثر من 20 عملية جراحية صغرى وكبرى إلى بعد غد السبت.
وأضاف الصبيح أن ما يقوم به هو وزملاؤه "أقل ما يمكن تقديمه للأشقاء السوريين اللاجئين" معربا عن الأمل بأن يخفف هذا العمل من وطأة الحياة والظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون.
بدوره قال استشاري طب وجراحة العيون والشبكية الدكتور خالد السبتي في تصريح مماثل إنه يشارك للمرة الثانية في الفريق الطبي وسيجري 30 عملية لإزالة المياه البيضاء وجراحة الشبكية خلال ثلاثة أيام.
وذكر أن العمليات التي تم إجراؤها حتى الآن "تكللت بالنجاح" معربا عن الأمل بأن يوفق في الاستمرار لتقديم هذه الخدمة الإنسانية للاجئين والمساهمة برفع جزء من معاناتهم وتخفيف ظروفهم الصعبة التي يمرون بها.
كما أشاد رئيس الهلال الأحمر الأردني الدكتور محمد الحديد في تصريح ل(كونا) ب"الحس الإنساني" لدولة الكويت التي وصفها بأنها "تعد من أفضل الشركاء في ميادين العمل الإغاثي" مشيرا إلى أن الشراكة مع الهلال الأحمر الكويتي أثمرت عن تنفيذ برامج إنسانية متنوعة منذ اندلاع الأزمة السورية.
وذكر الحديد من جملة مشاريع الشراكة مشروع (كسوة الشتاء) و(كسوة العيد) ومشروع (رغيف الخبز) و(موائد الإفطار) وتوزيع (الأضاحي) إلى جانب مشروع إنشاء عيادة طبية بمقر الهلال الأحمر الأردني لعلاج اللاجئين السوريين وتوفير الأدوية لهم منذ ثمانية أعوام.
بدوره ثمن المدير العام في المستشفى التخصصي الدكتور فوزي الحموري في تصريح ل(كونا) المبادرة المقدمة من دولة الكويت عبر جمعية الهلال الأحمر وشركائها لافتا إلى أن هذا التعاون هو الثاني مع الجمعية بعد عام 2020 حيث تم إجراء حوالي 50 عملية جراحية.

ومن المقرر أن يقوم وفد الجمعية خلال زيارته الحالية إلى الأردن بتوزيع كسوة الشتاء والمساعدات والهدايا العينية والإغاثية الأسر السورية اللاجئة والأطفال. (النهاية)