A+ A-

وزير الدفاع الأمريكي: الفرصة لا تزال سانحة لتجنب الصراع فيما يتعلق بالأزمة الروسية الأوكرانية

واشنطن - 28 - 1 (كونا)—- قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اليوم الجمعة إن الفرصة لا تزال سانحة لتجنب الصراع واتخاذ مسار الدبلوماسية فيما يتعلق بالأزمة الناجمة عن حشد موسكو لعشرات الآلاف من جنودها على حدود أوكرانيا مشددا على التزام واشنطن الوقوف إلى جانب حلفائها وشركائها.
وقال أوستن في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مارك ميلي "لا نعتقد أن الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين قد اتخذ قرارا نهائيا باستخدام هذه القوات ضد أوكرانيا".
ولفت إلى أنه "من الواضح أن لديه (الرئيس الروسي) هذه القدرة الآن وهناك العديد من الخيارات المتاحة له بما في ذلك الاستيلاء على المدن والأراضي الهامة".
وأضاف أن للرئيس الروسي أيضا خيار ممارسة "الأعمال القسرية أو الأعمال السياسية الاستفزازية مثل الاعتراف بالأراضي الانفصالية فنحن نرى وسائل الإعلام الحكومية الروسية تتحدث الآن عن أنشطة مزعومة في شرق أوكرانيا".
وأكد أوستن أن "الصراع ليس حتميا" مضيفا أنه "لا يزال هناك وقت ومساحة للدبلوماسية." وشدد على استمرار الولايات المتحدة في "مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها من خلال مواد المساعدة الأمنية" موضحا أن معظم عمليات تسليم المواد ذات الصلة إلى أوكرانيا "جارية ووصلت شحنة أخرى اليوم".
كما أكد وزير الدفاع الأمريكي أن "الولايات المتحدة ستقف إلى جانب حلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) "ويشمل ذلك تعزيز الأمن على الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي" مذكرا بإعلان (بنتاغون) منذ أيام عن وضع ما يصل إلى 8500 جندي أمريكي " في حالة تأهب لاحتمال نشرهم في شرق أوروبا "لتكون هذه القوات جاهزة" في حال قام (ناتو) بتفعيل (قوة الرد السريع) التابعة له مشيرا إلى المادة الخامسة من معاهدة الحلف التي تنص على أن أي هجوم على أحد أعضاء (ناتو) هو هجوم ضدنا" وهو ما قال إن الرئيس الأمريكي يعتبره "التزاما مقدسا".
وأضاف "سنفعل الصواب من خلال هذا الالتزام ويمكن للسيد بوتين أن يفعل الشيء الصحيح كذلك" معتبرا أنه "لا يوجد سبب يجعل هذا الوضع يتحول إلى صراع".
وتابع أن الرئيس الروسي "يمكنه اختيار عدم التصعيد ويمكنه أن يأمر قواته بالابتعاد ويمكنه اختيار الحوار والدبلوماسية" مشيرا الى أن "الولايات المتحدة ستقف إلى جانب حلفائنا وشركائنا أيا كان ما يقرره (الرئيس الروسي)." وحذر أوستن من أن "الوضع على حدود أوكرانيا يتغير بسرعة" مشددا على أن (بنتاغون) "ستواصل تزويد الرئيس (الأمريكي جو) بايدن بخيارات للدفاع عن مصالح أمننا القومي ردا على الإجراءات الروسية".
وجدد التأكيد على الحفاظ على الوحدة والتنسيق مع حلفاء واشنطن في (ناتو) مشيرا إلى أنه "في وقت سابق من هذا الأسبوع تحدثت مع نظيري البولندي وتحدثت أمس مع نظيري الروماني وقد أجريت هذا الصباح محادثتين جيدتين للغاية مع نظيريي في فرنسا وألمانيا".
ومن جانبه حذر ميلي من احتمال حصول ارتدادات كبيرة على المدنيين الأوكرانيين في حال قامت روسيا بغزو أوكرانيا مشددا على أنه "من الممكن أن يعاني السكان المدنيون بشدة." ومن الناحية العسكرية قال ميلي إن القدرات القتالية للجيش الأوكراني "تحسنت كثيرا منذ عام 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني لكنهم بحاجة إلى مساعدة إضافية للدفاع عن أنفسهم من الغزو (المحتمل) نظرا لحجم (قوات) روسيا (المحتشدة على حدود أوكرانيا) حاليا".
وأكد ميلي أنه "إذا اختارت روسيا غزو أوكرانيا فلن تكون التكلفة مجانية من حيث الخسائر أو الآثار المهمة الأخرى".
وأوضح أن الولايات المتحدة "ليس لديها أنظمة أسلحة قتالية هجومية أو أي قوة دائمة ولا قواعد (عسكرية) في أوكرانيا" وأن تواجدها هناك يقتصر على "مجموعة صغيرة من المستشارين والمدربين من الولايات المتحدة و(ناتو) الأطلسي حاليا".
وأضاف "دورنا محدود ونحن نساعد في التدريب وتقديم المشورة والمساعدة في الأساليب والإجراءات التكتيكية ونشارك في التطوير المؤسسي لوزارة الدفاع الأوكرانية.. نواصل تقديم الدعم المادي العسكري لأوكرانيا إلى جانب العديد من الدول الأخرى من الناتو.
إلا أنه أشار إلى جهوزية وقدرة الولايات المتحدة للوفاء بالتزاماتها وشدد على كلام أوستن لجهة أن "أي هجوم ضد أحد حلفاء (ناتو) هو هجوم ضد (ناتو)." وقال ميلي إنه "بالإضافة إلى حدودها مع روسيا وبيلاروسيا ومولدوفا يوجد لأوكرانيا حدود مع أربعة أعضاء في (ناتو) هي بولندا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا" منوها بسماح الرئيس الأمريكي ووزير الدفاع "بزيادة استعدادنا في حال اضطررنا إلى تعزيز أو مساعدة حلفائنا في (ناتو).
إلا أنه شدد كذلك على ما قاله أوستن لجهة أن "الحرب ليست حتمية والخيار الصحيح هنا هو (إيجاد) حل دبلوماسي".
وأضاف "نحن نشجع روسيا بقوة على التراجع والسعي إلى حل من خلال الدبلوماسية إذ أن القوة يجب أن تكون دائما الملاذ الأخير" مؤكدا أن "النجاح هنا هو عن طريق الحوار".
وفي السياق قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "بينما أعتقد أنه سيكون هناك بعض الانحراف وربما بعض المعلومات المضللة" خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي المقرر عقده يوم الاثنين المقبل لمناقشة "سلوك التهديد" الروسي ضد أوكرانيا "هناك أيضا فرصة واضحة لروسيا لإخبار مجلس الأمن ما إذا كانوا يرون مسارا للدبلوماسية أو إذا كانوا مهتمين في متابعة الصراع".
ووصف مسؤول ثان كبير بالإدارة الأمريكية الاجتماع بأنه "أداة وقائية في جهودنا الدبلوماسية". (النهاية) رس ر / م م ج