A+ A-

وفود الدول المعنية بمفاوضات فيينا النووية تعود الى عواصمها للتشاور حول المقترحات الايرانية الجديدة

فيينا - 3 - 12 (كونا) -- اتفق ممثلو الدول الاطراف في مفاوضات فيينا النووية اليوم الجمعة على التوقف مرحليا عن التفاوض والعودة الى عواصمهم للتشاور حول المقترحات التي تقدم بها الوفد الايراني المفاوض الجديد بشأن امكانية احياء الاتفاق النووي الموقع في عام 2015 .
وقال منسق الاتحاد الاوروبي الذي يرأس الاجتماعات اريك مورا في تصريح صحفي عقب اختتام الاجتماع الموسع للجولة السابعة المنعقدة في فيينا منذ اسبوع ان الوفود المتفاوضة ستعود مساء اليوم الى عواصمها على أن تعود مجددا الى فيينا لاستكمال المفاوضات.
وأضاف ان هناك اتفاقا بين الأطراف المتفاوضة على أن تبنى المفاوضات على ما تم الاتفاق عليه في المفاوضات السابقة والتي تمثل الأرضية المشتركة بين الجميع.
وأكد المسؤول الاوروبي أن قبول طهران بمواصلة التفاوض بناء على ما تحقق حتى يونيو الماضي يعد مؤشرا إيجابيا للغاية مشيرا في هذا الصدد الى انه لا يرى فرقا كبيرا في عملية التفاوض بين الوفدين الايرانيين السابق والجديد.
وفيما يتعلق بطبيعة التعديلات التي تريد طهران القيام بها اكتفى المسؤول الاوروبي بالقول ان هذا الامر مطروح حاليا على العواصم المعنية لتتدارسه ولتبدي رأيها بشأنه.
وأقر مورا بأن المفاوصات تواجه بعض التحديات معربا عن أمله في أن يتم تخطيها مشيرا الى ان موقف الدول الاوروبية لم يتحدد بعد من الوثيقة التي قدمها الوفد الايراني الجديد الى الاطراف المتفاوضة.
وكشف أن الطرف الاوروبي سينكب على دراسة هذه الوثيقة وسيعلن موقفه من هذه المقترحات خلال المفاوضات المقبلة.
وشدد مورا على أهمية ما تم احرازه في هذه الجولة التي تنعقد بعد خمسة أشهر من الانقطاع.
من جهته قال المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة فانغ تشين في فيينا انه لا يجب التقليل بما تم التوصل اليه في الجولة السابعة من مفاوضات فيينا النووية منوها بما أجمعت عليه كل الاطراف بالعودة إلى المفاوضات انطلاقا من النقطة التي انتهت اليها في يونيو الماضي.
وأضاف المندوب الصيني ان بلاده ترى ان الأولوية في هذه المفاوضات يجب أن تركز على مسالة رفع العقوبات عن طهران مع احترام النصوص المتعلقة بذلك.
وذكر انه تم الاتفاق على أخذ قسط من الراحة ثم العودة مجددا الى فيينا منتصف الاسبوع المقبل لمواصلة المفاوضات مشيرا الى انه من الطبيعي أن يكون المتفاوضون بعد هذه الجولة في حاجة الى الرجوع الى عواصمهم للتشاور بشان ما تم التوصل اليه وتوضيح مواقفهم من المقترحات المقدمة.
وحول مسألة استئناف المفاوضات انطلاقا من النص الذي تم التوصل اليه في يونيو الماضي او بناء على نص جديد حيث تطالب طهران بإجراء بعض التعديلات قال المندوب الصيني انه لا يوجد سوى نص واحد فقط وهو النص الذي تم التوصل اليه في يونيو اما ما يتم الحديث عنه فهو يتعلق بمجرد تعديلات ستبحث بين الأطراف المتفاوضة لاحقا.
وتطرق المسؤول الصيني الى جهود بلاده في العملية التفاوضة مشيرا الى ان الصين ما انفكت تعمل طيلة الاسابيع الاخيرة على عقد الاتصالات والمشاورات مع كل الاطراف المشاركة في المفاوضات النووية مذكرا بأنه شخصيا اجرى مشاورات موفقة مع كل من المبعوث الامريكي الخاص روبيرت مالي ومع رئيس الوفد الايراني وأيضا مع المنسق الاوروبي مورا.
وكانت الجولة السابعة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن احياء الاتفاق النووي الموقع في عام 2015 بدأت يوم الاثنين الماضي بعد انقطاع دام نحو خمسة اشهر.
وعقدت الجولة السابعة من المفاوضات في اطار ما يعرف بلجنة العمل المشتركة المنبثقة عن الاتفاق النووي والتي اشرفت على جولات التفاوض الست السابقة.
وبعد أيام من محادثات انقاذ الاتفاق النووي لعام 2015 كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاربعاء ان ايران تحرز تقدما في مسألة تخصيب اليورانيوم مما القى بانعكاسات سلبية على سير مفاوضات فيينا رغم نبرة التفاؤل التي ابدتها بعض الوفود المشاركة بامكانية كسر الجمود والعودة الى اتفاق عام 2015 وذلك بشرط تقديم الطرفين الرئيسيين وهما الولايات المتحدة وايران تنازلات متبادلة تقلل فجوة الخلافات بينهما.
تجدر الاشارة الى ان الولايات المتحدة تحضر مفاوضات فيينا بشكل غير مباشر بسبب رفض الايرانيين الحوار المباشر مع واشنطن حيث يتابع الوفد الامريكي برئاسة المبعوث الخاص لايران روبرت مالي سير المفاوضات من فندق مجاور لقصر (كوبورغ) حيث تجري المفاوضات بينما يقوم الاوروبيون بمهمة الوسيط ونقل الافكار والمقترحات الى الجانبين الامريكي والايراني. (النهاية) ع م ق / م م ج