A+ A-

الاتحاد البرلماني الدولي يدعو المجتمع الدولي إلى التضامن والإنصاف في الحصول على اللقاحات ضد (كورونا)

مدريد - 30 - 11 (كونا) -- دعا الاتحاد البرلماني الدولي اليوم الثلاثاء المجتمع الدولي إلى ضمان "الوصول الشامل والمنصف في الوقت المناسب للقاحات مأمونة وبأسعار معقولة وعالية الجودة" ضد فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) ولاسيما في الدول النامية.
وأيدت البرلمانات الاعضاء في الاتحاد بالاجماع في الجلسة الختامية للجمعية ال143 التي أقيمت في العاصمة الإسبانية مدريد اقتراح المجموعة الإفريقية لحشد الدعم البرلماني العالمي لتحقيق الانصاف في توزيع اللقاحات لمكافحة الجائحة مشيرين إلى ان "التطعيم الموسمي ضد الفيروس هو منفعة عامة عالمية".
وخلال النقاش أشار البرلمانيون إلى وجود "فجوة واضحة" بين إفريقيا وبقية دول العالم على صعيد توزيع اللقاحات لافتين إلى انه وفقا لبيانات البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية فقد حصل أقل من اثنين في المئة من الأشخاص الذين يعيشون في البلدان الأفريقية ذات الدخل المنخفض على التطعيمات الكاملة فيما حصل أقل من 10 في المئة منهم على اللقاح في البلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى مقابل أكثر من 60 في المئة من السكان في الاقتصادات المتقدمة.
وحضر أكثر من ألف برلماني من 117 دولة منهم 44 رئيس برلمان أول مؤتمر للاتحاد ينعقد حضوريا منذ عام 2019 بسبب الجائحة وهي رابع دورة تنعقد في إسبانيا.
وشارك رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم والوفد المرافق له في أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني التي انطلقت يوم الجمعة الماضي.
وضم الوفد البرلماني المرافق للغانم كلا من أمين سر الشعبة البرلمانية النائب الدكتور حمد المطر وأمين الصندوق النائب سلمان الحليلة وعضو الشعبة النائب أسامة المناور وأمين عام مجلس الأمة عادل اللوغاني.
وشارك الغانم والوفد المرافق له في الاجتماعات التنسيقية للمجموعات العربية والإسلامية والآسيوية لتبادل وجهات النظر حول القضايا التي ستطرح للنقاش وتوحيد المواقف بشأنها كما شاركوا أيضا في اجتماعات اللجان الدائمة للاتحاد المعنية بقضايا التنمية المستدامة والتمويل والتجارة والديمقراطية وحقوق الإنسان والسلم والأمن الدوليين وشؤون الأمم المتحدة الى جانب العديد من اللجان الفرعية.
وأشاد الغانم في وقت سابق اليوم بنتائج مشاركة وفد الشعبة البرلمانية في المؤتمر مشيرا إلى ان "الوفد البرلماني الكويتي قام بفضل الله قام بجهود كبيرة سواء بالمجلس الحاكم أو الجمعية العمومية أو اللجان المؤقتة أو الدائمة".
ولفت الى ان التنسيق الخليجي والعربي والإسلامي كان على أعلى مستوى وامتد للتخطيط للمؤتمر المقبل الذي سيعقد في (بالي) بإندونيسيا العام المقبل في الوقت الذي أكد فيه على ان التنسيق مع المجاميع الجيوسياسية الأخرى كان أيضا على أعلى مستوى.
وذكر الغانم "إن دولة الكويت ساهمت ممثلة بالأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وما بذلاه من جهود في رأب الصدع بالجدار العربي الذي كان له انعكاساته المباشرة على الأداء البرلماني".
وناقش المؤتمر بشكل أساسي قضية (التحديات المعاصرة التي تواجه الديمقراطية: التغلب على الانقسامات وبناء المجتمع) في ضوء تراجع الثقة في الأنظمة السياسية وتزايد التطرف وانتشار المعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ولفت الاتحاد في بيانه الختامي إلى انه من المتوقع أن يعتمد أعضاء الاتحاد البرلماني الدولي (إعلان مدردي) الذي يدعو إلى اتباع نهج جديد إزاء الديمقراطية مع تجديد الالتزام بالقيم الديمقراطية الأساسية والشمولية وحل المشكلات.
وركز البيان على تراجع الديمقراطية في جميع أنحاء العالم مشيرا في هذا السياق إلى انه من المتوقع تعليق عضوية السودان في الاتحاد البرلماني الدولي بعدما حل الجيش البرلمان في 2019 بما يخالف أحكام الدستور لتكون تلك المرة الأولى التي يعلق فيها الاتحاد عضوية برلمان وطني منذ تعليقه عضوية مصر في 2013.
ولفت إلى ان الاتحاد ينظر في كيفية الاستمرار في إشراك ممثلين منتخبين من برلمان أفغانستان في اجتماعاته بعدما أصبحت البلاد تحت حكم طالبان فيما سيبحث أيضا عن حلول لمواصلة التواصل مع البرلمانيين من برلمان ميانمار الذي انتخب في نوفمبر 2020 قبل ان يؤدي الانقلاب العسكري في فبراير الماضي إلى حله.
وأضاف ان الاتحاد سيعتمد استراتيجية جديدة للفترة 2022-2026 تهدف إلى إعادة تركيز جهود الاتحاد البرلماني الدولي على المجالات التي يمكن أن يكون له أكبر تأثير فيها وحيث توجد حاجة ملحة للعمل البرلماني.
وأوضح ان الاستراتيجية الجديدة مجموعة من الأولويات للسنوات الخمس القادمة هي العمل بشأن تغير المناخ والديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين ومشاركة الشباب والسلام والأمن والتنمية المستدامة.
وتم اختيار الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي شونجونج لولاية جديدة علما انه صنع التاريخ في 2014 عندما أصبح أول افريقي وأول غير أوروبي أوروبي ينتخب أمينا عاما للتحادد.
وقال البيان ان 2ر38 في المئة من البرلمانيين المشاركين في المؤتمر كانوا من النساء مما يدل على التزام الاتحاد البرلماني الدولي منذ عقود بالمساواة بين الجنسين والتمثيل القوي للبرلمانيات في حين كان حوالي 25 في المئة منهم دون سن 45 عاما حيث يواصل الاتحاد البرلماني الدولي دعم مشاركة الشباب في السياسة.
يذكر ان المؤتمر السابق ال 142 للاتحاد البرلماني الدولي عقد في شهر مايو الماضي بشكل افتراضي بمشاركة 750 نائبا برلمانيا من 135 دولة علما ان الدورة المقبلة ال 144 ستقام في (بالي) الإندونيسية في مارس من العام المقبل فيما تقام الدورة ال 145 في (كيجالي) في رواندا في أكتوبر من العام نفسه.
والاتحاد البرلماني الدولي هو منظمة عالمية للبرلمانات الوطنية تأسست قبل أكثر من 130 عاما كأول منظمة سياسية متعددة الأطراف في العالم تشجع التعاون والحوار بين جميع الدول.
ويضم الاتحاد في عضويته حاليا 179 برلمانا عضوا وطنيا و 13 هيئة برلمانية إقليمية ويساعد البرلمانات على أن تصبح أقوى وأكثر شبابا وتوازنا بين الجنسين وأكثر تنوعا كما يدافع عن حقوق الإنسان للبرلمانيين عن طريق لجنة مخصصة تتكون من برلمانيين من جميع أنحاء العالم. (النهاية) ه ن د / ا م م