A+ A-

العمل النقابي الطلابي منصة شبابية أفرزت كوادر وطنية بارزة على مدى ستة عقود

أعضاء رابطة الطلبة الكويتيين في القاهرة 1965
أعضاء رابطة الطلبة الكويتيين في القاهرة 1965

من محمد علي العنزي

(تقرير) الكويت 20 - 9 (كونا) -- "نحن طلبة الكويت الجامعيين إيمانا منا بالتنظيم النقابي ودوره الفعال من أجل مستقبل أفضل لشعبنا وأمتنا ومن أجل الدفاع عن قضايا الإنسانية جمعاء قررنا إنشاء الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ليكون طليعة ومشعلا هاديا للمستقبل"..تلك كانت أول رسالة طلابية نقابية أطلقها طلبة الكويت عند إنشاء الاتحاد في 24 ديسمبر 1964.
وشكل إنشاء الاتحاد ترجمة لأفكار رابطة الطلبة الكويتيين بالقاهرة ومثيلتها بالمملكة المتحدة اللتين شكلتا لجنة تحضيرية عام 1963 للوقوف على أرض صلبة تساعد في تأسيس نقابة رسمية وفعلية لتمثيل الطلبة وتأكيد أهمية النقابة الطلابية وارتباطها بجميع الصعد التعليمية والثقافية والسياسية.
وبدأت قصة تلك النقابة الطلابية التي أفرزت العديد من الكوادر الوطنية على مدى نحو ستة عقود في شتى المجالات في (بيت الكويت بالقاهرة) عندما وضع الطلبة الكويتيون المبتعثون إلى مصر حجر الأساس لها بالتعاون مع عدد من زملائهم الذين كانوا يدرسون في المملكة المتحدة.
وجاء إنشاء تلك النقابة الطلابية تفاعلا مع التطورات التي شهدتها الكويت مطلع الستينيات مع مرحلة الاستقلال والمتمثلة في وضع دستور البلاد عام 1962 ومع التجارب الطلابية المطبقة في عدد من الدول كمصر وبريطانيا والولايات المتحدة.
وعلى مدار تلك العقود ساهم العمل النقابي الطلابي بتعزيز مهارات الطلبة بما يخدم المجتمع ويحقق تطلعاته في عملية التنمية المنشودة المعتمدة على طاقات الشباب وإمكاناتهم القيادية والإبداعية.
وعلاوة على اتحاد الطلبة بالجامعة شهدت الحركة الطلابية نموا واتساعا بتأسيس عدد من النقابات الطلابية بالمؤسسات التعليمية الأخرى منها اتحاد الطلبة في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والجامعات الخاصة.
في هذا الإطار قال عميد شؤون الطلبة في جامعة الكويت بالوكالة الدكتور سلمان العنزي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين إن العمل النقابي الطلابي عموما يعتبر انعكاسا للتجربة الديمقراطية الكويتية الرائدة فمن خلال العمل النقابي يستطيع الطالب التعبير عن آرائه في اختيار من يمثله في الاتحاد والجمعيات الطلابية.
وأشاد العنزي بالتعاون الكبير القائم بين عمادة شؤون الطلبة والنقابة الطلابية المتمثلة بالاتحاد الوطني والجمعيات العلمية واصفا التعاون بين الجانبين "بالمثمر والفعال" والذي يصب في مصلحة طلبة جامعة الكويت.
وأوضح أن العمادة تقدم العديد من الإسهامات والخدمات للاتحاد الوطني والجمعيات باعتبارها الجهة المسؤولة عن إصدار الموافقة على أنشطة هاتين الجهتين مضيفا أن القسم النقابي التابع للعمادة (الجمعيات العلمية) يتولى صرف ميزانيات مخصصة لكل جمعية للمساهمة في تنظيم الأنشطة الطلابية داخل الجامعة..
وعن الحياة النقابية الطلابية خلال جائحة (كورونا) أفاد العنزي بأن اللجنة التابعة لجامعة الكويت الخاصة بتحديد الاحتياجات المتعلقة بهذا الموضوع أوصت بتعليق انتخابات الجمعيات العلمية للكليات إلى حين تحسن الوضع الصحي في البلاد مما أدى إلى تمديد مدة مجالس إدارة الجمعيات العلمية من دون انتخابات طلابية.
بيد أنه حث الطلبة على مواصلة المشاركة في العمل النقابي الطلابي سواء بالتصويت أو الترشح مبينا أن من أهم ما يميز الكويت هو "هامش الحريات المرتفع" للتعبير عن اختيارات طلبة الجامعة فيمن يمثلهم في العمل النقابي.
من جانبه أعرب رئيس الهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت المهندس فلاح السويري ل(كونا) عن اعتقاده بأن يشهد العمل النقابي الطلابي الكويتي مستقبلا واعدا بسبب تأثير الحركة الطلابية في الكويت وعمق جذورها الضاربة في تاريخه مضيفا أن تلك الحركة أفرزت المئات من الكوادر المتميزة في شتى المجالات السياسية أو العلمية أو الثقافية.
وأكد السويري أهمية المشاركة الفاعلة للطلبة في العمل النقابي الطلابي لما يحققه من فائدة كبيرة في حياتهم العلمية والعملية فالعمل الطلابي يساهم في صقل الكثير من الجوانب الفكرية والحياتية لديهم "مما يؤهلهم لتولي مراكز قيادية مستقبلا".
وأشاد بالتعاون القائم بين الهيئة وكل الجهات الأكاديمية والعلمية والمؤسسات التعليمية لبحث كل القضايا التي تهم الطلبة من أجل التوصل إلى صيغة تضمن حقوقهم ومصالحهم.
وأكد أهمية دعم النقابة الطلابية من الجهات الحكومية لتكون بمنزلة حاضنة لشباب كويتي واعد يستطيع حمل مشاعل نهضة وتنمية الكويت مشيرا إلى أن الشباب الكويتي لايقل عن نظيره في أي دولة متقدمة في العالم.
وأوضح السويري أن من مهام الهيئة التنفيذية الإشراف على انتخابات كل فروع الاتحاد داخل الكويت وخارجها والتنسيق بين الفروع فيما يخص القضايا الطلابية المشتركة التي تهم أبناء الكويت الدارسين في كل مكان.
وذكر أن من أهداف الهيئة توثيق الروابط الوطنية بين الاتحادات والمنظمات النقابية الكويتية والعمل على نشر الوعي النقابي السليم بين الطلبة وتمثيلهم في مختلف المجالات مما يلقي بالمسؤولية على عاتقها لتحقيق المكتسبات الطلابية لتكون امتدادا لمسيرة عمل تفوق خمسين عاما.
بدوره أشاد رئيس الهيئة الإدارية لاتحاد الطلبة في هيئة التطبيقي صالح الجاركي في تصريح ل(كونا) بالدور المهم للعمل النقابي الطلابي في بناء الشخصية القيادية وتكريس مفاهيم الاختيار الصحيح وتعزيز القيم الأخلاقية الحميدة.
وأكد الجاركي حرص الاتحاد على تعزيز العلاقة مع الجهات الأكاديمية المسؤولة في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي في كل الأمور التي تخدم الطلبة وتلبي متطلباتهم وتسهم في حل المشكلات التي يواجهونها.
وبين أن من أهم أهداف الاتحاد خدمة الطلبة وتذليل كل المصاعب التي يواجهونها وتمثيلهم داخل الهيئة وخارجها وأمام مؤسسات الدولة المعنية إضافة إلى إقامة المسابقات والأنشطة المتنوعة وتعزيز التعاون بين الطلبة.
وعن التجربة الشخصية في الحياة النقابية الطلابية ولاحقا في الشأن العام الكويتي قال النائب السابق في مجلس الأمة عبدالوهاب البابطين إن تجربته النقابية الطلابية التي حظي بها إبان المرحلة الجامعية ساهمت في تعزيز القيم والمبادئ الأساسية لديه كما كان لها الأثر الأبرز بالاندماج في الحياة العامة.
وأضاف البابطين ل(كونا) أن الرابط الذي يجمع بين العمل النقابي والعمل السياسي هو تقديم المصلحة العامة والسعي إلى تحقيق الأهداف بروح المجموعة الواحدة.
وأوضح أنه لابد من تعزيز دور النقابات الطلابية "بشكل أكبر مما نشاهد الآن" من خلال المساهمة بقضايا المجتمع سواء داخل أسوار الجامعة أو خارجها لاسيما أن نشأة النقابة الطلابية الكويتية تعود لامتداد تاريخي طويل.
وشدد على أهمية إدراك من يعمل في النقابة الطلابية او العمل السياسي "بالحقيقة التي قد تقسو رغم اجتهاد المرء" المتمثلة باختلاف الثقافة والأفكار والمعتقدات بين العامة والتي تجعل من ذلك الاختلاف اختبارا حقيقيا يتطلب الالمام بجوهر النقابة المبني على تقبل الرأي والرأي الآخر.
وأشار إلى أهمية العمل النقابي الطلابي وما يعززه من قيم ومبادئ ومهارات تجعل من الفرد مهيئا للحياة عموما ويجب أن يكون لأي انسان رسالة يحملها في الحياة ويعمل من أجلها ويمكن القول إن "بيئة العمل الطلابي أفضل وعاء يبني من خلالها الإنسان ذاته". (النهاية) م ع ا / ط أ ب