A+ A-

يوم مفصلي شهده لبنان على الصعيدين الداخلي والخارجي مع إحياء الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت وانعقاد مؤتمر باريس الدولي لدعم الشعب اللبناني

(خبر موسع)
 
الكويت - 4 - 8 (كونا) -- شهد لبنان يوما مفصليا على الصعيدين الداخلي والخارجي حيث أحيت البلاد الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت الذي دمر جزءا كبيرا من العاصمة في وقت التقى المجتمع الدولي في مؤتمر ترأسته فرنسا لبحث كيفية تأمين الدعم للبنان الذي يعاني من أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية خانقة.
وترافقت الذكرى الاولى لانفجار المرفأ مع أحداث داخلية عديدة يضاف اليها توتر على الحدود مع اسرائيل كاد أن يتطور الى ما لا تحمد عقباه.
وفي شريط الأحداث أحيا اللبنانيون الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت الذي أوقع 214 قتيلا و6500 جريح بمسيرات وتظاهرات شعبية حاشدة توجهت الى العاصمة بيروت.
وكان لبنان اعلن بهذه المناسبة يوم حداد وطني مع إقفال كافة الادارات والمؤسسات العامة والخاصة في وقت اتخذت القوى الأمنية تدابير سير وتحويلات للطرق لتسهيل أمر التجمعات والمسيرات كما أقامت نقاط ثابتة وسيرت دوريات راجلة وآلية في الشوارع والطرقات المحيطة بمنطقة التجمع.
وكان الاحتفال المركزي بالذكرى في أرض مرفأ بيروت حيث وقع الانفجار وذلك بحضور أهالي الضحايا فيما احتشد الآلاف في الأماكن المحيطة.
كما أنه ومن أبرز المسيرات التي تم تنظيمها مسيرة راجلة من مقر فوج (اطفاء بيروت) الذي سقط منه عشرة قتلى اثناء قيامهم بإطفاء حريق قبيل الانفجار وسار المئات من المواطنين يتقدمهم اهالي الشهداء والمصابين من افراد الفوج باتجاه مكان الانفجار على وقع الاغاني الوطنية رافعين لافتات تدعو الى تحقيق العدالة وتبيان الحقيقة ورفع الحصانات عن كل المتهمين.
وعلى الصعيد الأمني أعلنت قيادة الجيش في بيان ان وحداتها المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية أوقفت عددا من الشبان المتوجهين للمشاركة في الذكرى بعدما عثرت بحوزتهم على كمية من الأسلحة والذخائر.
وخلال الاحتجاجات بوسط بيروت قامت مجموعات برشق الحجارة على مدخل مجلس النواب اللبناني في وسط بيروت.
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام ان المحتجين حاولوا انتزاع الاسلاك الشائكة مطالبين ب"رفع الحصانة وتحقيق العدالة".
وألقت قوى مكافحة الشغب القنابل المسيلة للدموع كما اطلقت خراطيم المياه باتجاه المحتجين أدى الى تراجعهم من محيط مجلس النواب.
وشهدت الذكرى حشدا اعلاميا عربيا واجنبيا من مؤسسات وصحفيين حضروا لتغطية التحركات الشعبية التي تواكب هذه الذكرى الأليمة.
وقامت المحطات التلفزيونية العربية والأجنبية باستنفار مراسليها ومصوريها لتغطية هذا النهار الطويل ميدانيا.
في غضون ذلك شهدت الحدود مع اسرائيل توترا حيث قالت وسائل اعلام لبنانية ان صواريخ أطلقت من جنوب لبنان باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة وسمعت صفارات الإنذار في مستوطنة "كريات شمونة".
ونقل تلفزيون (الجديد) عن وسائل اعلام إسرائيلية ان جيش الاحتلال رد على مصدر اطلاق الصواريخ من لبنان بقصف مدفعي دون ورود تقارير عن وقوع إصابات بشرية او مادية.
بدورها قالت المؤسسة اللبنانية للارسال (ال بي سي) ان صفارات إنذار للتحذير من صواريخ انطلقت في شمال إسرائيل قرب حدود لبنان.
من جانبه قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افخاي ادرعي في تصريح صحفي "ان مدفعية الجيش الاسرائيلي قصفت الاراضي اللبنانية في اعقاب انطلاق صفارات الانذار وتحديد ثلاث عمليات إطلاق من لبنان إلى المستوطنات المحاذية للحدود مع لبنان".
وفي وقت لاحق قالت الوكالة الوطنية للاعلام في لبنان إن مدفعية العدو الاسرائيلي استهدفت (سهل مرجعيون) جنوب لبنان بعدد من القذائف الثقيلة (عيار 155) بعد سقوط صواريخ في مستوطنة (كريات شمونة) شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضافت الوكالة ان عدة صواريخ مجهولة المصدر أطلقت في اتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة سقط عدد منها في سهل (مرجعيون) اللبناني ما تسبب باندلاع حريق.
كما ذكرت ان الجيش الاسرائيلي أطلق قذيفتين من (عيار 155 ملم) سقطت في خراج بلدة (راشيا الفخار) في منطقة حاصبيا.
من جهتها دعت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) الى استعادة الاستقرار على الفور في جنوب لبنان حتى تبدأ التحقيق في الاحداث المتوترة التي وقعت اليوم.
وقالت (يونيفيل) في بيان انها "تلقت تقارير عن اطلاق صاروخين على الاقل من لبنان باتجاه اسرائيل حيث أكد الجيش الإسرائيلي هذه التقارير ورد بنيران المدفعية".
وأضافت ان رئيس بعثتها وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول "على اتصال مباشر مع الأطراف ويحثهم على وقف إطلاق النار وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد لاسيما في الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت".
وذكرت ان البعثة الدولية تواصل عملها بشكل كامل مع الأطراف من خلال قنوات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها وتعمل مع القوات المسلحة اللبنانية لضمان المتابعة الفورية على الأرض وتعزيز الأمن على طول الخط الأزرق.
وأكدت ضرورة استعادة الاستقرار على الفور حتى تتمكن اليونيفيل من بدء تحقيقها.
أما الجيش اللبناني فأشار الى ان مدفعية العدو الاسرائيلي قصفت جنوبي البلاد ب92 قذيفة مدفعية بعد إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. 
وأوضح الجيش اللبناني في بيان أن القذائف الإسرائيلية استهدفت مناطق وادي حامول والسدانة وسهل الماري وخراج راشيا الفخار وسهل الخيام وسهل بلاط بعد إطلاق صواريخ من احدى المناطق الجنوبية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد البيان ان الجيش قام بتسيير دوريات في المنطقة وأقام عددا من الحواجز كما باشر التحقيق لكشف هوية مطلقي الصواريخ مشيرا إلى انه يتابع هذه الاحداث بالتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
ومن لبنان الى فرنسا حيث أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان بلاده ستقدم مساعدات طارئة جديدة للبنان بقيمة 100 مليون يورو (54ر118 مليون دولار) فضلا عن 500 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19).
وقال ماكرون خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر الدولي لدعم لبنان ان "الأولوية بالنسبة للبنان لا تزال تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات".
واضاف انه "على ساسة لبنان اعلام الشعب بالحقيقة فيما يتعلق بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت" مؤكدا ان "المسؤولين اللبنانيين مدينون لشعبهم بالحقيقة والشفافية".
واشار الى تعاون فرنسا ودول أخرى لتوفير كل المعلومات المتاحة مؤكدا استعدادهم لأي تعاون فني ضروري في إطار التحقيق الذي يترقب كل الشعب اللبناني نتائجه.
وكان القصر الرئاسي الفرنسي (اليزيه) اعلن امس الثلاثاء مشاركة رؤساء دول ومنظمات دولية وجهات مانحة متعددة الأطراف في المؤتمر الدولي لدعم لبنان.
وفي كلمته بالمؤتمر جدد الرئيس اللبناني ميشال عون التزامه بتحقيق العدالة وبمحاسبة كل من يثبت التحقيق تورطه في انفجار مرفأ بيروت.
وقال الرئيس اللبناني ان "لا احد فوق سقف القانون مهما علا شأنه وليذهب القضاء الى النهاية في التحقيق والمحاكمات حتى تبيان الحقائق وتحقيق العدالة المنشودة".
واضاف "ان لبنان يمر اليوم بأصعب اوقاته من معدل غير مسبوق للفقر وجائحة (كوفيد 19) ونقص حاد في الادوية ناهيك عن العبء الثقيل للنزوح السوري والحصار المفروض حولنا والذي يحرم لبنان من مداه الحيوي لذا لم يعد بامكانه انتظار الحلول الاقليمية ولا الكبرى".
وتطرق عون الى ازمة تشكيل الحكومة فقال ان "البلاد غرقت لأشهر خلت في ازمة سياسية طغت فيها للأسف تفاصيل التشكيل على البرنامج اي المشروع الانقاذي للحكومة".
وأضاف "اليوم نحن في مرحلة جديدة وآمل بتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الاصلاحات المطلوبة والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة بالتوازي مع بناء الثقة مع شركائنا الدوليين والتواصل مع صندوق النقد الدولي".
من جهته أكد سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي وقوف الكويت مع لبنان لتمكينه من النهوض مجددا واستمرار دعمه لمواجهة آثار انفجار مرفأ بيروت.
وقال سمو رئيس مجلس الوزراء في كلمة خلال ترؤسه وفد دولة الكويت المشارك في المؤتمر الدولي الثالث لدعم شعب لبنان عبر تقنية الاتصال المرئي "نجتمع اليوم في الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت تلك الحادثة التي آلمتنا جميعا وظلت مشاهدها المؤلمة حاضرة في الذاكرة ولازال لبنان الأرض والشعب يعاني تبعاتها".
واضاف "نجتمع لنؤكد وقوفنا مع لبنان وعزمنا على تمكينه من النهوض مجددا ومساعدته وقد سارعت دولة الكويت لدعم الأشقاء لمواجهة آثار ذلك الانفجار عبر الإعلان عن إعادة تخصيص مبالغ سابقة بقيمة 30 مليون دولار لإعادة إعمار صوامع الغلال التي أتلفها التفجير إضافة إلى تسيير جسر جوي لنقل مساعداتنا الإغاثية الغذائية والدوائية والمعيشية عبر 18 رحلة جوية وبوزن إجمالي بلغ 830 طنا".
بدوره طالب الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابوالغيط جميع السياسيين اللبنانيين ب"التفاهم بشكل سريع لتأليف حكومة كفاءات بهدف اجراء الاصلاحات الضرورية التي يمكن أن تضع البلاد على المسار السليم".
وذكرت الجامعة العربية في بيان ان ذلك جاء خلال كلمة أبوالغيط أمام المؤتمر حيث دعا الطبقة السياسية اللبنانية الى "وقفة مع النفس لانقاذ البلد قبل الانحدار الى ما لا تحمد عقباه" مؤكدا أن "الخروج من الأزمة الحالية لازال ممكنا".
واعرب عن امله في أن تتهيأ الظروف اللازمة لاستعادة الثقة في الدولة والاقتصاد محذرا من "مسار تنزلق فيه الأمور الى ما هو أخطر وأشد وطأة على اللبنانيين والمنطقة بأسرها".
وعن انفجار مرفأ بيروت اكد انه أكبر من مجرد حادثة أو كارثة على ضخامتها اذ أن الأسباب الجوهرية التي أدت اليه لا تزال كامنة في المشكلات السياسية والتجاذبات العميقة التي يعاني منها لبنان. 
أما الرئيس الأمريكي جو بايدن فأعلن تقديم مساعدات إنسانية إلى لبنان بقيمة 100 مليون دولار مطالبا قادته بالعمل من أجل إصلاح الاقتصاد ومحاربة الفساد.
وأوضح بايدن في رسالة مصورة (فيديو) في المؤتمر أن المخصصات الجديدة تضاف إلى مساعدات إنسانية بقيمة 500 مليون دولار قدمتها الولايات المتحدة إلى لبنان خلال العامين الماضيين.
ومع ذلك شدد الرئيس الأمريكي على أن المساعدات الخارجية للبنان لن تكفي على الاطلاق ما لم يلتزم قادته بالعمل الشاق والضروري لإصلاح الاقتصاد ومحاربة الفساد.
وأضاف "إذا اتخذ قادة لبنان هذا الخيار فستكون الولايات المتحدة هنا في كل خطوة لدعم جهودكم من أجل مستقل أفضل لشعب لبنان".
بدوره أعلن الاتحاد الأوروبي تخصيص 5ر5 ملايين يورو (5ر6 ملايين دولار) لمساعدة لبنان في تعزيز الاستجابة لجائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19).
وذكرت المفوضية الأوروبية في بيان أن التمويل جاء في الوقت الذي يواجه لبنان معدلات إصابة عالية حيث اقترب النظام الصحي الوطني من الانهيار فضلا عن انخفاض معدلات التطعيم.
ونقل البيان عن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قوله "إن الانفجار المأساوي الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 من أغسطس 2020 غير بكل اسف حياة العديد من اللبنانيين إلى الأبد وينبغي أن تكون المأساة فرصة للبنان لكي يعود إلى الظهور بقوة".
وأكد ضرورة أن تشكل السلطات اللبنانية حكومة معربا عن وقوف الاتحاد الأوروبي إلى جانب الشعب اللبناني في أشد اللحظات التي يحارب فيها العالم الجائحة.
من جانبه قال مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات جانيز ليناريتش "في لبنان أكثر من 3 ملايين شخص في حاجة إلى المساعدة بسبب أزمة (كورونا) اذ يتفشى الفيروس بسرعة في حين أن إمكانية الحصول على الفحص المجاني محدودة للغاية كما أن وحدات العناية المركزة ممتلئة للغاية".
وأضاف "أن الاتحاد الأوروبي يحشد الدعم الإنساني للمساعدة على تخفيف معاناة أشد المحتاجين في لبنان ومساعدة البلد على مكافحة الجائحة".
وأشار إلى أن التمويل الأخير الذي قدمه الاتحاد الأوروبي للبنان يضاف إلى الاعتماد الأولي الذي خصصه الاتحاد الأوروبي بمبلغ 50 مليون يورو (59 مليون دولار) في المساعدات الإنسانية المخصصة لعام 2021.
من ناحيته دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في المؤتمر الدولي الذي نظمته فرنسا السلطات اللبنانية إلى سرعة التوصل لنتائج بالتحقيق في أسباب الانفجار بمرفأ بيروت قبل عام.
وقال ميشيل "اليوم يصادف الذكرى السنوية الأولى للانفجار المأساوي في مرفأ بيروت ومع الأسف لم تلق السلطات اللبنانية أي ضوء على هذه المأساة فيما لا تزال أسر الضحايا وكل الشعب اللبناني بانتظار إجابات".
ولفت الى وجود العديد من "وسائل الضغط " في إشارة إلى الإطار القانوني للعقوبات التي يمكن أن يفرضها الاتحاد الأوروبي والذي اعتمد قبل أيام من أجل استهداف الذين يعرقلون الجهود الرامية إلى إنهاء الأزمة السياسية في لبنان.
وحذر من أن لبنان "يغرق في أزمة سياسية واجتماعية واقتصادية ومالية" ويتفاقم الوضع فيه بسبب تفشي جائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19).
واوضح ميشيل أنه بعد تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة اللبنانية الأسبوع الماضي فقد حان الوقت لكي يشكل لبنان الآن حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات ذات الأولوية التي تحتاج إليها البلاد بشكل عاجل.
   على صعيد متصل ناشد بابا الفاتيكان فرانشيسكو المجتمع الدولي تقديم مساعدات "فعلية لا لفظية" تعينه على النهوض من أزماته المتفاقمة.
وقال البابا في نهاية العظة العامة بساحة القديس بطرس انه "بعد عام على الانفجار الرهيب في مرفأ بيروت مخلفا الموت والدمار يستذكر هذا البلد العزيز وخاصة ضحايا الانفجار وعائلاتهم والجرحى ومن فقدوا بيوتهم وأعمالهم وحيث فقد كثيرون أيضا الرغبة في العيش".
واختتم البابا فرانشيسكو متوجها الى اللبنانيين بالقول إن "رغبتي في القدوم لزيارتكم كبيرة وانه لا يكف عن الدعاء كي يعود لبنان مجددا رسالة أخوة ورسالة سلام للشرق الأوسط بأسره".
واعتبرت المانيا ان تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة "تصرف غير مسؤول" في وقت يمر لبنان بظروف اقتصادية صعبة جدا.
وقال وزير الخارجية الالماني هايكو ماس في بيان بمناسبة مرور عام على انفجار مرفأ بيروت "ان عدم حدوث تقدم حتى الان على صعيد تشكيل الحكومة الجديدة والتأخر في القيام بالإصلاحات اللازمة ينم عن تصرف غير مسؤول من قبل الطبقة السياسية في لبنان".
واعرب المسؤول الألماني عن تأييد حكومة بلاده للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على لبنان بالقول "ان القرار الأوروبي صحيح وضروري من اجل اجبار المسؤولين اللبنانيين على التسريع في تشكيل الحكومة والقيام بإصلاحات جذرية تخرج البلاد من الضائقة الاقتصادية" التي يعاني منها.
وفي السياق ذاته تعهد ماس بتقديم المانيا لمزيد من المساعدات في (مؤتمر باريس) المخصص لدعم لبنان مطالبا الساسة اللبنانيين بسرعة التحرك قبل فوات الأوان.
واكد في هذا المجال ان الحكومة الألمانية "لم تتردد طويلا في تقديم المساعدات للشعب اللبناني فور حدوث الانفجار قبل عام وانها على استعداد لتقديم المزيد".
من جهته قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال مشاركته في مؤتمر باريس "لا يمكننا التراخي وترك لبنان والشعب اللبناني يقتربون من حافة الهاوية" مشددا على ضرورة الاستمرار ببذل الجهود لتوفير المساعدات الانسانية والطبية في ظل جائحة (كورونا) وتفاقم شح الغذاء.
واكد الملك عبدالله الثاني ضرورة البحث عن طرق لتمكين لبنان من العودة على مسار مستدام للاصلاح والتعافي والتنمية لافتا الى ان الفئات المعرضة للخطر في لبنان تتضمن الاف اللاجئين والاسر المهاجرة التي تعيش الان في فقر شديد.
كما اكد ضرورة تعزيز قدرات المؤسسة العسكرية اللبنانية والاجهزة الامنية مما سيمكنها من توفير ما يحتاجه الشعب اللبناني "في هذه الاوقات العصيبة" لافتا الى ضرورة الاستجابة لطلبات القوات المسلحة اللبنانية وان تكون هذه الطلبات على راس اولويات الاستجابة التي يجب تنفيذها من اجل الشعب اللبناني.
وقال ان الازمة في لبنان تتعمق كل يوم فتكافح العائلات من اجل قوت يومها ولشراء الادوية التي تحتاجها لعلاج طفل مريض او رعاية والد مسن في وقت اضحى فيه الوصول للغذاء والكهرباء والمياه وهي احتياجات انسانية اساسية تحديا يوميا.
وخلال ترؤسه وفد بلاده الى المؤتمر اعرب وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان عن تضامن المملكة مع الشعب اللبناني في أوقات الازمات والتحديات مؤكدا محافظة المملكة على مساهمتها المستمرة في اعادة اعمار لبنان وتنميته.
وقال الامير فيصل "ان المملكة من أوائل الدول استجابة لتقديم المساعدات الانسانية للبنان بعد الانفجار المروع الذي وقع قبل عام في مرفأ بيروت من خلال مركز (الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية) الذي يواصل تنفيذ برامجه في بيروت حتى يومنا هذا".
واوضح "ان لبنان يواجه صعوبات في تشكيل حكومة فاعلة وأن اصرار (حزب الله) على فرض هيمنته على الدولة اللبنانية هو السبب الرئيسي لمشاكل لبنان حاثا السياسيين اللبنانيين من جميع الأطراف لتأدية واجبهم الوطني لمواجهة هذا السلوك تحقيقا لارادة الشعب اللبناني في مكافحة الفساد وتنفيذ الاصلاحات اللازمة".
وجدد الامير فيصل تأكيد المملكة على ان اي مساعدة تقدم الى الحكومة اللبنانية الحالية او المستقبلية تعتمد على قيامها باصلاحات جادة وملموسة مع ضمان وصول المساعدات الى مستحقيها وتجنب اي الية تمكن الفاسدين من السيطرة على مصير لبنان.
وقال "يقلقنا ان التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت لم تسفر عن اي نتائج ملموسة".
وثمن الامير فيصل جهود فرنسا والمجتمع الدولي لدعم لبنان وشعبه مؤكدا ضرورة ان تكون هذه الجهود مصحوبة باجراء اصلاحات حقيقية لتجاوز الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تجتاح لبنان.
ونختتم مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي أكد أن أيادي مصر ممدودة الى المجتمع الدولي للتكاتف وتسخير كافة امكاناتنا لدعم لبنان وبناء مستقبل أفضل لشعبه.
وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي في بيان ان ذلك جاء خلال مشاركة الرئيس السيسي في المؤتمر حيث وجه رسالة للشعب اللبناني الشقيق بأن "لبنان الذي كان دائما منارة للثقافة والفن والفكر ورافدا مهما من روافد الابداع العربي ما زال قادرا بعزيمة أبنائه على النهوض من الكبوة الحالية والعودة مجددا ليكون مزدهرا وفريدا كما نحب أن نراه"
وفي وقت لاحق أعلن القصر الرئاسي الفرنسي ان المشاركين في المؤتمر تعهدوا بتقديم مساعدات مالية جديدة تصل الى 370 مليون دولار بالإضافة إلى مساعدات عينية "كبيرة".
وقال القصر في بيان إن "هذه المساعدات تهدف الى انقاذ حياة المواطنين ولا تشكل حلا دائما للأزمة التي يعيشها لبنان".
وشدد المشاركون على أن "أي دعم مالي للبنان يظل مرهونا بتشكيل حكومة دون تأخير تقوم بالإصلاحات اللازمة التي يطمح بها اللبنانيون والمجتمع الدولي".
من جهته اعرب وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في ختام المؤتمر عن شكره للمشاركين وللأمم المتحدة لاسيما منسقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي "التي تلعب دورا مركزيا في مجال تحديد وتنسيق ومراقبة المساعدات لضمان الاستفادة منها بشكل مباشر وبشفافية كاملة للسكان".
كما اعرب عن شكره لمنظمات المجتمع المدني اللبنانية "التي تقوم بعمل رائع بشكل يومي لدعم اللبنانيين".
وقال لودريان "لقد استجبنا جميعا قبل عام بشكل عاجل للتعامل مع العواقب الفورية للانفجار".
واشار الى اجتماع تم عقده في الثاني من ديسمبر الماضي لدعم تعافي لبنان مؤكدا ان جميع المبالغ "قد تم الوفاء بها".
واضاف ان فرنسا اعلنت اليوم مساهمات جديدة تبلغ نحو 118 مليون دولار للأشهر ال12 المقبلة لدعم قطاعات التعليم والصحة والأمن الغذائي.
وشدد على ان فرنسا ستحافظ على التزاماتها تجاه لبنان وستواصل العمل بطريقة شفافة ومنسقة.
وبين ان "الدعم المباشر الذي نقدمه معا لشعب لبنان لا يحل بأي حال من الأحوال محل مسؤوليات السلطات اللبنانية المسؤولة عن اتخاذ القرارات اللازمة لإفساح المجال بشكل نهائي للخروج من الأزمة".
واشار الى "ضرورة تشكيل حكومة قبل كل شيء ودون تأخير ثم الشروع العاجل في إجراء مناقشات ذات مصداقية بهدف إنشاء برنامج لصندوق النقد الدولي وفي نفس الوقت تنفيذ الإصلاحات الجوهرية التي يعرفها الجميع حول حل أزمة القطاع المصرفي وتنظيم تدفقات رأس المال وقطاع الكهرباء ومحاربة الفساد". (النهاية)   ر ج